#شعر_تيسير_الشماسين
اغتراب .. و لكن
---------------------
اليومَ أُطبِقُ باســـمِ الواحـــدِ الصَّمَــدِ
قَلبَاً عَنِ النَّاسِ لَنْ اُبقِي عَلَــى أَحَــــدِ
صَدَّاً عَنِ الشَّوقِ لَنْ أُبقِي لِخاطِرِهِـــمْ
ما أَبْقَتِ الرِّيحُ فــي بِيدٍ لِذي حَصَـــدِ
السَّاكِنونَ وَ مَنْ في حُكـــمِ جِيرَتِهِــمْ
و العابِرونَ و مَنْ فــي مُحكَمِ العَـــدَدِ
لَنْ أَقـــرَعَ الكَأسَ مِبذاخَاً بِصِحَّتِهِـــمْ
او أُثمِلَ الحَــرفَ ذَوَّاقاً مِـــنَ الرَّكَـــدِ
لَنْ أُبدِلَ الشَّـــوقَ حَتَّى فــي مَوَاطِنِهِ
ما دامتِ النَّفسُ تُلهي الوَجـدَ باِلعَسَدِ
اليَومَ يَومِــيَ لَـمْ يُهـمِ الرِّضَـى حَنَقي
تَكليفَ نَفسٍ و لا فَيضَـاً مِـنَ الوَجَــدِ
لكِنَّ كُلِّـــــيَ مِــــنْ بَعضِــي يُنازِعُــنِي
نَحوَ الوُجـودِ و غَيري اليَومَ لَمْ أجِــدِ
لَمْ يَبقَ فــي العُمــرِ ما أَحنُو بِهِ فَكَفَى
يا مَا حَنَوتُ و يَا مَــا خابَ مُعتَقَــدِي
هٰـذَا الزَّمـــانُ بِلا أَخــلاقِ إِذْ صَلَــدَتْ
فيهِ القُلوبُ و حَبلُ الوُدِّ مِـــنْ مَسَــدِ
مَهمَــــا بَذَلــتَ فَمَـــا لِلحُــبِّ قاعِــدَةٌ
يُبنَى عَليهَـــا إِذَا بِالمَــــالِ لَـــمْ تَجُــدِ
إنْ أنتَ أَبطَأتَ مَــا أَغْدَقتَ مِــنْ سَعَةٍ
لَنْ تُذكَـــرَنَّ بِخَــــيرٍ طيلَـــةَ الأَمَـــــدِ
أو أَنْتَ أَفلَحـــتَ فــــي بَذلٍ بِمَكرَمَــةٍ
مِنْ بَابِ أَصلِكَ لَنْ تَنجــو مِـنَ الحَسَدِ
حَــتَّى تُرامَ بِذاتِ الصَّـــــبِّ مُلهِمَـــــةٌ
لو رامَهَـــا القَلبُ لا تَخلـو مِــنَ الكَسَدِ
هٰذِي الحَـــياةُ و إِنْ أَحبَبْتَهــــا فَكَمَـــا
قَــدْ جِئتَ تَصرُخُ .. مِنهَا عُدتَ باِلكَمَدِ
إنْ مِــتَّ تُذكَــــرُ مَــــا إنْ بِتَّ لَيْلَتَهَـــا
فَـــوقَ التُّرابِ بِغَــيرِ الزَّوجِ و الوَلَــــدِ
أو إِذ لُحِدتَ و فَضُّــوا عَنكَ جَمعَتَهَــمْ
أصبَحــتَ كانَ .. و إنْ بِالذِّكـرِ لَمْ تَكَـدِ
يَمضِـي العَــزاءُ و تَنْسَى النَّاسُ مَيِّتَهَـا
إذ يُنْسِيَ الِأرثُ مَنْ قَدْ بَاتَ في اللَّحَدِ
يا غُــربَةَ النَّفسِ فــي أَرْضٍ أُجالِدُهـــا
قَدْ عَفَّتِ الرُّوحُ عَـنْ صَحبٍ وَ عَنْ بَلَدِ
إنْ المَــنَايَا إذَا ضاقَــــــتْ مَواطِنُهَــــا
مــا ضَــرَّ باِلدَّارِ عَنهَـــا غَيبَةُ الجَسَـــدِ
تيسير الشَّماسين / الأردن
١٢/ ٩ / ٢٠١٨