لهو بريء.......

كان يوماً شاقاً على غير العادة ، ذهبت منهكة القوى ، أجر ساقيّ جراً ، وآثار النعاس لم تطرد بعد ، ظل جفناي ملتصقين ببعضهما كتوأم سياّمي ، يخشى الابتعاد .
هناك في مكانه المعتاد ، ينتظر قدومي بفارغ الصبر .
أراه من بعيد وهو ينظر إلي بخجل ، ومن فوري أتجه صوبه بكل لهفة وشوق ، علّي أحظى بلحظات سعيدة ولو لفترة قصيرة .
نمضي سوياً بضع دقائق ، نسرقها من الزمن ، لم أكن أخافه يوماً ، كل من يمر بطريقه ، كان يخشاه كخشيته للموت بحد ذاته .
لكني تعلمت منذ نعومة أظفاري ، أن أعامل الجميع بأخلاقي ، حتى يثبت العكس .
أسرته بطيبتي ورقة قلبي ، قضيت معه أجمل الأوقات ، نلهو ونركض ، ولا نعير انتباها للآخرين ، كنت أرى نظرات الغيرة تقفز من عيون أصدقائه وإخوته ، لكن لم يأسرني غيره ، كنت أترقب بزوغ الشمس ، وانتصافها في كبد السماء لرؤيته .
ولكن مع الأسف لم أقابله منذ فترة ، لم أعد أدري أين عالمه الآن ؟!
أتراه على قيد الحياة أم ملقًى في مكان ما ؟!
كل يوم أبحث عنه، أسأل عنه، ولكني لم أجد إجابة تشفي جرح صدري المكلوم، واليوم علمت من أحدهم ، أن صديقه أصيب بطبق ناري في أحد ساقيه ، ورحل من هنا ، أما هو فقد أصبح أكثر شراسه وعنفاً ، وأصبح يخشاه الجميع بلا استثناء .
وعدت لمنزلي وقلبي يحترق عليه ، وأتساءل بجنون :- هل ستعود يا كلبي العزيز ؟!

عبيرالزهور

المصدر: دنيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 271 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2016 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

97,730