حب واختبار
يقولُ وقد أتى بي قعرَ بئرٍ
تصبّر لا تمت فيهِ اختناقا
أحبُّكَ والهوى فيهِ اختبارٌ
فهل ترضى دماؤك أن تراقا
وأغلقَ كلَ مشكاة ٍبكهفي
وقالَ تأمّلِ السبعَ الطباقا
وقيّدني وقالَ تعالَ قربي
هنا لو تستطيعُ بيَ التحاقا
فلم أنجح ولم أرقَ إليهِ
ولم أسلك سبيلاً أو زقاقا
وتهتُ عن الطريقِ برغم صدقي
فضعتُ وصرتُ أبكيهِ اشتياقا
وكنتُ أظنّهُ يطفي لهيبي
وإذ بالنارِ تلسعُني احتراقا
وما عرفَ الفؤادُ سواه ُخلا ً
وما أعطيتُه قلبي نفاقا
أريد ُمحبّةً ويريدُ قتلاً
ولم أزدد بهِ إلا التصاقا
يعذبّني بألحاظٍ عذابٍ
ويرضى أن يجرِّعَني الفراقا
فما أدري أقرباً كان ينوي
أم المحسوسُ كلَّ بهِ وضاقا
ولا أدري ألي قدرٌ لديه ِ
أم اختارَ التباعدَ والشقاقا
ولا أدري أيعشقُني بحقٍّ
أم الأوهامُ تسحرُني اختلاقا
ولا أدري أيطردُني بحزم ٍ
إذا ما الروحُ تطلبُه اعتناقا
أيا قلباهُ مالكَ في ضياع ٍ
وذنبُكَ قد ألمَّ بنا وحاقا
أيا قلباهُ كفَّ عن التصابي
وقبلكَ كلُّ صبّ ٍقد أفاقا
فهل يرضى حبيبُكَ منكَ جهلاً
إذا يوماً لوصلِكَ قد أعاقا
فكن مثلَ المتيّمِ لم يبالِ
ولم يحمل سوى ما قد أطاقا
وقل هذا الضعيفُ بلا جناحٍ
أحبَّ لقاك َعن وجدٍ وتاقا
فخذ بيديهِ وارحم مقلتيهِ
وحسبُ الصبِّ ما قد كانَ لاقى
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا