أنا والزمان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منذ الطفولة همس المشيب يداعبني
تخدعني ألاعيب الزمان والأقدار
وظللت العمر أحلم بقدوم الربيع يوما
حتى تسربت أيام عمري في الانتظار
وهمست للزمان الست أنا في فجر أيامي
امني نفسي ببلوغ وأدراك مطلع النهار
أشاح الزمان بوجه القبيح متبسما
يسخر بي يخادعني ويولي مني فرار
أطعمه أيام عمري فيزيد من شقاوتي
ويطعمني علقم مسكر بالحنظل والمرار
أسالمه وأعانقه ولم أعطيه الأمان يوما
ولم يسالمني ولم يعطيني حرية أوأختيار
يخيفني بهواجسه فأعض علي شفتاي
من ألمي أرتنح فأسقط في بركان نار
والحيرة تترتع وتلهوا من خلفنا
تتقنع كل يوم ألف وجه مستعار
تناديني من خلفنا عد يا مسكين
قد أخطأت الدروب والمسالك والمسار
والماضي قد تقوقع في الظلام جانبا
يلومني وألومه وكلانا محتار
والغد قد تعجل فهرول أمامنا
خذلنا وتخندق وولي منا فرار
أن هممت كي أشكوا الزمان له
ألقي التهم جذاف علي الأقدار
وأخافني بأنه سيعبث بدفاتري
وينشر علي الملأ كل الأسرار
وولت أيام عمري ولم أدري يوما بها
كيف أسرفتها وتقنعت كل يوم وجه مستعار
وكيف بعتها في سوق الزمان بلا ثمن
وكأنني مغيب عن الوعي بي سعار
صلبت الزمان في دفاتري وأراقي
وبلغنا من يومنا ٱخر محطات القطار
ونظرت في مرآتي فرأيت المشيب يداعبني
فأدركت وأيقنت ظنوني بنهاية المشوار
وصعقت المفاجأة كياني وزلزلت وجداني
وصرخت أمهلوني بضع ثواني من نهار
كنت أظن نفسي بأنني مازلت كالأمس طفلا
أحبو وأتعثر وأرسم أحلامي بحرية وأختيار
أعيدوا لي الامس الذي كنت أعرفه ويعرفني
ففي دروب يومي أتوه في المسالك وأحتار
.ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاعر /وقلم حائر
عبدالسيد عبدالفتاح