عَـسـى بِـجَـنَّـتِــهِ.....

مَـرّتْ سـريـعـاً بـِدُنْـيـانـا أمانـيـنـا

وقلْـتُ مَـهْـلا ًٍفـإنّ النَّـزْرَ يـرْضـيـنـا

ياأيُّـهـا الزّمـنُ القاسي على كَـبِـدي

هلْ صار َعبْـئـاً على الدّنْـيـا تَفانيـنـا

أعْـمـارُنـا تنْقضي والجهْـدُ أتْـعَـبَـنـا

و مـارأتْ  قَـمَـراً بــادٍ لـيـالـيــنــا

قد أسْلمتْـنـا صُروفُ الدّهْرِ مابرِحَـتْ

في كلِّ هـاويـَةٍ عنْ عَـمْـد ِتـرْمـينـا

حتّى تـعِـبْـنـا وما كَـلَّـتْ كواهِـلُـنـا

فنحْـنُ في أرْضِها كُـنَّـا السّـلاطـيـنـا

جارَتْ عليْنا وما أحْـنَـتْ شَـوامِـخَـنـا

فنَـحْـنُ للـدّمْـع ِمـاكانَـتْ مـآقـيـنــا

لم تُـبْـقِ حِـبـاً لنـا تـهْـواهُ أنْفُـسـنـا

إلاّ طَـوَتْــهُ كَـمـا الأيّـامُ تـطْـويـنــا

هِيَ القُلوبُ فـَجَـمْـرٌ باتَ يُـلـْهِـبُـهـا

ماأظْهرَتْ جَـزَعـاً يُـرْضـي أعـاديـنـا

فالمـوتُ زائِـرُنـا والـهَـجْـرُ صاحبُـنـا

وبُـعْـدُ أحْـبـابِـنـا بالهَجْـرِ يُصْـميـنـا

ذكْراهُـمُ في فُـؤادٍ بـاتَ مُـحْـتَـرِقـاً

فما نسيـمٌ مِـنَ الأحْـبـابِ يُـحْـيـيـنـا

تَـزورُ أخْـيِـلَـةٌ فـي اللّـيْـلِ عـابِـرةً

وفي النّـهـار ِفمـا مَـرَّتْ تُـحَـيـيـنـا

فـَهَـلْ بِـرَبّـكُـم ُفي الـدّهْـرِ بـارِقَـةٌ

شَـيْـئا ًمنَ النّورِبعْد َالليلِ تُـعـطـينـا

أم ْأنَّ أيـامَـنــا  تـأْتـي  مُـعَـرْبِــدَةً

ودَأْبُـهـا الـيـوم َبعْـدَ اليوْمِ تُـؤذيـنـا

إنّي سأشْكو إلى الرّحْمٰنِ سَـطْـوتَـها

عسى بجَـنَّـتِـهِ نَـلْـقى الـرّيـاحـيـنـا

عبداللطيف محمد جرجنازي