قصيدتي (هي والزهور):
للدكتور حسن كمال محمد
مِنْها تَغارُ شَقائِقُ النُّعْمانِ***
وَالوَرْدُ جُورِي ناعِسُ الأَجْفانِ
والأُقْحُوانُ إِلَى ثَنايا ثَغْرِها***
مُتَعَطِّشٌ وَتَراهُ كالهَيْمانِ
يَعْدُو وَلا يَلْوِي عَلَى شَيْءٍ سِوَى***
تَقْرِيظِها الشّادِي بكُلِّ لِسانِ
وَزُهُورُ تُولِيبٍ تَتُوقُ لِشَمِّها***
كالرُّوحِ في شَوْقٍ إلَى الأَبْدانِ
وَالنَّرْجِسُ البَرِّيُّ هالَهُ عَرْفُها***
فَبَدا كَسِيرَ الحالِ ذا مَيَلانِ
وَالمِسْكُ أََعْلنَ ثَورَةً في رَكْبِها***
أَزْرَتْ بهِ فَأَلَحَّ في الذَّوَبانِ
وَتَراهُ يُمْسِكُ عَنْ بَدِيعِ رَوائِحٍ***
فَالنَّشْرُ مِنْها ساقَهُ لِهَوانِ
وَالفُلُّ فِي خَجَلٍ لفَرْطِ بَهائِها***
يُغضِي كَسِيرَ القَلْبِ وَالوِجْدانِ
وَيَضُوعُ فِي الأَنْحاءِ يُعْلِنُ يَأْسَهُ:***
كَيْفَ الوُصُولُ إِلَى شَذًا فَتّانِ؟
وَالياسَمِينُ نَشِيجُهُ مُتَجاوِبٌ***
مِنْ هَولِ ما يَلْقَى مِنَ التَّحْنانِ
يَهْفُو إِلَيْها مُغْرَمًا بِعَبِيرِها***
وَيَبُثُّها عِرْفانَهُ بِحَنانِ
والعَنبرُ الفوّاحُ يَحْكِي شَجْوَهُ***
لَمّا سَقَتْهُ مَرارَةَ الخُسْرانِ
كَمْ ذا يُصاوِلُها بسُوحِ أَرِيجِها***
فيؤُوبُ بالتَّنْغِيصِ وَالأَشْجانِ
حَتَّى زُهُورُ الآسِ تَغبِطُ عِطرَها***
وَتَسُومُها عَتْبًا بِكُلِّ مَكانِ
وَالزَّنْبَقُ المِعْطارُ يَرْنُو ساهِمًا***
قَدْ هَزَّهُ عَبَقٌ لَها مُتَداني
وَيَجِيءُ كُلُّ قُرُنْفُلٍ مُتَضائِلًا***
يَسْعَى بِخَطْوٍ مُفْرِطِ الإِذْعانِ
فَالسِّحْرُ مِنْها غالَهُ فِي مَقْتَلٍ***
فَبَدا كَما الأَسْيانِ وَالحَيْرانِ
لَمْ تَبْقَ زاوِيَةٌ خَلَتْ مِنْ طِيبِها***
أنَّى اتَّجَهْتُ فَطِيبُها يَلْقاني
فَكَذا جَمِيعُ الزَّهْرِ يَعْرِفُ قَدْرَها***
فَيُجِلُّها وَيُشِيدُ بِالإِتْقانِ
وَيَرُدُّ كُلَّ عَبِيرِهِ لأَرِيجِها***
فَهِيَ البَقاءُ وَغَيْرُها مُتَفاني