البرد..........
راح يقلب البضاعة بعينية ..همس:
- (اريد كيلوطماطم )
.فتش جيوبة عن اخر جنيهات بقيت من راتبة ..البائعة غمزت بعينها وهى تتابع عينية التى تقلب فى بضاعتهاوصدرها البض الأبيض الذى انكشف بعضة ولما تأكد انها تراقبة احس بالخجل ..ادار ظهره وانصرف ولما عاد وجد زوجته تصرخ وتولول :
_ (اتصرف يا راجل ..شوف لنا مكان غير الأوضة دى ..انا كل ما ادخل الحمام الاقى شحط ملط فيه ..)
اندفع الدم الى نافوخه واحمر وجهه وكانه جمرة نار ,وصع كفيه على وجهه وبكى ..
. سنتان وهو يبحث عن دار على قد الحال يشتريها ..امنيتة أن يجد حمام خاص به وزوجته وولده الذى يحبوا وتذكر يوم جاء الى هذه الغرفة ..قالت له المراة ان الثلاث غرف الأخرى مؤجرة لغرباء وأن الرجال الغرباء يعيشون بلا نساء ..كان مضطرا فوافق..
زوجتة تهمس :
- (ما تزعلش ..غصب عنى ,كل يوم الاقى شحط منهم فى الحمام وانا تعبت والبرد كل جسمى ).
همس :
- البرد..البرد.
..لم يتمالك نفسة وضع يدة على فمة وراح يتقيء ويصرخ ......ااةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة
....................
لااول مرة يجد أبواب الغرف الثلاثة المؤجرة مغلقة باقفال ..
همست زوجتة فى فرح :
--(الجو هادى ومافيش ولا شحط منهم هنا)
احمر وجهه فرحا ..له اكثر من شهر يعيش فى قلق بسبب هؤلاء الغرباء ساكنى تلك الغرف
همست :
- (تتغدى الأول ولا تيجى ننام شويه )
قبض على زراعها فرحا واندفعا ناحية الغرفه
صعقته المفاجأة ..الغرباء الثلاثة فى غرفته ومعهم صاحبة الدار ....
وقبل أن يفتح فمة صرخت فى وجهه
(انت من الشهر الجاى تشوفلك مكان غير الاوضه دى ..دة سكن عزاب ..وانا مشهحط النار جنب البنزين ).
لم يجد فى فم ريقا يبتلعة ..حتى لسانة احس انة ليس فى موضعه .
خطف طفله النائم من السرير وقبض على يد زوجته وانطلقا .
خلعت فرعها الكهرمان من عنقها " شدت الحلق الذهبى الذى ورثته عن امها
ودفستهم فى يده ..اشترى لنا لو اوضه متر فى متر تحمينا من البرد والعيون .
.....................
اسند كتفة للحائط المبنى من الطين اللبن (الطويف) وراح يتفحص المكان بعينيه .
قال صاحب الدار .:
- اوضة ومطبخ وعندك اربعه متر براح اعمل فيهم بيت الأدب لما ربنا يدبرها ..
الدار دى لاجار يغلبك ويناكف فيك منك للغيطان والزرع .
همست الزوجة وهى تتقافز من شدة الفرح:
- (اشترى الدار )
ابتسموا وقرؤا الفاتحة
راحت تدور فى الغرفة ..تتحسس جدرانها جدارا جدار بينما تخير الزوج مكانا وراح يحفر ثم صرخ فى زوجته ان تمسك معه.
انزلا برميلا فارغا الى الحفرة ,وصنع جدارا من البوص وليسة بالطين الناتج من الحفر ثم خلع سروالة وقضى حاجته ..
صرخت الزوجة فرحة ..اخيرا بقى لينا بيت ادب ولن تتلصص علينا العيون ..
وفى المساء اشعلا راكية نار وجلسا يدفعان البرد .همست وهى تناوله البطاطا المشوية على النار:
لينا ومان ما شوينا بطاطا ,البطاطا تدفيك .وضع قطعة من البطاطا فى فمها وفرح الدنيا فى عينيه.
همس لها :
- (اية رئيك بقى الأوضة دفى وتفرح )
ابتسمت وهى تهدهد وليدها :
_ (نام يا حبيبى نام وادبحلك جوزين حمام )
اهمست:
- الواد نام ..
همس :
- انا برداااااااااااااااااااااان
ضحكت:
-ا(لنار قدامك اتدفى يا راجل )
اخذ الولد ..ضمه الى صدره ..ضغطه بشدة ثم وضعه فى الفراش ...
تمددت الى جواره.
همس وهو يضمها الى صدره:
--لأول مرة فى حياتى يصبح لى بيت.
همست له:
--لأول مرة فى حياتى احس اننى ست بيت .
ضغطها فى صدره ...زامت وعينيها على جمرات النار المتوهجة فى الموقد.
همست :
- النار....النار ياراجل نسينا نطفيها .
- همس:
- - انا سأطفئها.
وضحكا وكأنهما لم يضحكا من زمن بعيد.......
...............................رشاد الدهشورى .............مصر
المصدر: دنيا محمد
نشرت فى 16 أغسطس 2016
بواسطة nasamat7elfouad
عدد زيارات الموقع
95,825