كما أعتدنا من عالم المصريات المؤرخ بسام الشماع المتمرد على المسلمات التاريخية وقالب موازين النظريات المعتادة فقد أزاح الستار بصالونه الأدبي ايجيبتيكا يوم 9 ابريل 2016 عن وجه أخر لمحمد علي مؤسس الدولة الحديثة في مصر والذي ينظر الكثيرين لعصره انه العصر الذهبي لمصر وان ما قدمته الدولة العلويه لمصر لم يقدمه المصريين أنفسهم لها فهم أصحاب الأيادي البيضاء على هذا الشعب المسكين الذي قلما يجد من يحنوا عليه ، لذا اصطحبنا الشماع في رحلة عبر التاريخ إلى عصر محمد علي لنتعايش عن قرب مع هذا العصر ونقترب فيه من أنين الوطن وفي اطار تاريخي مرتب كما عرضها عالم المصريات بسام الشماع ونقلا عنه :
نشأة محمد علي :
ولد محمد علي عام 1769 ومات عن عمر يناهز 80 عام وكانت حياته مليئة بالإحداث ، كان والده "إبراهيم أغا" رئيس الحرس بمنطقة "قَوله" وهي مدينة تقع شمال اليونان على الساحل الشمالي لبحر "ايجه" على خليج "قوله "، أنجب "إبراهيم أغا" 17 ولد لم يستمر على قيد الحياة منهم سوى محمد على ، ثم مات والدا محمد علي وهو في سن 17 فكفله عمه طوسون ، وربما هذا يفسر تسمية محمد على لأبنه والذي تولى الحكم من بعده بطوسون اسم عمه الذي رباه ، ثم كفله حاكم قوله واسمه الشوربجي
- مما يشاع ذكره عن محمد على أنه كان أمي وثقف نفسه بعد بلوغه الأربعين لكنه تعلم فعلا بالمدرسة علوم أوليه بالتركية ثم التحق بالجهادية حتى رتبة "بلوك تاشي"
- كان محمد علي ضمن القوى البحرية التي أرسلها الباب العالي لإخراج الفرنسيين من مصر وكان ضمن محاربي موقعة "أبو قير" البحرية التى خاضها الأتراك والانجليز معاً ضد الفرنسيين واشترك أيضا فى هجوم الأتراك على الفرنسيين في "الرحمانية" ثم تم ترقيته لرتبة لواء ، وكانت نقطة التحول حين تم تعيينه قائد على 4000 جندي الباني
- أشار "محمد علي" على العلماء والمشايخ تولية "خورشيد باشا" محافظ الإسكندرية ليكون والياً على مصر وتم تعيين "محمد على" قاء مقام لكن "خورشيد قشا" خشي على نفسه من "محمد على" فسعى لنقله بعيداً عن مصر ليكون والي "جده" بما يريح "خورشيد" من "محمد علي" ويحقق مطامع "محمد علي" بعيداً عن "خورشيد" ، لكن "محمد على" أعلن الحرب على "خورشيد" وتحالف مع النقباء الصناع وأقنعهم بفكره وحاصروا خورشيد بالقلعة ونادوا بتعيينه والياً على مصر وصدر فرمان الباب العالي بتعيينه والياً على مصر عام 1805 وظل والياً على مصر حتى وفاته بالإسكندرية عام 1848ودفن داخل مسجد محمد علي بقلعة "صلاح الدين" وليست قلعة "محمد على" كما يشيع البعض .
- من أشهر من انشأ "محمد علي" السبيل الذي أقامه على روح ابنه "إسماعيل باشا" الذي توفي بالسودان عام 1822 وهى نفس السنة التي تم إعلان فك طلاسم حجر رشيد وكان قطعة فنيه إسلاميه بالنحاسين بحي بين "القصرين" لوجود القصر الكبير وغربا قصر صغير وهو شارع "المعز لدين الله الفاطمي"
الجيش في عهده :
وصل تعداد الجيش في عهده إلى ربع مليون جندي ، لكنه استخدم الجيش في الذهاب للحجاز والسودان وإقامة الحروب واحتلال البلاد وكان من سلبياته
علاقة محمد علي بالآثار :
اصدر محمد علي أمر مكون من 3 مواد كان أهمها :
- أول مادة : تعريف الأثر : وكان أروع تعريف لرفاعة الطهطاوي روائع الزمن الماضي .
- المادة الثالثة : ولا يخرج اى من هذه الآثار خارج البلاد إلا بأمر الوالي .
- في تناقض سافر لاهتمامه بصياغة فرمان عن الآثار فقد أهدى فرنسا هدية مسلة الأقصر وكانت القنصليات الاجنبيه ترسل الآثار المصرية للخارج عام 1835
علاقة محمد علي بالهرم
هم "محمد علي" بعمل مشروع القناطر الخيرية وكان من ضمن أفكاره فك الهرم واستخدام أحجاره لبناء القناطر ففي ذاكرة مصر بمكتبة الإسكندرية وجد حديث بين أجنبي و"محمد على" فقال الأجنبي "محمد على" أن "هذا الفعل سيظهر للناس انك همجي كما أن تكلفة نقل الحجر من الجيزة تكلفة أعلى كثيراً من تكسير أحجار المقطم أو غيرها ويمضي يذكره بالرأي العام وفقدانه لمؤيديه" فتراجع "محمد علي" عن فكرته لوجود بديل يوفر 20 مليم فكان تكلفة نقل المتر الواحد 10 قروش من الهرم وتكلفة تكسير الأحجار 8 مليم ، اى أن 20 مليم أنقذت الهرم من يد "محمد علي"
تمجيده لذاته :
كلمات نفشت بالتركية على لوحة تأسيس مطبعة بولاق وهى كلمة فرنسية مكونة من كلمتين bon تعنى جميل و lac تعني بحيرة ، فتعني الكلمة (البحيرة الجميلة) فقد نقش على تلك اللوحة
( إن خديوي مصر الحالي "محمد علي" - (أي أعطى نفسه لقب خديوي) – يستكمل النص واصفاً "محمد علي" - ( فخر الدين والدولة ) - لقب ثاني منحه لنفسه أسوة بالمظفر "صلاح الدين الأيوبي" والملقب بصلاح الدنيا والدين .
مجوهرات العائلة المالكة
- كانت الاسرة العلويه مولعه بعمل التماثيل وكانت باهظة التكلفة جدا في حين أن أهل مصر يمشون حفاه حتى انهم عام 41 وزعوا على الناس نعال دليل على أن يشعب لا يجد نعل يرتديه
- متحف المجوهرات المصرية اكبر كارثة لنهب ثروات مصر من كم المجوهرات والياقوت واللالئ والبلاتين والالماظ فى حين المصري يربط من رقبته ويشد بحبل من بلده حتى مكان الحفر بالقناة وكان الشركة تستقطع من قوت العمال لصالحها فكان يصلهم الفتات وحفرت بالسخرة
العمله فى عهد محمد علي :
- احتكر محمد علي باشا سك العملة وهذا الإصلاح فشل مما أدى لإنشاء بنك الإسكندرية لتحديد القيمة الحقيقية للعملات المتداولة
- 1806 فرمان حدد فيه النقود المتداولة والمعترف بها قانوناً وكان اسمها "المحبوب" وهو اسم رائع والمبلغ الأقل "نصف محبوب" والعملات الفضية والنحاسية
الأوبرا في عهد محمد علي :
- هي الأوبرا القديمة التي تم حرقها وقد ذكر الدكتور "ثروت عكاشة" أنها أنشئت على عجل فلم تأخذ وقت كافي لتحمل مقومات الأوبرا ألحديثه واستخدم في بناءها الخشب وليس الحجر كما أرجع الكثيرين أن الخشب و سبب في سرعة احتراقها
- لكن على العكس يقول في مذكراته تم البناء الخارجي للأوبرا من الأحجار والاسمنت حتى ارتفاع معين فقط أما الجزء العلوي فكان هيكلا مدعوما بعروق من الخشب و الطوب الأحمر بما يضرب فكرة سرعة حرقها لكونها خشب في مقتل .
- من جرائم تلك الأسرة العلوية المرتبطة بالأوبرا :
- من أجل إقامة حفل قناة السويس والتى عرضت بها أوبرا عايدة قام الخديوي إسماعيل الأهوج على حد وصف الشماع ببيع 44% من قناة السويس إلى رئيس بيوت المال البريطاني وأسمه "ديزرائيلي" وجعل مصر مديونه لعمل حفل افتتاح قناة السويس وهي قصة موثقه
- وهناك قصص غير موثقه أن الخديوي إسماعيل رصف شارع الهرم كاملا من اجل زيارة اوجيني
- وهناك رأى أفاد ان مشروع القناة لم يفيد مصر بل جلب عليها الحروب
- من مذكرات رئيس وزراء مصر "نوبار باشا نوبارين"عن حفل أوبرا عايدة نوبارين " كتب :
- عن أحد صانعي الاوبرا "صحيح اننى لا الحن موسيقى هذه الاوبرا ، لكن انا الذى وضع السيناريوا اى اننى تصورت المخطط ورتبت جميع المشاهد واخرجت الاوبرا فى جوهرها من جعبتي ثم انا الذى اذهب الى باريس لتنفيذ الديكورات وصنع الملابس لكى اعطي كل شئ لون محلي الذى يجب ان يكون مصريا قديما ، ثم أردف فى كتاباته ، وما الذى يحدث الان ، انه فيردي الذى وقع عقدا ب 150 الف فرنك فى حين اننى ارهق بمصاريف الفندق الذى اقيم فيه لان الملك يعتقد انه يكفيني راتبي
- الان وكان عالم الاثار الاشهر ماريت من يتحدث أما فيردي فى البداية رفض فيردي ثم كتب اروع اوبرا ارسلت مع نائب الملك يقصد " الخديوي اسماعيل " وكان فيردي يخاف ركوب البحر ولم يري مصر ورغم ذلك قام بتلحين عايده
- وفى واقعة مماثلة فان شمبليون الذي فك طلاسم الكتابة الهيروغليفية فكها دون ان يرى لوحة رشيد من خلال كوبي مستنسخ بعد استخراج اللوحة بعد 6 سنين زار مصر وذهب الى الاقصر وبعث رسائله لاخيه اذا اردتم ان تزينوا باريس فلتأخذو مسلتي معبد الاقصر اخذو اليمنى من المدخل وتركوا اليسري لارتفاع التكلفه
الرجال حكم محمد على ورجاله
- اعتاد محمد علي باشا أن يكون المحيطين به من النصارى واليهود الذين تغلغلوا فى حكومته وبلاطه ، خصوصا نصارى الارمن من أعداء الملة الذين هم خاصته وجلساؤه وأهل مشورته وشركاؤه فى اختلاس اموال الدوله ونهب خيراتها
- ذكر الدكتور علي محمد الصلابي عن عوامل سقوط الدولة العثمانيه
- فى ما بعد 1882 كان الكثير من المنقبين انجليز مما افادهم فى احتلال مصر
- ذكر الجبرتي رحمه الله ان كثير من المكاتب يقصد الكتاتيب اغلقت بسبب تعطل اوقافها واستيلاء محمد علي عليها
- ارنولد تويني : كان محمد على ديكتاتور امكنه تحويل الاراء النابوليونيه الى حقائق فعاله فى مصر
- فتح البلاد على مصراعيها لافواج النصارى الصليبيين للبحث والتنقيب واكتشاف الاثار ودراسة الاماكن دراسة دقيقة بل ومساعدته لهم وتذليله الصعاب فى طريقهم
اذن كان محمد علي شخصية جدلية ميكيافيلية والشعب خارج المنظومة لكنه اداة في يده حفاه لا يجدون فتات العيش
المصادر الخاصة بالشماع : قراءات مختلفة فى أوراق مصرية و ذاكرة مصر مكتبة الاسكندرية