مجون البحر
أزبِدْ أيّها البحر وابلعْ الشُّطآن
إنّي أرى امواجك راكعة ذليلة
أتُراها استملحتْ الإصطيّاف
وراقت لها الأجساد المليحة
العاريّة من الحياء والإنتماء
فخضعت لثيارات الحرّيّات
الهوجاء المشبوهة والدنيئة
وهبوب حبّات الرّمل المتسخ
انحنيت للقامات الممشوقة
بأشكالها وألوانها المحترقة
استبحت النّظر إلى العورات
بلا حياء ولا خوف النّضوب
فالشّمس ترسل شُعَّ الغضب
إلى أهل الأرض للاستعاظة
تتمادى في نفس السمفونية
لتطفأ عن قصد لهيبها المتّقد
فتخمد بإصرار ثورة السّماء
تعقّل أيّها اليمُّ وانبذْ الأدران
فانفخْ موجك يهابك الأعداء
ونظّف أطرافك من القدارة
احفظْ هيبتك وصن المرجان
انثر العنبر دواء لكلّ الأسقام
أنا وحيد ألاحق سرب اليمام
فمتى يُحطُّ الرِّحال المنتظر
على شاطىء الأمن والسّلام
فقد طال ألأمد في الإنتظار
امْحِ يا موج سواد التاريخ
فشوقي لشروق صبح جديد
يزداد أملاََ في عشق الغروب
كي تقرّ عيني وعين المغيب
عبدالله ايت احمد/ المغرب