شَـذَرَاتُ الهَــوَى ..... بقلم / محمد طه عبد الفتاح
و من يصبِرْ يَلْقَى من طِيبِ الهَوى ظِلاَلَهُ ..... و من يَعْجَلْ يُلاَقِي من مُرِّ اللَّهِيبِ عَذَابَهُ
أَيْـقَـنْـتُ أَنَّ الحُــبَّ حُــلْــمٌ عُـجْــبٌ أَمْـــرهُ ..... و أَعْـيـَا الطَبِيبَ عَجْزًا عَنْ دَوَاهُ وَ سِـرَّهُ
فَـكَـمْ أَضْنَى مِــنْ فُـــؤَادٍ لَـفْـــحُ الــهـَــوَى ..... و كَمْ يَسْقِى مِنْ عَذْبِ الجِــنَانِ سُــرُورَهُ
فَـلاَ يَـسْـتَوِي فِي الأَمْــرِ مَنْ يَصْلَى اللَّظَى ..... ويَهْـدِى الـعُـرُوشَ نَفْسًا تَخُوضُ حُرُوبَهُ
فَــلاَ تـَظُـــنَّ السَّهْــلَ دَوْمًـا يَجْـنِي المُـنَـى ..... و إِنَّمَا بِجَـمْـرِ الحَنِينِ والأَشْـــوَاقُ تَزِيدَهُ
أَنْـبَـتُّ مِـنْ طِـيـبِ الفُــؤَادِ عَــذْبَ ثِـمَــارِنَا ..... و قَـطَـفْـتُ مِــــنْ نـَبْـضِ الــفُـؤَادِ نَـوَالَـهُ
عـَطَّـرْتُ مِـنْ بَعْـــدِ لُقْيَاكُمْ غَــرْسُ الجَوَى ..... و سَـطَّـرْتُ شِـعْـرَ الـوَجْـدِ يَـشْـفِي بَرِيدَهُ
يَطِيبُ السُّهْــدَ و الشَّــوْقُ يَـطـْوِي بُعـْـــدَهُ ..... و يَجْتَبِي الـوَفَـا مَـنْ شَـبَّ بالفُؤَادِ سَعِيرَهُ
هَـتَـفْـتُ لِمَـنْ جـَالَــــتْ بِالفُـــؤَادِ تُرِيــدُنِي ..... و تَهْـدِي رِحَــابـًا للـوَصْلِ تَزِِينُ نَـشِـيــدَهُ
كَـرَامَـةُ الـقَـلْـبِ لاَ تَرْتَضِي ظُـلـم الـدُّجَــى ..... سَـيَـبـْـزُغُ للقَـلْـبِ فـَجْـرًا و يَلْـقَى مَصِيرَهُ
فَلاَ حـُرِمْـتُ مِنْ غَـــرْسِ الفُـؤَادِ مَـلَـــــذَّةً ..... بـَذَرْنَا الــدَّْرْبَ وَرْدًا و الـغـَــرَامَ رَحِـيقَهُ
فَأَذَاقَنَا الهَجْــرُ مِنْ بَعْــــدِ الـبِعَـادِ نَــدَاوَةً ..... وأَظَلَّ القَلْبَ عَـبَـقًـا قَدْ دَاوَي بَقَايَا نَزِيفَهُ
غَــــزَلْتُ الشِّـعْــرَ صِدْقـًـا لاَ أُجِـيدُ غِـوَايَةً ..... وَ لَـسْـتُ الكَذُوبَ أَجْتَنِي للشِّـعْــر ِخَمِيلَهُ
كَرَامَتِى فَـــوْقَ الهَـامِ أَبَــدًا لاَ أَرْضَى ذِلَّـةً ..... أَدُوسُ ظََنَّ الـسُـوءِ و القَلْبُ يُبِيدُ شَهِيقَهُ
طََمِعْتُ مِـــنْ رَوْضِ الحَبِيبِ نَهْـــرًا مَـــاؤُهُ ..... سَبِيلَ المُنَى لِكُلِّ عِـشْــقٍ بالوُجُودِ نُذِيقُهُ
فـَلا كُنْتُ يَومًا بَخِيلاً و مَا خُـنْـتُ عَهْـدَكُـمْ ..... و لاَ شَرِبْتُ الخـِيَانَـةَ قَائِمٌ بالعَهْدِ أَصُـونُهُ
هــَـذِي شَذَرَاتٌ صاَغَ القَلْبُ كُلَّ حـُــرُوفِهَا ..... هِيَ الصِّـدْقُ يَـسْرِي وَرُبَى الفُؤَادِ سَبِيلَهُ
سَلامًا لِمَن شَــربَ مِنْ كَأْسِ الخِدَاعِ مَرَارَةً ..... و يَرْوِي الوُجُودَ رَغْمَ العَــذَابِ عَـبِـيرَهُ
محمد طه عبد الفتاح / مصر / دمياط