جمهورية مصر العربية
وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي
مركز البحوث الزراعية
مشروع دمج مفاهيم الثقافة السكانية والبيئية والآمن الغذائي
في برامج وأنشطة الخدمة الإرشادية الزراعية
شجرة
أمام كل بيت
إعداد : د ./ ســيد محمد شــاهين
نشرة رقم: 1051 لسنة: 2007
تقليم الأشجار | قص وتشكيل الأشجار |
تدعيم الأشجار | التئام الجروح |
موضع الجور بالنسبة للرصيف | استخدام الإشجار في تجميل الشوارع |
أنواع الأشجار المنتشرة بمصر | عناصر نجاح تشجير الشوارع |
تلعب الأشجار دوراً هاماً فى حياتنا ، وذلك من خلال دخولها فى تصميم وتنسيق الحدائق والمدن والقرى وكافة المواقع التى نتعامل معها بشكل يومى . فما من مكان أوموقع فى بلدنا إلا ولكل واحد منا فيه مصلحة أو عدة مصالح ، بل قد يكون هذا الموقع هو المكان الذى يعمل فيه . وبالطبع ، فإن تجميل وتزيين هذه الأماكن ، هو فى الواقع لمسة من الجمال والبهجة نضفيها على حياتنا المليئة بالمتاعب و المشاكل والعمل الدائم المستمر .
والأشجار فى ذاتها ماهى إلا كيان معمارى متكامل له شكله وهيئته ، ونستطيع من خلالها استكمال الخطوط المعمارية للمبانى والأسوار والمداخل . فالأسوار المبنية بالحجارة أو الطوب يمكن استبدالها بالأسوار النباتية ، فيستمتع المارة بالشارع من المنظر الجميل واللون الأخضر الزاهى لنباتات هذه الأسوار والتى تقوم بكسر حدة الخطوط الجامدة فى السور المبنى . أيضاً يمكن تنظيم المساحات المحصورة داخل سياج أو تقسيم المساحات الكبيرة إلى مساحات أصغر باستعمال الأشجار . كذلك منظر النهاية فى أى شارع أو ركن مفتوح بين شارعين يمكن زراعته بالأشجار المناسبة فينتهى خط البصر عند هذه المجموعة الشجرية الجميلة فيشعر الناظر بأن النقطة التى انتهى عندها بصرة قد أصبحت أقل سكوناً وأكثر متعة .
ونستطيع باستخدام الأشجار توجيه السير فى خط معين داخل الموقع أو المكان المنسق بها ،وكذلك توجيه النظر إلى المعالم الأكثر أهمية بالموقع ، كما يمكن أيضاً إظهار الاختلاف بين مستويات ومناسيب الأرض فى الموقع ، مع ربط المبانى والفراغ المحيط بها فى وحدة معمارية واحدة . وبزراعة الأشجار على الحدود الخارجية للأراضى الزراعية وحول المواقع التى يراد أن تكون حدودها مفتوحة غير مقيدة بأسوار مبنية نستطيع تحديد مساحات الأرض وتقسيمها بشكل ألطف وأجمل نكسر من خلاله حدة الجفاف والجمود الذى تسببه الأسوار المبنية بالطوب أو الحجارة . وتلعب الأشجار دوراً هاماً في حجب المناظر غير المرغوبة ، حيث تعمل عندئذ كستائر نباتية أكثر جمالاً ورونقاً من الأسوار المبنية بارتفاعات شاهقة تساعد الأسوار النباتية كذلك فى الحماية من الأتربة والضوضاء ، كما تستعمل فى عمل أحزمة خضراء حول المدن والقرى فتحميها من العواصف التى تهب عليها من الصحراء .
إضافة إلى ما سبق ، فإن الأشجار تعتبر أحد العناصر الأساسية التى تستخدم فى تجميل الشـوارع . وهو الموضوع الأساسى لهذه النشرة الفنيـة .
ويكفينا تأكيداً لدور الأشجار والشجيرات في تجميل حياتنا قول المولى عز وجل : " أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ، أء له مع الله ، بل هم قوم يعدلون " الآية (60) من سورة النمل . وقوله سبحانه : " وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج " الآية (5) من سورة الحج . ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فليغرسها " .. وفى حديث آخر يقول صلى الله عليه وسلم : " مامن عبد يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو حيوان ، إلا كان له به صدقة " . من هنا نرى فضل الله علينا عندما أهدانا هذه النباتات الجميلة لنزين بها حياتنا فنبتهج ونقر بها عينا ، كما نرى حض الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يدفعنا من خلال الحديثين اللذين بين أيدينا دفعاً رقيقاً لنغرس غرساً أو نزرع زرعاً حتى ولو كنا بين يدي الساعة .
وعند إختيار الأشجار أو الشجيرات لزراعتها في أي مكان ، يجب أن يؤخذ في الإعتبار طبيعة نمو هذه الأشجار ، حجمها وشكلها النهائي الذي ستصل إليه ، مدى ملائمتها للغرض المستخدمة من آجلة ، مدي تساقط أجزاء معينة منها ( أوراق ـ أزهار ـ ثمار ـ قلف .. وماشابه ذلك ) .. بالإضافة إلى تحديد أعمال الصيانة والخدمة المطلوبة لرعاية هذه الشجرة أو تلك الشجيرة التي سأغرسها في حديقتي أو أمام بيتي . وهذا ما سوف نقدمه إن شاء الله من خلال هذه النشرة الفنية .
تختلف النباتات الخشبية ( Woody plants )فيما بينها إختلافاً واضحاً، حدا بعلماء النبات إلى تقسيمها لثلاثة أنواع هي : الأشجار ( tree ) الشجيرات ( Shrubs ) والنخيل . ( Plants ) ووصفوا الشجرة بأنها نبات خشبي يزيد ارتفاعة عن ( ٥م) وله ساق ( جذع ) أصلى قائم خالي من الأفرع لعدة أمتار فوق سطح الأرض ، ويحمل رأس أو تاج ( قمة من الأوراق ) محددة الشكل .. بينما وصفوا الشجيرة بأنها بنية خشبية لايزيد إرتفاعها عن (٥ م ) ، ليس لها جذع أصلى (باستثناء حالات قليلة ) وإنما لها عدة سيقان تخرج من الأرض أو قريباً من سطح الأرض ، وقد تكون مفترشة ، وليس لها رأس أو قمة محددة الشكل ـ ويرى البعض أن الشجيرة ما هي إلا شجرة صغيرة . أما النخيل : فهو مجموعة من النباتات الخشبية لها ساق إسطوانية غير متفرعة (باستثناء نخيل الدوم ) تخرج من الأرض مندفعة في الهواء لتطاول عنان السماء حاملة في قمتها مجموعة مميزة من الأوراق الجميلة وكأنها ملكة متوجة تربعت على عرش المكان الذي زرعت فيه ، ولذلك يقول المولى عز وجل في سورة (ق) : " والنخل باسقات لها طلع نضيد " إشارة إلى إرتفاع وشموخ سيقانها التي تزيد في بعض الأنواع عن 30م ( كما في الواشنجتونيا ) ، بينما تتراوح في نخيل البلح مابين 20- 24م وفى النخيل المتقزم (Phoenix roebelinii) مابين 90 - 120 سم ، بل إن هناك أنواع عديمة الساق وأنواع أخرى لها سيقان ريزومية مدادة تزحف على أو قريبة من سطح الأرض .
- وتتباين الأشجار والشجيرات في أشكالها الظاهرية تبايناًواضحاً، مما يعطى القائم بالتصميم مادة غزيرة تصلح
لكافة الاستخدامات اللازمة لتنسيق الحدائق . فمنها ماهومستديم الخضرة ( Evergreen )مثل : معظم أنواع الفيكس ـ الكازورينا ـ الكافور ـ الحور ـ الجريفليا ـ الباركينسـونيا ـ التاكسـوديم ـ التماركس ( الأتل ) ـ التيرميناليا ـ السـنط العربي ـ أكاسيا ساليجنا ـ السرسوع ـ الميلالوكا ـ فلفل ( بورق عريض أو رفيع ) ـ البلوط ـ المانوليا والزيتون البرى والجامبوزيا والجميز والنبق . ومنها ما هو متساقط الأوراق(Deciduous) مثل : البوانسيانا ـ الكاسـيانودوزا ـ الجكرندا ـ البومبكس ـ الزنزلخت ـ النيم ـ التوت ( الأبيض والأسود ) ـ صفاف أم الشعور ـ الجنكو ( شعر البنت ) ـ اللبخ ( ذقن الباشا ) ـ البتيولا نيجرا ـ الفيكس كاريكا ـ الشنار ( البلاتانوس ) والروبينيا .
ومن الأشجار ما هو قائم مثل : السرو ـالصنوبر ـ الكافور ـ الحور ـ الكازورينا ـ الأروكاريا (شجرة عيد ميلاد ) ـ التماركس ( الأتل ) ـ الميلالوكا ـ المانوليا . ومنها ما هو منتشـر ( ترسل فيه الشجرة أغصانها في اتجاهات متعددة ) مثل : البوانسيانا ـ الأكاسيا ـ البلوط ـ أبو المكارم ـ التوت ـ المانوليا ـ سلاح المنشار (الباركينسونيا ) ـ سباثوديا . ومنها ما هو متهـدل مثل : صفصاف أم الشعور ـ التاكسوديم ـ الأكاسيابنديولا ـ فلفل بورق رفيع والكازورينا .
ومن الأشجار ما هو مفـتوح القمـة مثل : اللبخ ( ذقن الباشا ) ـ الجنكو ( شعر البنت ) ـ الجكرندا ـ الميلالوكا ـ التوت ـ سلاح المنشار ( الباركينسـونيا ) ـ الحور ـ البلوط ـ الصفصاف ـ الصنوبر الحلبي ـ الفيكس كاريكا ـ الزنزلخت ـ وبعض أنواع الكافور ( خاصة الكافور الليموني ) . ومنها ما هو مستدير القمة مثل : الفيكس نيتدا ـ الكازورينا ـ المانوليا ـ الصنوبر ـ وبعض أنواع الأكاسـيا والصفصاف .
أيضاً .. بعض الأشجار تأخذ الشكل الهرمي مثل : شجرة عيد الميلاد ـ الكازورينا ستركتا ـ التويا ـ وبعض أنواع السرو والعرعر والصنوبر ، بينما يأخذ البعض شكل المظلة مثل : البوانسـيانا ـ الكاسـيانودوزا ـ الجكرندا ـ أبو المكارم ـ فلفل بورق رفيع ، ومنها ما يأخذ الشكل المخروطى مثل : السرو ـ شجرة عيد الميلاد ـ العرعر ـ السيكويا ـ التويا ـ الأرز اللبناني ومعظم الصنوبريات الأخرى .
ومن الأشجار مايعطى نموات خضرية وليس لأزهارها قيمة جمالية مثل : جميع أنواع الفيكس والمخروطيات والنخيل ، وكذلك الحور ـ الكافور ـ الكازورينا ـ فلفل ( بورق رفيع أو عريض ) ـ السرسوع ـ الميلالوكا ـ الشنار (البـلاتـانـوس ) والسيدريلا ـ بينما توجد أشجار مزهرة ذات ألوان بديعة مثل : البوانسيانا ( والتي يطلق عليها اليابانيون إ سم شجرة اللهب لإكتسائها بلون أحمر دموي طوال موسم إزهارها في الربيع والصيف ) ـ معظم الكاسيات ( مثل الكاسيانودوزا ذات الأزهار البمبي في آواخر الربيع وخلال الصيف وحتى أوائل الخريف ، والكاسيافستيولا ذات الأزهار الصفراء في أواخر الربيع وأوائل الصيف ) ـ أبوالمكارم ( أزهاره صفراء في عناقيد تظهر في أبريل ومايو) ـ الجكرندا (أزهارها زرقاء أو بنفسيجية في الربيع وأوائل الصيف ) ـ البومبكس ( والذي يزهر في الشتاء على عظم أزهار بوقية كبيرة لحمية حمراء دموية ) ـ الإرثرينا ( حمراء في الربيع ) ـ خف الجمل ( منه الأبيض والبمبي والبنفسجي والمبرقش خلال الشتاء وأوائل الربيع ) ـ الفتنه ( تعطى أزهار كروية صفراء لها رائحة عطرية جميلة في الربيع والصيف ) ـ التيكوما ( تعطى أزهار صفراء معظم أشهر السنة ) .
وأيا كان شكل أو طبيعة الشجرة أو الشجيرة المراد زراعتها ، فإنه يراعى عند إختيارها ما يلي :
1- أن تكون مستديمة الخضرة ، جميلة الشكل ، أوراقها ملساء خالية من الشعيرات أو الزغب حتى لاتلتصق بها الأتربة فتبدو غير نظيفة مما يدعو إلى العمل على تنظيفها بين الحين والآخر .
2- أن تكون مزهرة ، وأزهارها جميلة ذات ألوان بديعة معظم أشهر السنة .
3- أن يتناسب حجمها وشكلها مع حجم وطبيعة المكان المخصص لزراعتها في الحديقة أو الشارع . وأن تتناسب ظروف البيئة في ذلك المكان مع إحتياجاتها .
4- يفضل الأنواع التي لا يخرج منها سرطانات عند العزيق بجوارها ، على أن تكون جذورها عميقة تشغل منطقة تحت التربة ولا تنافس المسطحات والحوليات .
5- عند الزراعة في مجموعات ، يفضل أن تكون أفراد المجموعة الواحدة من جنس واحد أو عائلة واحدة حتى لا يحدث تنافر أو تضاد فيما بينها .
ومن فضل الله علينا ، أنه أوجد من النباتات الشجرية ما يتحمل الظروف البيئية المختلفة ( من ضوء ، حرارة
رطوبة ، جفاف وملوثات ) في المكان الذي ستزرع فيه . ونقدم فيما يلي نماذج لبعض الأشجار التي لها قدرة على تحمل أو مقاومة ظروف معينة :
أولا : أشجار تتحمل درجات الحرارة المرتفعة :
الأكاسيا ـ الكازورينا ـ الكافور ـ الزنزلخت ـ الأتل ـ سلاح المنشار أو الباركنسونيا ـ الحور ـ الجميز ـ والزيتون البرى ومن أشجار النخيل : الكاميروبس ـ الفوانكس- ـ الكوكس ـ الواشنجتونيا .
أما الأشجار التي تتحمل البرودة الشديدة فهي : معظم أشجار العائلة الصنوبرية ومنها الصنوبر الحلبي وكذلك أنواع التنوب أو البيسى وأشجار السيكويا
ثانياً : أشجار تتحمل الجفاف :
الأكاسيا ـ اللبخ أوذقن الباشا ـ الكازورينا ـ السرو سلاح المنشار أو الباركينسونيا ـ الزيتون البرى ـ البلوط ـ فلفل بورق رفيع ومن أشجار النخيل : الفوانكس والواشنجتونيا والبوتيا.
ثالثاً : أشجار تجود في الأرض الخصبة :
خف الجمل ـ الكافور ـ الجكرندا ـ المانوليا -ـ سباثوديا بالإضافة إلى نخيل الفوانكس .
أما الأشجار التي تجود في الأراضي الضعيفة فهي : معظم أنواع الفيكس ـ الكافور ـ الصنوبر ـ سلاح المنشار أو الباركينسونيا ـ البلوط ـ الخروب ـ الروبينياـ ونوع السروماكروكاريا .
ومن الأشجار مايجود في الأراضى القلوية ( كالأراضى المصرية بصفة عامة ) فمنها كاسيانودوزا ـ الكازورينا ـ الميلالوكا ـ بعض أنواع الفيكس ( خاصةالنوع ماكروفيللا) سلاح النشار ( البركينسونيا ) ـ الحور ـ الأتل ( التماركس ) ـ الزنزلخت ـ ومن أشجار النخيل الفوانكس والواشنجتونيا . أما الأشجار التي تجود في الأراضى الحامضية فمنها : المانوليا ـ التاكسوديم ـ البلوط والصنوبر .
ومن الأشجار ما يوجد في الأرض الخفيفة مثل : الأكاسيا ـ الخروب ـ الجكرندا ـ فلفل بورق رفيع ـ الأتل (التماركس) . أما الأنواع التي توجد في الأرض الثقيلة فمنها : شجرة عيد الميلاد ـ الفيكس العادى ـ المانوليا ـ التويا.ومن النخيل الواشنجتونيا والكوكس .
أما الأراضى الضحلة (الغير عميقة أو التى توجد تحت سطحها طبقة صخرية أو صماء) فيجود فيها من الأشجار : الأكسيا ـ اللبخ (ذقن الباشا) ـ الكافور ـ الفيكس كاريكا ـ الحور الأبيض ـ فلفل بورق عريض ـ الزيتون البرى ـ ومن النخيل الفوانكس والكوكس . أما أشجار الأراضى الجيرية فهى : اللبخ ( ذقن الباشا) ـ الروبينيا ـ الزيتون البرى .
رابعاً : ومن الأشجار ما يتحمل تيارات البحر المحملة بالأملاح واليود :
لذا تجود زراعتها على السواحل مثل : الأكاسيا ـ الكافور ـ الصنوبر ـ أنواع الفيكس ـ شجرة عيد الميلاد ( الأروكاريا ) ـ الروبينيا.
ومن النخيل : الفوانكس ـ السابال ـ والواشنجتونيا والكوكس.
ومنها ما يتحمل الغبار والأتربة مثل : ـ الدراسينا الأسترالية ـ الزنزلخت ـ وأنواع عديدة من الكافور والفيكس والحور . ومن النخيل الفوانكس والسابال بالميتو .
ومنها مايقاوم الآفات والأمراض مثل : الأكاسيا ـ اللبخ ( ذقن الباشا ) ـ الكافور ـ المانوليا ـ سلاح المنشار ( الباركينسونيا ) ـ البلوط ـ التويا ـ ومن النخيل الفوانكس بأنواعه .
خامساً : ومن الأشجار ماهو سريع النمو مثل :
الكافور ـ الكازورينا ـ الحور ـ الجكرندا ـ أبو المكارم ـ التوت ـ البوانسيانا ـ سلاح المنشار ( الباركينسونيا ) ـ الشنار ـ فلفل بورق رفيع والجريفليا.
ومنها ماهو بطئ النمو مثل : ـ ـ الخروب ـ الدراسينا ـ التويا ـ المانوليا ـ الصنوبر ـ البلوط ـ السوفور وبعض أنواع الفيكس . أما النخيل فمعظم أنواعه بطيئة النمو .
تتكاثر الأشجار والشجيرات ، كأى مجموعات نباتية أخرى ، إما جنسياً بالبذور أو خضرياً باستخدام أجزاء جسمية ذات مواصفات معينة تعطينا أعداداً كبيرة من النباتات المشابهة تماماً للأمهات التى أخذت منها .
أولاً : التكاثر الجنسىبالبذور :
وفيه تستخدم البذور تامة النضج المحتوية على الجنين الجنسى الناتج من عمليتى التلقيح والإخصاب . وتختلف قدرة بذور الأشجار والشجيرات على الإنبات ، فبينما تنبت بسهولة بذور السرو والصفصاف والكافور والكازورنيا وخف الجمل والتيكوما ستانس والتيفتيا والتاكسوديم وغيرها ، نجد أن بذور أنواع أخرى لاتستطيع الإنبات إلا بعد معاملتها بالمعاملة المناسبة . ومن هذه المعاملات :
-الكمر البارد :
وفيه توضع البذور بين طبقات من الرمل أو البيت موس المندى بالماء لمدة تتراوح مابين ( 120-30يوم ) على درجة (5ْم) ، كما يحدث عند إنبات بذور شجيرة الورد .
- جرح أو خدش البذور :
حيث تخدش القشرة الخارجية الصلبة ميكانيكياً بحك البذور وفركها جيداً مع رمل خشن أو بمبرد أو بورقة صنفرة خشنة أو بوضعها فى أوعية تشبه كبة الخلاط مغطاة من الداخل بورق زجاج أو بها جدار خشن تخرج منه نتوءات حادة ، وبإدارة هذه الأوعية آليا بسرعات عالية ولفترة كافية يزال جزء من القشرة الصلبة أو تخدش البذور مما يتيح للماء بعد الزراعة من التسرب إلى داخل البذور فتتنبه الأجنة وتبدأ فى الخروج ، كما يحدث عند إنبات بذور السنط والصنوبر واللبخ والكاسيانودوزا وبذور نخيل الكوكس والملوكى والسيفورثيا .
هذا ..ويمكن إجراء هذا الخدش كيميائياً ، وذلك بنقع البذور فى حمض كبريتيك ( مركز أو مخفف لمدد مختلفة
تتراوح مابين عدة دقائق إلى عدة ساعات حسب نوع البذرة المعاملة وسمك قصرتها ) ، كما يحدث عند أنبات بذور الخيار شمبر والزنزلخت والإرثرينا واللبخ والعرعروالهاربوليا والتيرميناليا وبودرة العفريت والخروب والبتيروكاربس ( قرش الملك ) وبعض أنواع الأكاسيا ، وكذلك عند إنبات بذور النخيل الملوكى والكوكس والسابال والواشينجتونيا فيليفيرا . وبهذا الخصوص وجد شاهين (2005) أن بذور نخيل البوتيا تحتاج إلى النقع فى حامض كبريتيك مركز لمدة ساعات لكى تنبت فى يوم مقارنة بالبذور الغير معاملة والتى أحتاجت إلى أشهر كى تنبت . المهم أنه بعد معاملة البذور بحمض الكبريتيك يجب غسلها جيداً بماء نظيف ثم تزرع مباشرة فى ظروف ملائمة للإنبات الجيد .
الغمر في الماء الساخن :
حيث توضع البذور فى ماء سبق غليه وتترك فيه حتى يبرد تماماً ، وعندئذ تؤخذ وتزرع مباشرة ( كما يحدث مع بذور البوانسيانا والأكاسيا ) فقد لوحظ أن ذلك يساعد على ترقيق وتليين إندوسبرم البذرة الصلب وسرعة تحلله مائياً فتنطلق المواد الغذائية فى صورة بسيطة تشجع الجنين على الخروج . فى أحيان أخرى ، توضع البذور فى سلة أو مصفاة وتغطس فى ماء مغلى لمدة 5-1ق ، ثم ترفع وتوضع مباشرة فى ماء بارد أو مثلج فتتشقق الأغلفة الخارجية للبذرة فيسهل إنباتها ( كما يحدث مع بذور البيراكانثا ) . أما بذور الخيار شمبر فيزال جزء من قصرتها الصلبة ( خدش ميكانيكى ) ثم تنقع فى الماء الساخن لمدة ساعة ثم تزرع مباشرة .
النفع فى الماء الجارى :
حيث توضع البذور فى سلة أو شبكة أو جوال من الخيش وتنقع فى الماء الجارى لمدة تتراوح مابين يوم واحد إلى عدة أيام ( حسب نوع البذرة ) كما يحدث عند إنبات بذور نخيل الفوانكس والدوم أو النقع فى ماء الصنبور العادى ، كما يحدث عند إنبات بذور : الزنزلخت والنيم (3 أيام ) ـ الكازورينا والسنط والتيرميناليا وأبو المكارم والمخيط واللاتانيا والهاربوليا وبودرة العفريت والكايا والماهوجنى ( لمدة يوم واحد ) . ومن النخيل : الملوكى والفوانكس كنارى والسابال والواشنجتونيا والكوكس .
المعاملة ببعض الكيماويات الأخري :
( مثل حمض الهيدروكلوريك أو حمض النيتريك أوهيدروكسيد الصوديوم أو الإيثانول .. وما شابه ذلك ) . إلا أن استخدام هذه الكيماويات محدود نسبياً مقارنة بالطرق السابقة . أيضا يمكن استخدام بعض الهرمونات لكسر سكون بعض البذور ، ولقد وجد أن حمض الجبريليك أكثر هذه الهرمونات تحقيقاً لهذا الغرض ، حيث أمكن بأستخدامه رفع نسبة أنبات بذور : التوت (50جزء فى المليون ) ـ الإستركوليا والجامبوزيا (1000 جزء فى المليون ) ـ الكايا والماهوجنى (500 جزء فى المليون ) ـ الجنكو والبلوط (100 جزء فى المليون ) ـ الصنوبر والجكرندا والسرو والمانوليا والتيكوما والكاسيا جلوكا (250 جزء فى المليون لمدة 48ساعة ) . أما بذور نخيل الواشنجتونيا والفوانكس الكنارى واللفستونا فتحتاج إلى النقع فى هذا الحامض بتركيز 500 جزء فى المليون لمدة 6 أيام ، بينما تحتاج بذور السيفورثيا للنقع فى ماء الصنبور (6 أيام ) ثم فى محلول حمض الجبريليك تركيز 100جزء فى المليون لمدة 24 ساعة .
أضافة إلى ما سبق ، فأن بذور بعض النباتات الشجرية تحتاج إلى نزع الجزء اللحمى أو الأغلفة المحيطة بالبذرة المحتوية على الجنين ، كما يحدث عند تقشير ثمار البراهيا ( النخيل الأزرق ) والنيم والمانوليا .
ثانياً : التكاثر الخضرى :
وفيه يستخدم جزء من النموات الخضرية فى عملية الآكثار ، وذلك للحصول على نباتات تحمل صفات الآباء التى أخذت منها ، وفى نفس الوقت لإكثار بعض النباتات التى يصعب إنبات بذورها ( مثل الديلينيا والكوتونياستر والماكلورا .. وغيرها ) أو التى لاتنتج بذور مطلقاً تحت ظروفنا المصرية ( مثل جميع أنواع الفيكس والكاسيانودوزا والصنوبر والسيكويا والجونيبيروس ) . ومن أهم الطرق المتبعة لإكثار الأشجار والشجيرات خضريا :.
1-العقلة:
وهى إما أن تكون غضة أو نصف غضة ( تؤخذ من خشب غير ناضج وعليها بعض الأوراق ) أو خشبية ( تؤخذ من خشب عمر سنة أو أكثر) ، وقد تكون ساقية ( طرفية أو وسطية أو قاعدية ) أو جذرية ( حيث يؤخذ جزء من الجذور ومعه جزء من منطقة التاج عليه برعم أو أكثر) . وتحتاج العقل عادة إلى ظروف مناسبة من الضوء والحرارة ورطوبة عالية للتجدير الجيد . أحياناً تعامل هذه العقل ( خاصة صعبة التجدير ) ببعض الهرمونات المنشطة لضمان وسرعة تجديرها . من هذه الهرمونات إندول حمض الخليك والإندول بيوتيريك والنفثالين أسيتيك أسيد . كما تستخدم العقل الورقية كوسيلة للإكثار الخضرى .
2- الترقيد :
وهو أنواع : طرفي ( وفيه يتم ترقيد أطراف الأفرع فقط ) ـ أوبسيط ( عندما تجرى عملية الترقيد بالفرع الواحد مرة واحدة ) ـ أو مركب ( حيث تجرى عملية الترقيد على الفرع الواحد أكثر من مرة . ويعرف أيضا هذا النوع من الترقيد بالثعبانى أو السربنتينى ) ـ أو خندقى ( حيث يدفن الفرع بأكمله فى خندق ) . هذا .. وقد يكون الترقيد أرضى ( عندما يتم عمل الترقيدة في تربة الأرض ، ويتبع ذلك مع النباتات ذات الأفرع الطويلة المرنة ) ـ وقد يكون هوائى ( حيث يتم عمل الترقيدة على الأفرع وهى منتشرة في الهواء كما يحدث مع الفيكس والكروتون ) ـ وقد يكون تاجي ( ويتم على النباتات التى لها قدرة على إنتاج خلفات وسرطانات كثيرة ، حيث يكوم التراب حول منطقة تاج هذه النباتات مع مداومة ترطيبها بالماء بين الحين والآخر فتخرج أعداد وفيرة من السرطانات والخلفات ، يمكن بعد عدة أسابيع فصلها مع جزء من الجذور ونقلها إلى مكان آخر ) . كما يمكن إجراء عملية الترقيد على النباتات وهى فى الإصص ويعرف ذلك بالترقيد الصينى أو ترقيد القصرية .
3- التطعيم:
وهو إما أن يكون بالبرعم أو العين ويعرف بعملية البرعمة (Budding) والتى تتم بأشكال عديدة منها : التطعيم بالعين ( البرعمة الدرعية أو حرفT ) وفيه يؤخذ برعم من النبات المراد إكثاره على هيئة درع ويركب على الأصل بعد عمل شق فى القلف واللحاء على شكل حرف T) ثم يربط الطعم مع الأصل جيداً ويغطى بشمع البارافين حتى لا يجف ـ ومنها التطعيم بالرقعة أو المستطيل : وفيه يؤخذ البرعم على هيئة رقعة أو مستطيل ثم يركب على الأصل بعد عمل رقعة أو مستطيل فيه بنفس الحجم أو المساحة ـ ومنها أيضاً تطعيم النافذة و تطعيم حرف H والتطعيم بالشظية أو العظمى والتطعيم بالرقعة المنفصلة ( لكنها تستخدم بقلة فى إكثار الأشجار والشجيرات ) . أما التطعيم بالقلم ( والذى يستخدم فيه الطعم على شكل قلم ) فيعرف بالتركيب ، وهو أنواع عديدة منها : التركيب السوطى أو اللسانى ، ويتبع عند تساوى سمك الأصل والطعم ، حيث يتم عمل قطع مائلة فى الأصل وآخر مقابل له وبنفس زاوية الميل فى الطعم ، ثم يركب كامبيوم الطُعم على نظيره فى الأصل بشكل محكم مع ربط منطقة الإلتحام جيداً وتغطيتها بالشمع ـ أما التركيب اللسانى الجانبى فيتم بنفس الطريقة السابقة ، لكنه يتبع عند تفاوت سمك الأصل والطعم ـ ومن التراكيب الأخرى : التركيب القنطرى أو العلاجى ، التركيب القمى أو الطرفى ، التركيب بالشق ، التركيب الأخدودى والتركيب القلفى ، وأخيراً التركيب الجذرى والذى يتم فيه تركيب الطعم مباشرة على جذر الأصل .
4- الخلفات:
وهى النموات الجانبية التى تظهر على الجزء القاعدى من الساق ولها جذور ، يمكن فصلها بسهولة ونقلها إلى مكان جديد . أيضاً تظهر على بعض النباتات نموات جانبية تخرج من برعم عرضى تحت سطح التربة تعرف بالسرطانات ، وهذه يمكن فصلها عن النبات الأم وزراعتها فى مكان آخر شريطة أن تحتوى على جزء من ساق الأم يعرف بالكعب .
5-زراعة الأنسجة:
وهى من أحدث الطرق المتبعة فى إكثار العديد من النباتات بما فيها النباتات الشجرية . وفيها تؤخذ أجزاء جسمية صغيرة من أنسجة النبات المراد أكثاره وتنميتها على بيئة صناعية تحت ظروف متحكم فيها وعلى أعلى مستوى من التعقيم حتى تصبح نباتاً كاملاً ، يؤقلم هذا النبات ، ثم ينقل لزراعته فى المكان المستديم.
الإعداد لزراعة الأشجار والشجيرات فى مكانها المستديم :
تمر عملية الإعداد لزراعة الأشجار والشجيرات بمراحل عديدة أهمها :
تجهيز التربة :
يفضل لزراعة الأشجار والشجيرات الأراضى ذات الخواص الطبيعية والكيميائية والحيوية الجيدة ، خاصة الأرض الطميية الرملية جيدة الصرف والتهوية . وعندما تكون الأرض صخرية أو لاتصلح للزراعة ، فإنه يجب إستبدال تربة الجورة التى ستزرع بها الشجرة أو الشجيرة بخلطة مناسبة من الطمى %40 والرمل %30 السبلة %30 مضافاً إليها سماد مركب (NPK) يحتوى على بعض العناصر النادرة بمعدل 4-3 كجم للشجرة أو الشجيرة الواحدة .
حفر الجور :
تحفر الجور اللازمة للزراعة حسب حجم جذور النبات الذى سيتم زراعته أو حجم الصلية . عادة تكون أبعاد الجورة( 1*1*1) م للأشجار ( 5. * 5. * 5. ) للشجيرات على أن توضع كمية من السبلة والسماد المركب فى قاعدة الجورة وتخلط بتربتها جيداً ( كما أشرنا فى النقطة الأولى ) . ويراعى تركيب بردورة حول جور الأشجار التى ستزرع بالشوارع لإحكام الرى وحتى لاتنساب المياة إلى نهر الشارع . كما تركب أحياناً ( بعد الزراعة ) أغطية خرسانية حول قواعد الأشجار ذات فتحات تسمح للهواء وآشعة الشمس بالوصول إلى التربة و لري الأشجار من خلالها.
زراعة الأشجار و الشجيرات :
تنقل النباتات الشجرية متساقطة الأوراق إلى الأرض المستديمة ملشاً ( بدون صلية) في شهري مارس و أبريل ، بينما تنقل الأنواع مستديمة الخضرة بصلاياها فى فبراير ومارس وأبريل ، على أن تزال الجذور التالفة والجافة قبل الزراعة وتقلم الشجرة تقليماً مناسباً يتم فيه الموازنة بين المجموع الجذرى والمجموع الخضرى .
تغرس الشجرة أو الشجيرة فى الجورة المعدة لها ( بعد إزالة الوعاء الموجود فيه أو فك أربطة الخيش الملفوفة به) بحيث توضع رأسية ( عمودية ) وعلى نفس المستوى الذى كانت عليه قبل النقل أو أقل منه قليلا . تردم التربة حولها وتدك على خفيف ( خاصة الحدود الخارجية البعيدة عن الساق ) ثم تروى مباشرة حتى الإشباع . يفضل الزراعة فى الصباح الباكر أوعند الغروب تجنباً للحرارة المرتفعة نسبياً ولآشعة الشمس المباشرة . ويراعى فى المناطق الجافة أو عند ندرة الماء تغطية التربة حول الشجرة بعد زراعتها ببعض المخلفات النباتية أو قلف الأشجار أو رقائق البلاستيك المناسبة أو الحصى الصغيرة بسمك لايزيد عن بوصة .
والآن .. سنتحدث بشئ من التفصيل عن كيفية زراعة الأشجار المتساقطة والمستديمة والنباتات الشجرية الصغيرة ، كل على حدة .
أولا : كيفية زراعة النباتات المتساقطة والمنقولة ملشاً :
تفضل هذه الطريقة لزراعة الأشجار والشجيرات المتساقطة الأوراق وذلك لسببان :
الأول : تقليل التكاليف ، حيث يكلف النبات المملوش ( المنقول بدون صلية ) مابين 70-40 % من قيمة نفس النبات المزروع فى وعاء .
الثانى : أن الطريقة التى يوضع بها النبات العارى الجذور بالأرض أسهل وأسرع وأسلم لصيانته وسرعة نموه من النباتات التى ستنقل من أوعيتها والتى تزرع عادة فى وقت متأخر من السنة . ويلاحظ أنه كلما زرعت الأشجار والشجيرات الملش مبكراً فى الربيع كلما كان ذلك أفضل ، لإن الأنتظار أو التأخير أكثر من اللازم تبدأ فيه النباتات فى إخراج أوراقها مما يجعلها تعانى عند الزراعة وقد نفقدها تماماً . يراعى تقليم الجذور وبعض الأفرع حسب نوع النبات . عند ذبول الجذور فإنها تنقع فى الماء ليلة كاملة قبل الزراعة . وفيما يلى خطوات عملية الزراعة :
1- تحفر الجورة بحجم أكبر قليلاً من حجم الجذور ، وذلك قبل بدء خروج البراعم ، على أن تكوم التربة على هيئة مخروط أو هرم صغير فى قاع الجورة .
2- توضع قاعدة النبات ( منطقة التاج ) على قمة هذا المخروط الترابى وتوزع الجذور حوله بالتساوى مع إزالة أى أجزاء مكسورة أو متعفنة من الجذور .
3- يستعمل الجاروف للمساعدة فى وضع النبات بالحفرة ، وبحيث يكون الفرع الأول فوق سطح التربة مباشرة .
4- تضاف التربة بالتدريج وتدك حول النبات برفق حتى يصبح النبات فى نهاية الأمر قائماً مستقيماً بدون أى ميول لأى جهة من الجهات .
5- تروى التربة المضافة للجورة ببطئ ( قبل الأنتهاء من عملية الردم ) وتترك المياة لتتخلل التربة قبل إستكمال الردم مرة أخرى .
6- يقام بتن على هيئة دائرة حول النبات المنزرع يصلح للرى الغزير فيما بعد ، أو تحاط الجورة ببردورة تدهن بلون
مميز عند زراعة الأشجار فى الشوارع . يمكن تغطية سطح التربة حول النبات بأى غطاء لتقليل فقد الماء بالبخر
ثانياً : كيفية زراعة النباتات المستديمة الخضرة المنقولة بصلاياها :
خلال الخريف وأوائل الشتاء ، تقوم المشاتل الأهلية والحكومية ببيع الأشجار والشجيرات المستديمة الخضرة بصلاياها ملفوفة فى الخيش أو شباك من البلاستيك أو السلك ذات ثقوب صغيرة( بوصة أو أقل ) يراعى عند نقل هذه النباتات أن تحمل من تحت الصلية بكلتا اليدين ، وإن كانت الصلية كبيرة ووزنها ثقيل فيفضل حملها بونش شوكة ، ثم توضع بشكل آمن فى السيارة التى ستقوم بنقلها حتى لاتتكسر الأفرع أو تتساقط التربة من حول الجذور ، خاصة إذا كان النقل لمسافات بعيدة . يتم ذلك فى الوقت الذى تكون فيه الجور قد تم إعدادها بالفعل حتى تزرع النباتات بمجرد وصولها مباشرة . أما فى حالة تأخير الزراعة لحين إعداد الجور ، فيجب عندئذ وضع النباتات قائمة فى مكان مظلل مع تغطية الصلايا بمادة عضوية رطبة حتى لاتذبل النباتات .
يتم حفر جور الزراعة بقطر أكبر من قطر الصلية ( الضعف أو أقل قليلاً ) وبعمق يزيد 15سم عن طول الصلية. ليس من الضرورى فك الخيش بأكمله من حول الصلية لإنه سيتحلل بعد فترة بفعل الكائنات الحية الدقيقة الموجودة فى التربة . يكتفى فقط بفك الأربطة القوية وكشف الخيش من حول الساق والجزء العلوى من الصلية ويدفن الخيش مع الصلية. كثيراً ما تباع الأشجار بالمشاتل المصرية فى علب صفيح كبيرة ، وعندئذ تزرع الصفيحة بأكملها داخل الحفرة . يفضل أن يضاف إلى تربة الردم بعضاً من المواد العضوية المتحللة جيداً أو أية محسنات مماثلة بنسبة جزء إلى ثلاثة أجزاء من التربة لتوفر الغذاء اللازم للنمو فيما بعد . تدك التربة حول الصلية بعد التأكد من وجودها فى مركز الحفرة تماماً حتى تستقر فى مكانها فلا تميل ولا تهبط تحت مستوى سطح التربة عند الرى . تروى النباتات بعد الزراعة عدة مرات لضمان تشبع التربة بالماء .
يراعى خلال السنوات الأولى ( بعد نقل النبات ) الإهتمام بعمليات الخدمة والرى والتسميد وتنقية الحشائش الغريبة مع فحص الأربطة التى تربط النبات بالدعامة بين الحين والحين ( خاصة فى فترات النمو النشط ) حتى لا تعيق هذه الأربطة عملية النمو ـ على أن تزال هذه الأربطة والدعامات عندما تقوى الجذور وتنطلق لمسافات بعيدة داخل التربة .
ثالثا : نقل وزراعة النباتات الشجرية الصغيرة :
وذلك من خلال الخطوات التالية :
1- تقطع الجذور الممتدة خارج دائرة حول الجذع تعادل دائرة التاج ، وذلك باستخدام عتلة ذات طرف حاد مسنون قبل عملية النقل بعدة شهور . ويستطيع النبات أن يتأقلم على هذه الصدمة البسيطة ويكوَّن جذور ماصة جديدة أقرب إلى الساق الرئيسية .
2- تروى الشجيرة رية غزيرة قبل النقل بيومين أو ثلاثة مما يزيد من تماسك التربة حول الجذور فتسهل عملية الفصل ( فصل الصلية ) .
3- يعمل قطع رأسى إلى أسفل فى التربة بواسطة لوح تقطيع أو ظهر الجاروف أو عتلة حول منطقة الجذور بما يسمح بالحصول على أكبر حجم للصلية .
4- تلف الصلية لعمق 30 سم بسلك شبكى أو خيش مع ربط الأطراف السائبة .
5- تقطع الجذور تحت الصلية بإستعمال الجاروف أو العتلة ثم يدفع جزء من شبكة السلك أو الخيش تحت الصلية للحفاظ عليها فى هيئة كرة سليمة .
6- ينقل النبات إلى حيث زراعته ، ويوضع فى الحفرة المعدة لذلك ، يردم حول الصلية بمخلوط التربة مع السبلة ( بنسبة 3 : 1 ) ، ويراعى عمل بتن مرتفع قليلاً على شكل دائرة حول النبات بعد تثبيته يكفى للحفاظ على ماء الرى داخل حفرة الزراعة .
الوقت المناسب لإجراء عمليتى النقل والزراعة :
يمكن بالعناية الكافية نقل النباتات فى أى وقت من السنة ، ولكن لضمان نسبة أكبر من النجاح ، فإن معظم النباتات يفضل نقلها فى الجو البارد نسبياً ( الخريف وأوائل الشتاء ) والذى لاتقل فيه درجة حرارة الليل عن 10ْم حيث تكون النباتات ساكنة أو شبه ساكنة . أما نباتات المناطق الدافئة ، فيفضل نقلها عند بدء دفئ الجو فى الربيع ( حيث يبدأ سريان العصارة فى أنسجة النبات وتتنبه البراعم للخروج ) .
رعاية وصيانة النباتات الشجرية بعد زراعتها
الرى:
تروى الأشجار والشجيرات بعد نقلها مباشرة وخلال السنوات الأولى بعد النقل رياً غزيراً وعلى فترات متقاربة ، لإن الإهمال فى الرى وعدم إنتظامه فى تلك الفترة ضار جداً بها . وبتقدم الأشجار فى العمر ، يمكن إطالة فترات الرى تدريجياً لتشجيع الجذور على الإنتشار والتعمق داخل التربة حتى تصل لمستوى الماء الأرضى وتعتمد على نفسها بعد ذلك فى الحصول على الماء اللازم لها .
يعتبر الربيع أنسب موعد لتسميد الأشجار والشجيرات الكبيرة ، حيث بدء دفئ الجو وسريان العصارة . ويراعى وضع السماد فى منطقة نمو الجذور النشطة مع رى النباتات جيداً خلال موسم النمو . ويتم التسميد بأحدى الطرق الآتية :
( أ ) التسميد بالكبسولات : وفيها يستعمل حفار يدوى لعمل عدة ثقوب صغيرة على حدود دائرة تعادل حدود تاج الشجرة وذلك على أبعاد 60-50 سم من بعضها . أما فى الأراضى الرملية فتضيق المسافات عن ذلك . يجب ألا يكون الحفر عميقاً ولاسطحياً وإنما فى المنطقة التى تنتشر بها الجذور . تستعمل الأسمدة المركبة بكافة أنواعها وتفضل بطيئة التحلل خاصة للأراضى الرملية على أن تقسم الكمية بالتساوى على عدد الثقوب التى عملت . وقبل وضع السماد داخل الثقوب يراعى مزجه بكمية مماثلة من الرمل . تروى النباتات رية غزيرة بعد وضع السماد .
(ب) التسميد السائل : وفيها يدفع محلول السماد السائل داخل التربة إلى عمق 60-30 سم من خلال إنبوب معين موصل بطرف خرطوم الرى ، ثم يضغط المحلول فى منطقة إنتشار الجذور . ينصح بتوزيع الكمية من السماد السائل على دفعات فى غصون شهرين .
(ج) التسميد السطحى : وهو الأكثر شيوعاً . وفيه ينثر السماد على سطح التربة بإنتظام أو فى فجوات صغيرة موزعة بإنتظام حول الشجرة . تعزق التربة عزقاً خفيفاً بعد نثر السماد ثم تروى رية غزيرة .
( د) التسميد الورقى ( بالرش ) : وفيه يدفع السماد على هيئة رذاذ خفيف فى وجود مادة ناشرة ليعم المجموع الخضرى بأكمله . ويفضل أن يتم ذلك فى الصباح الباكر أو المساء حتى لا تقوم الشمس بتجفيف الأوراق قبل أن تمتص القدر الكافى من المحلول المغذى . كما يراعى تجنب الرش فى الأيام ذات الرياح الشديدة ( حتى لا تطيح بمحلول الرش بعيداً عن النباتات ) وعند كثرة الغيوم ( خشية سقوط الأمطار التى تغسل محلول الرش فلا يستفيد النبات منه ) .
يمكن قص الأشجار والشجيرات وإعطاؤها أشكال هندسية خاصة ، نذكر منها :
( أ ) الشكل الهرمى :
وفيه نترك الساق الأصلية لتنمو إلى الإرتفاع المناسب ثم تقرط من أعلى لتشجيع نمو الأفرع الجانبية بإنتظام حولها . بعد ذلك تقص هذه الأفرع الجانبية من أعلى قصاً جائراً ، وبالتدريج فى القص إلى إسفل نحصل على الشكل الهرمى أو المخروطى ( كما يحدث عند قص الفيكس العادى ) .
(ب) الشكل الكأسى أو القمعى :
وفيه تتبع نفس الخطوات السابقة ، إلا أن التدرج فى القص يكون من أسفل إلى أعلى ( حيث تقص الأفرع الجانبية السفلية قصاً جائراً ، بينما يقل عمق القص كلما إتجهنا إلى أعلى ) . يتم ذلك أيضاً على أشجار الفيكس نيتدا ، خاصة عند زراعتها فى الجزء الوسطى بالشوارع الرئيسية وعلى جوانب الشوارع الفرعية الصغيرة .
(ج) الشكل الأسطوانى :
وفيه تتبع نفس الخطوات السابقة ، وبعد ذلك تقص الأفرع الجانبية بإنتظام من أعلى إلى أسفل وذلك بالحفاظ على تساوى أطوال الأفرع الجانبية دون زيادة أو نقص فتبدو الشجرة أو الشجيرة وكأنها أسطوانة منتظمة.
هناك أيضاً الشكل الكروى والشكل الطباقى والشكل القمى متعدد الروؤس ، كما يمكن تربية الأشجار فى إتجاهين أو ثلاثة أو على شكل تعريشة ، هذا بالإضافة إلى تقزيمها للحصول منها على نماذج مصغرة تصلح لتجميل غرف المعيشة ومكاتب الشركات والأفنية المشمسة ( كما حدث مع الفيكس ليراتا وبنت القنصل والجهنمية والبرليريا المقزمة .. وغيرها من النباتات الشجرية الأخرى ) .
تختلف الأشجار فى إحتياجاتها للتقليم ( وذلك طبقا للغرض الذى زرعت من أجله ) . وبصفة عامة تتم عملية التقليم قبل بدء خروج البراعم وسريان العصارة ، بينما يجرى تقليم التشكيل فى أى وقت من السنة للحفاظ بأستمرار على الشكل الهندسى للشجرة ، أما الأشجار المزهرة فتقلم عقب موسم الإزهار مباشرة . ويلاحظ أن الأشجار المنزرعة بغرض توفير الظل لاتحتاج عادة إلى تقليم ، ويقتصر تقليمها فقط على التخلص من الأفرع الجافة والميتة والشاردة ، بينما الأشجار المخروطية أو ذات طبيعة النمو الطباقى ( والذى تخرج فيه الأفرع فى أدوارمتتابعة فوق بعضها وكأنها طبقة فوق طبقة ) كما فى شجرة عيد الميلاد ( الأروكاريا ) فإنها لاتقلم على الإطلاق وذلك للحفاظ على طبيعة نموها المنتظم ، كذلك الأشجار ذات النمو المتهدل مثل التاكسوديم وصفصاف أم الشعور . أما تقليم التجديد فيتم على الأشجار التى تظهر عليها علامات الضعف والتدهور ، فتقلم تقليماً جائراً تقرط فيه الشجرة إلى قرب سطح الأرض ، ثم توالى بالرى والتسميد وعمليات الخدمة لتعطى أفرع شابه جديدة تربى من جديد لنحصل من خلالها على شجرة فتية قوية النمو .
عند تقليم الأشجار يجب إتخاذ كافة الإحتياطات التى تسمح للجروح بأن تلتئم طبيعياً ، وذلك بنمو القلف بشكل متزايد ليغطى سطح الجرح . ولا يتم ذلك إلا عندما يكون القطع فى نهاية الفرع عند نقطة إتصاله بالفرع الأكبر أو الساق الأصلى ( الجذع ) وبمحاذاتها ـ وترك أى جزء من الفرع المزال بالتقليم ولو كان صغيراً . قد يمنع التئام الجرح طبيعياً أو يؤخر حدوث الإلتئام مما قد يعرض الخشب للإصابة بأى غفن من الأعفان . وإذا كان قطر الجرح أكبر من ( 3سم ) وجب الإحتياط بدهانه بعجينة القار المخلوطة بمادة مطهرة ( مثل برمنجنات البوتاسيوم ) . كما يراعى عند إزالة الأفرع الكبيرة �
ساحة النقاش