عفوا يا سادتي 

 

            ١

 

قد كنتُ طفلاً صغيراً ..

ذاتَ يومٍ

لي  حُلُمٌ يفوقُ فضائي 

 

ولحنُ قيثارتي ..

ما عادَ يجدي 

فهل أبوحُ يا سيدي ...

ببعض ندائي 

 

في سرِّ مقالتي معنىً

وكل المعاني  ..

ما تناسل من ردائي 

 

            ٢

 

أنـا المسجونُ في كهفي 

وكهفي ..

على شفى حفرةِ الأهواءِ

 

وأنا التراتيلُ التي ..

سكنتَ  ذاتَ يومٍ ..

ثم غابتْ في فضائي 

 

وأنا التأريخُ الذي ..

قد لاحَ في عجلٍ 

حتى كأن الطريقَ أثقلهُ ..

رجائي 

 

        ٣

 

فحلمتُ أنيَّ متعبٌ ..

لكنني يوماً سأمضي

ويحملني العبورُ ...

بلا أهواء

 

حتى كأنيَّ ذاتَ يومٍ

قد أستعيرُ التضاريسَ التي 

كانتْ تحاورني 

بلا أضواءِ 

 

فوجدتني أمضي وحيداً دونها 

وهي التي أوحتْ إليَّ

بسرِّ بقائي 

 

      ٤

 

قد كنتُ ذاتَ يومٍ قربها 

ألهو ببعضِ ألعابٍ 

في ضحكةٍ ورجاء

 

هي ذاتها الأرضُ التي نهوى 

في بعضها جزءٌ 

من لوعتي وبكائي 

 

فماذا لديك بعد الآنَ من شوقٍ 

يعيدُ التداني في لمعة 

الأضواءِ

 

      ٥ 

 

أنا يا موطني لم أزلْ 

أراقبُ النجمَ البعيد 

في زحمةِ الأنواء 

 

قالوا تجَمَّل صبراً بعد صبرٍ 

فقلتُ يا سادتي 

ها هنا الصبرُ أرقهُ بكائي 

 

وهنا التراتيلُ التي أورثتها 

عادتْ إلى المهدِ أخرى

بلا فضاء

 

هنا وطني في القيدِ يعلو 

وذاكَ سجانُ 

ما عاد في يده بعضُ إروائي 

 

    ٦

 

سنبقى في القيود ...

أزمنةً أخرى

وإن صارَ قيدي رحلةَ الإغواء 

 

هنا وطنٌ ...

وفي القربِ أوطانٌ لنا 

ما أجملَ الأوطانِ 

في زحمةِ الأنواء

 

وتلكَ الخيامُ ما عادتْ لنا سكنا 

إنا وجدنا العزَ مسكننا 

وله اتكائي 

 

         ٧

 

يا سادتي وانتمْ مثلما أَنْتُمْ  

وهل في لحظةِ الفكرِ 

سرُّ إروائي 

 

فلا الارضُ كلها لـنا سكناً 

إذا غابَ من منزلي

فرحةُ الأجواء 

 

هنا قيدُ على يدي ...

وآخرُ يرتجي قدمي

قد خابٓ هذا القيدُ في أجوائي 

 

إني حَمَلَتُ الروحَ في ثوب الندى

كي أرتقي في همسةٍ

بها عليائي

 

        ٨

 

فماذا تبقى إذا غابَ فجرٌ ...

وطيفُ الأحبةٍ ولى 

في عتمةِ الأضواء 

 

وتلك السنينُ التي جاورتها 

أعادت لذاكرتي 

لحنَ الوفاء 

 

فمضيتُ أرجو مودةَ عاشقٍ 

وهل في العشق وصلٌ 

لبعضِ رجاء 

 

يا سادتي والليلُ قد طالَ مكوثهُ 

فمتى الفجرُ يأتي 

وأضوائهُ أضوائي 

 

هنا وطني الكبيرُ ما عاد متسعاً

قد ضاقَ الفضاءُ 

بصحبةِ الهوجاء 

 

     ٩

فلا المحيطُ عادَ يعرفنا إذا ركبنا

ولا الجبالُ عادتْ كسابقها

خضراءُ خضراء

 

حتى الديارُ ما عادتْ لنا سكنٌ

فقد أوشكَ الوقتُ يمضي

بلا إرواء

 

هنا وطنٌ لنا وهنا وطنٌ قد تعرى

وهنا وطنٌ تسابقَ الكلُ

في الإغواء 

 

وهنا التأريخُ ما عاد يجدي نفعهُ 

فهل تلك الليالي سكنٌ لنا

وبها غطائي

 

بقلمي /محمد نمر الخطيب -الاردن اربد

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 70 مشاهدة
نشرت فى 17 يونيو 2017 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

97,779