عَزَفْـــتُ بِأَحْرُفي نَغَــــمَ الحِدادِ

 

أَرى في النَّظْمِ أَسْلِحَةَ الدِّفاعِ***وَفيهِ الحَرْفُ يَهْـــــــــــجُمُ باليَــراعِ

 

يُصيبُ الفاسِدينَ بِرُعْبِ خَوْفٍ***وَيَفْزَعُ مَنْ أَصابَ مِـــنَ الرِّعاعِ

 

لِأَنَّهُ أَبْلَغُ الأدواتِ طَــــــــــعْنا***وَأَقْدَرُها عَلى كَـــشْــــفِ الضِّباعِ

 

يُعَرِّي بِالبَيانِ وَبِالمَعاني***وَيَكْشِفُ ما اخْتَفى خَلْــــفَ القِــــــــناعِ

 

وما النَّظْمُ لِلأَشْــــــعارِ إِلاَّ***سِلاحُ العَــــقْــــــلِ في وَقْـــتِ الدِّفاعِ

////

عَزَفْتُ بِأَحْرُفي نَغَمَ الحِدادِ***عَلى وَطَــــنٍ تَـــــــــبَرْقَعَ بِالفـــــسادِ

 

نِظامٌ لا عَدالَةَ تَحْـــــــــتَويهِ***وَشَعْـــــبُ لَمْ يَعِ سُبُـــــــــلَ الرَّشادِ

 

كَاَنَّ ثَقافَةَ الإِذْعانِ أَضْحَتْ***مُلائِمَةً لِمُجْـــــــــــــتَمَعِ الجَــمـــــادِ

 

وَنَحْنُ كما بُرادُ لنا انْبَطَحْنا***وَلَمْ نَقْــــــدِرْ عَلى رَفْــــــعِ الأَيادي

 

نَخافُ مِنَ الهُبوطِ وَنَحْنُ فيه***سَقَـــــــطْنا كالقَــــذارةِ في بِلادي

////

أَلا رُدُّوا على المُتسَــــلِّطينا***بِرَدِّ يَكـــــــونُ لَنا مُعــــــــــــــــينا

 

وَكونوا في مَواقِفِكُمْ شِــــداداً***لِوَقْـــــــفِ تَغَــــــوُّلِ العُمَلاءِ فينا

 

فَأَنْتُم لَوْ عَزَمْتُمْ لَاسْتَطَعْـــــــــــتُمْ***مُنازَلَةَ الطُّغاةِ الحاكِمـــــــينا

 

تَكالَبَتِ اللُّصوصُ عَلى بِلادي***وَقَهْـــــــقَرَنا التَّخَوُّفُ أَجْمَعـيـنا

 

وَلَيْسَ لَنا إلى التَّغْييرِ بابٌ***إذا ما الجُــــــــبْنُ شَـــــــلَّ الثَّائِرينـا

////

مَدارسُنا تدهْورَ مُـــسْتَواها***تُعَلِّـــمُ ما تَــــــــشاءُ على هَـــواها

 

يَسيرُ بها الفَسادُ إلى كَسادٍ***بِفعْلِ الغِــشِّ إذْ فـــقــــــــدَتْ رُؤاها

 

تَلامِذَةُ المَـدارِسِ في بِلادي***أضاعوا الدَّرْسَ فَهْـماً وَانْتِـــــباها

 

يُعاني جُلُّهُمْ مِنْ سُـــوءِ فِقْهٍ***وَنَقْــــصٍ في العُلومِ وَما تـــــلاها

 

وَهذا في الحَقـــيقَةِ طالَ جِدّاً***فَخَلْخَلَ في الدِّراسَةِ مُحْــــــتواها

////

أَرى الأُسْتاذَ يُجْلَدُ بِالهَراوهْ***وَيُعْصَرُ بالتَّسلُّطِ والقـــــــــساوَهْ

 

أَلَيْسَ العُنْفُ جُرْماً وَانْتِهاكاً؟***وَما سَبَبُ التَّصَرُّفِ ِبالــعَداوَهْ؟

 

رَأَيْتُ هَراوَةَ الأمْنِ اسْـــتَبَدَّتْ***وَحَـــوَّلَتِ الذَّكاءَ إلى غَبــــاوَهْ

 

تُهاجِمُ في الرِّجالِ وفي النِّساءِ***وَتَدْفَعُ بِالحياةِ إلى الــــشّـقاوَهْ

 

وَهذا ما تَسَبَّبَ في اخْتِلالٍ***بِهِ التَّعْليمُ أُسْقِــــطَ في غُشـــــاوَهْ

////

كَفى صَمْتاً فقدْ عَظُمَ البلاءُ***وَفَوْقَ رُؤوسِنا انْهارَ البِـــــــناءُ

 

هَرِمْنا في الشُّعوبِ بِفعْلِ جُبْنٍ***فَما سَلِمَ الرِّجالُ وَلا الـنـساءُ

 

كَأَنَّ الشَّعْبَ في وَطني يَتيـــــمٌ***يُروِّضُهُ بِسُلْطَـــــــتِهِ البَغاءُ

 

نُمارِسُ في التَّمَلُّقِ كُلَّ صِنْفٍ***وَهذا الدَّاءُ لَيْـــــــسَ لَهُ دَواءُ

 

أَطاحَ بنا التَّهَرُّبُ في كَمينٍ***نَوائِبُهُ يُلَخِّصُها الشَّــــــــــــقاءُ

////

تَراكَمَتِ المَشاكِلُ والقَضايا***وَفي أَوْطانِنا كَثُرَ الضَّـــحايا

 

إدارَتُنا تُقادُ بِلا رَقيبٍ***وَتَنْهَبُ مَنْ تَــــــــشاءُ مِنَ الرَّعايا

 

وَأَمَّا في المَحاكِمِ فَالمَآسي***تَجاوَزَتِ المَـــصائِبَ وَالبَلايا

 

وَفي المُسْتَشْفَياتِ هُناكَ مَرْضى***تُعَدُّ هُمومُهُمْ أُمَّ القَضايا

 

فَسادٌ وانْتِهاكٌ وَاخْتِلاسٌ***أَشاعَ البَغْــــــيَ في كُلِّ الزَّوايا

 

محمد الدبلي الفاطمي

المصدر: آسيا محمد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 50 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2019 بواسطة nasamat7elfouad

عدد زيارات الموقع

97,876