ليتها تعود يوما أيام الشباب
و كنا قديما نستقبل رمضان على الأبواب
و يهيم الصغار فى الطرقات بين الأهل و الأحباب
و ينشدون أعذب كلمات تطرب لها الألباب
و يمتنع الناس عن اللعن و بذيئ الكلام و السباب
يرجون مغفرة من رب رحيم كريم وهاب
ليتها تعود يوما أيام الشباب
أو ليالى الصبا و لعب التراب
حين كان القرش يسال له اللعاب
و الحلوى بمليم و معها علبة ثقاب
و الأخ للأخ سند و خير الصحاب
و الجار للجار قسمة فى الطعام و الشراب
و فعل المنكرات دوما فى غياب
خشية رب عزيز شديد العقاب
و السرعة فى الخيرات تفوق تحليق العقاب
وها قد ولى بعيدا وجه الشباب
و اضحى وجه تملئه تجاعيد كطريق تراب
و بصيص من أمل فى حياة يحسبها سراب
و شعر يعلو الرأس كالشهاب
و نظرات من عيون كساها لون الضباب
تحدق بنظرات حادة ثقاب
و شارب ترك لون الهباب
و أضحى كأثر حليب بعد الشراب
و ساقان أعياهما حمل صعاب
بعدما رتعا طويلا و كانتا صلاب
و قلب أضناه دقات عذاب
يا ليتها تعود يوما أيام الشباب
مسيو سيف الدين عبدالله