الشاعر عادل عبد القادر
...........
تطير فوقنا
قتلناها بأيدينا
فلم تخشع ضمائرُنا
و لم تدمع مآقينا
مشينا فى جنازتها
-على عَجَلٍ -
فلا شفعتْ لها ذكرى
و لا التذكارُ يُثنينا
و قابَ القبرِ قبّلنا ضفائرَها
ولم نَجْفلْ و لم نخجلْ
تبادلنا تعازينا
و عدنا صوبَ بلدتِنا
تُحركنا غرائزُنا
و سرٌّ كامنٌ فينا
نواطيرٌ تعاتبُنا و تَرجُمُنا
نواعيرٌ تعاندُنا و تُغرِقُنا
طواحينٌ تبددنا تهشمنا
و وجهُ الشمس يكوينا
ولَجنا بابَ مقهانا
و أمسكنا هواتفنا
و أشعلنا سجائرنا
و قلنا الشاىُ يا صاحٍ
حذفنا من قوائمنا
عناويناً عناوينا
و ساءلَ بعضَنا بعضٌ
لماذا كنّا نخنقها
و نشنقها
نمزقها
و نحرقها
اِذا استعصت و ما أبدت لنا لينا ؟
ملأنا جسمَها وجَعاً و أمراضاً و أوزاراً
فما ملّتْ و لا كلًتْ و لا ضاقتْ بنا حينا
و ها نحنُ
و ها نحنُ
بلا زادٍ و لا أهلٍ و لا وطنٍ
و لا جبلٍ ليعصمنا و يأوينا
و حين تمدّدَ الليلُ
رأيناها
بكلّ بساطةٍ جاءت
بأكملها بوافرها
بخضرتها و نضرتها و فطرتها و طاقتها
تنادينا
و طارت فوقنا مره
و مراتٍ
تعذبنا
و تشقينا
و قالت : أكتبوا هيا
كتبناها
و ما كنّا فاعلينا