شُـجـون

 

كل القوافي ادبرت عن خاطري

أحتارُ كيف سيبحر البحّار

 

وانا الذي جعل البحور مطية

مطواعة تمشي كما اختار

 

ملكتْ ضروبُ الهمّ كل جوارحي

وتساقطتْ  بين الضّلوعِ جِمارُ

 

وتراصفتْ حولي تجـرُّ ذيولَها

وَلَـها على هتْكِ الحُبورِ شِعارُ

 

أهلي وداري في الجحيم تقلّبوا

وأنا الشـّريـدُ  تقودُه ُ الأسـفارُ

 

صِنوانِ بِتنا في العذابِ هَجيعُنا

بِيَـدِ الغريـبِ تسوسُـنا الأقـدارُ

 

مَـهـدُ الجِنانِ  مُقـيّدٌ وجِنانُـهُ

فـوقَ السّـعيرِ تُقـلّبُ الأزهـارُ

 

نارانِ في جَنبيَّ تحرقُ مُهجتي

نارُ النّـوى وحميمُـها الهـدّارُ

 

ولظىً يؤجّجُ كُربتي إذ سامنا

لُـؤمُ الهجـينِ وطبعـُه الغـدّارُ

 

وطنٌ مُدمّى والجِراحُ عميقةٌ

في كلّ جُـزءٍ  بيتُـنا  ينـهارُ

 

في كـلّ يومٍ رايةٌ مرفـوعةٌ

فـوقَ الـرّبوعِ يقـودُها أنصارُ

 

جمعوا شُتاتَ البغيِ فوق رُبوعهِ

وبكـَتْ علـى أشـلائِـنا الأحجارُ

 

وضميرُ ذاكَ الحـَيِّ باتَ مُـؤجّرًا

خِـدْنُ العِـدى في قومهِ جَـبّارُ

 

رَبـّاهُ إنّـي أشـتكي ما هَـدّنـي

فالْطُـفْ بِـنا يا ربُّ يا سَـتّارُ

 

# يحـيى _ الهـلال

11/3/2019