في ذكرى يوم الأرض :
النفسُ ظمأى فاملأ الأقداحا
واسقِ العطاشَ من الشّرابِ قُراحا
من قبلِ أنْ تزوَرَّ أخفيةُ الكوى
فتخالطَ الأوهام والأشباحا
اشربْ فديتكَ خمرَ خُلدٍ عُتِّقت
حُلّتْ إليك وما أتيتَ جُناحا
من جنّةِ الدُّنيا فلسطينَ التي
تسبي العقولَ وتسلبُ الأرواحا
إنّي أراك حبيبتي في لفظةٍ
ريفيّةٍ أزهو بها فلّاحا
وأراكِ في كوفيّةٍ وعباءةٍ
في وجهِ طفلٍ يقرأُ الألواحا
وهناكَ بياراتها نشرتْ على ال
أُفقِ الرحيبِ أريجها الفوّاحا
مَنْ لي بتلكَ الشارداتِ نوافراً
قد أوسعوها أدمُعاً وجراحا
أدركتُ سرَّ جمالها فحفظتُهُ
وجعلتُ من شعري لهُ مفتاحا
وغرفتُ من أحضانهنَ قوافياً
وغدوْتُ منها شاعراً ممتاحا
هذي عروبتنا فهل بمُفاخرٍ
بذَّ العُروبةَ أهلَها الأقحاحا
كلّا فمن غيرُ العُروبةِ أُمّةً
نسجتْ لدنيا الفاتحين وِشاحا
باقونَ ما بقِيَتْ جبالُ بلادنا
تلوي العُصور وتصفعُ السّفاحا
هذي بنادقنا المُشَرّعةُ التي
لا لا تُراوغُ أو تطيقُ مِزاحا
إنّا حشوناها من الحقدِ الذي
زرعوهُ بين صدورنا فألاحا
يا عاذلاً قد خلّفتْ آلامُنا
في كُلّ نفسٍ ثورةً وكفاحا
أقصرْ فإنّ اللّومَ خُلّةُ عاجزٍ
واقعدْ بلومكَ هانئاً مُرتاحا
في ليلِ أمّتنا البهيمِ بوارقٌ
لمعتْ فكنّا بينها المصباحا
ستظلُّ أمجادي فلسطينيّةً
وأظلُّ في شعري لها صدّاحا
حتى أُعانقَ في غدٍ زيتونةً
لم تشكُ يوماً خَمْصةً ولُواحا
تحنو على أُمٍّ رؤومٍ كلّما
فسقوا تجلّتْ عِفّةً وصلاحا
فاحملْ أبا الأحرارِ موعدُنا هنا
كَ القدسُ نركزُ بيرقاً ورِماحا
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال