.... معبد الذكريات ...
يناديني مقعد الذكريات لألقي بجسدي
المثقل بحنين يحاصره من كل ركن
كل يوم أجلس على ذاك المقعد البعيد القريب
أنثر تبر همساتك أمام ناظري تلمع
وتضئ أدراج ذاكرتي وكأن الشمس غَدت
بين يدي أقلبها كيفما أشاء ترسل أشعتها
على براعم روحي إشراقة وحسن بهاء
أشتم عبق ياسمينات قلبك
تفوح نبضاته بحروف اسمي
أسمعه حين كان يناديني مليكتي
كل صباح هنا أرتشف فنجان قهوتي
وأرى صورتك تتهادى على صفحته
تسائلني أين أنا منك؟
وكأنها لا تدري أنك تتوسد القلب
تمتزج روحك بخلجات أنفاسي
لاتدري بأنك تفترش العيون .
.تلتحف الجفون تتوشح الهُدب
وتلك الضلوع منذ أحبتك
وهي وطنك الرحب
كل يوم ذاكرتي لا تهدأ
تصب جم حنينها على شرفات الشوق
تضرب بأمواجها صخور صمتي
تستفز هدوئي تدفع عيوني بدموعي
تتوضأ ...
تجتاح معبد ذكرياتك وتتعمق
تستعد لصلاة اللقاء على شغاف السماء
تتبتهل وتتخذ من شاطئ نهر عينيك
مرفأ...
تثير قلمي يكتبك رواية على صفحة القمر
تقرأها النجمات في سهد الليل
تتسحب لقلبي تعيد سردها تداعبني بها
وقت السحَر
تعيد أمام ناظري همهمات شريط العمر
تلك ذكرياتي معك تثير كلماتي لتصطف
حجر دُرّ تلو حجر
وتبني بيت قصيد تتغنى بأيام عشناها بين
جدران حروفه..
تراتيلها أنغام تهز الوتر
مرة بحنين وأخرى بأنين
وأخرى تثير الضجر
وهذا عهدنا بالذكريات دوما
حين تلثم الخاطر
مرة تمر علينا كشهد تُحلِّي المُر
ومرة من مرارها يزداد المُر مُر
غادة شاهين...