اعتذارٌ لأمي

……………… .

هوَ يومٌ تخذلني حروفي

بصمتها

ثم تُقيدني بآهاتٍ تعتصرُ

آلامي

وتقذفني في فراغٍ

مطويَّ الحواف

ترتفعُ دموعي لِتُعانقَ

السماء

بنورٍ يمتدُّإليها

فلا أجرؤ على البكاء

وأبقى مُحدِّقاً بابتسامتها

اليافعة

التي تجذرت في

ذاكرتي

هيَ المرّةُ الأُولى التي

أتجاسرُ بالكتابةِ

إليها

لأنني أعلمُ أنَّ كلَّ الأبجدياتِ

لايمكنها أن تُحيطَ

بأمي

وأنَّ كلَّ القوافي تقف

عاجزةً أمامَ

ذكراها

هيَ روحٌ في السماء

وقمرُ السماء

أمي

أعتذر وأكرر اعتذاري

ماسْطَعْتُ أن أعطيكِ

وصفاً مُتفردا

لكنني اليوم حاربتُ القوافي

كلها

وقلَّمتُها

وكلمتها

عَلَّني أجدُ حرفاً

أو كتاباً

أو مجلداً

يستحقكَ وصفاً

خانتني حروفي

كلها

أعذريني أمي

ارتكبتُ إثماً عندما ظننتُ

أن حروفي

قادرةً أن تُعطيكِ حقَّ

ساعةِ حبٍّ

أو حنانٍ

أو دفءٍ

عشتُها بين ذراعيكِ

اعذريني…...أمي .

بقلمي/حسن سمرة.

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2019 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

85,267