سحر عيونها ....
__________
وَقفتُ أمامها فَدنتْ وَصارتْ
تُعاتبني على سَهرِ اللَّيالي
تقولُ :كفاكَ (ابراهيم) سُهْدًا
وَلا تدري بما فعلتْ بحالي
رَمتني منْ لِحاظِ العينِ سَهماً
فلم أعرفْ يميني من شِمالي
وَحين دَنوتُ منها - يا إلهي-
لكي أشْكو إليها ما جَرالي
تَلاشَتْ بعدَ أنْ سَلبتْ فُؤادي
وَعقلي والجوارحَ ..... كالظِّلالِ
وغابتْ عن عُيوني في ثَوانٍ
وَعدتُ لِصُحبتي كي لا أبالي
لكي أنسى ولكن كيف أنسى
وَذكراها .... تَرَبَّعَ في خَيالي
فَإنْ غابتْ ... وعيني لا تراها
فكيفَ تَغيبُ عن فِكري وبالي
فَأشردُ تارةً ..... وَيشتُّ فِكري
وَأحْيانًا ... يطولُ بها انشغالي
فَأبقى صامتاً وَالفكرُ يَهذي
وَفُقْتُ جَنونَ (قيسٍ) في خبالي
فَإنْ ذُكِرَتْ .....يزيدُ القلبُ خَفقاً
وَإنْ حَدَّثتها .... زادَ اشْتعالي
وَإنْ ضَحِكَتْ يطيرُ العقلُ مِنّي
وَإنْ عانَقْتُها ..... زادَ انفعالي
وَإنْ قَبَّلتُها ...... - لَطفاً إلهي -
فذلكَ قَدْ يفوقُ على احْتمالي
فقالَ الصَّحْبُ لي: يكفيكَ وَهماً
وَلا تُشغلْ فؤادكَ بالمُحالِ
فَما عَرفَ الأنامُ هوىً كهذا
صَرختُ: كَفى فزادوا في جِدالي
وقالوا : صِفْ لنا ما كانَ يبدو
جَمال الوجهِ في ذاكَ الغَزالِ
فقلتُ : وَنَبرتي تزدادُ شوقاً
لقد فاقتْ معاييَر الجمالِ
فقالوا : البدرَ ؟ قلتُ: نعم ولكن
تزيدُ عليهَ في بعضَ الخِصالِ
يغيبُ البدرُ في بعضِ اللَّيالي
وَيُخْسَفُ ... إنَّما هيَ في كمالِ
وَأمّا قَدَّها ...... كالغصنِ يزهو
إذا لَعبتْ بِه ريحُ الشَّمالِ
وَأمّا الخَدُّ ريحانٌ ...... وَطيبٌ
وَطعمُ الثَّغرِ كالشَّهدِ الزُّلالِ
فقالَ الصَّحبُ: ما هذا أحقّاً
بِأنَّ الحُسْنَ فيها باشْتمالِ
فقلتُ: نَعمْ .... فقالوا ذا كمالٌ
وَسبحانَ المُنَزَّهُ ذو الكمالِ
وَجاءتْ بعدَ أنْ وَدَّعتُ صَحْبي
تُطالعني ..... وَترنو باختيالِ
وَقالتْ: ما أصابكَ ؟ قلتُ: سهمٌ
وكانَ أحَدَّ منْ نصلِ النِّبالِ
أجابتْ ... والدُّموعُ بِمُقلَتيها
كفاني ما جَرى بعدَ ارْتحالي
فَإنّي مُذْ رَأيتكَ يا حبيبي
وَبحرُ هواكَ قدْ صارَ اعتقالي
فقلتُ : صَغيرتي أفديكِ نفسي
وروحي والفؤادَ .... فلا تُبالي
وَأبقى حافظاً للعهدِ حتّى
يَبّث اللهُ في أمرٍ حِيالي
فيا ربُّ السَّماءِ ...... وَكلّ شيءٍ
وَأنتَ مُجيبنا .... فاقبلْ سُؤالي
سَألتكَ راجياً ........ رِفْقاً بقلبي
فَبعضُ العِشقِ يَفتكُ بالرِّجالِ
فَإنْ نَزَفَ الفُؤادُ وَمُتُّ شَوقاً
فَسِحرُ عَيونها .... سِرُّ اغتيالي