الشرقية ناجى الجندى

اهتمامات عقارية وزراعية

يا ليتنا نتخلص من هواء الكبر والغرور الآن، ونعلم أن في الجميع قدر من الخير، وقدر من الحكمة، وقدر من التخطيط، وقدر من الذكاء، وقدر من الرغبة الصادقة في خدمة هذا البلد، حينها - بإذن الله تعالى - سنستطيع عبور ذلك النفق الضيق الذي انحشرت فيه مركبتنا.
قامت إحدى المدارس بعمل رحلة للأطفال للترويح عنهم....

أتى الطلاب في موعدهم المحدد صباحاً، وسارت بهم المركبة بسرعه كبيرة علي الطريق السريع المؤدي الي المكان الذين يقصدونه...

وكان في الطريق نفق مكتوب عليه: ((الحد الأقصي للعبور من تحت هذا النفق ثلاث أمتار))

وكان ارتفاع المركبة ثلاثة أمتار .. ولأن السائق كان يعبر من تحته كل سنة ،ولأن ارتفاع المركبة هو نفس الأرتفاع المسموح به للعبور من تحت هذا النفق .. كان السائق يسير بسرعته دون قلق ...

ولكن المفاجأة أن احتكت المركبة بسقف النفق عند العبور، حتى توقفت تماماً في منتصف النفق...

أصيب الأطفال بحالة من الخوف والهلع، ونزل الجميع ليشاهدوا ماحدث، فوجدوا المركبة قد انحشرت بقوة في منتصف النفق..

قام أحد السائقين المارين بالتوقف ليحاول مساعدتهم فسأله سائق المركبة: إنني كل عام أقوم بعبور ذلك النفق، فماذا حدث ؟

فقال له الرجل: لقد تم رصف الطريق هذا العام بطبقة من الأسفلت، وبالتالي ارتفعت الأرض، وهذا سبب ما حدث لك.. 

حاولوا ربط المركبة بسيارة ذلك السائق ليسحبها للخارج ولكن في كل مرة ينقطع الحبل بسبب قوة الاحتكاك بسقف النفق..

وبدأ كل الحاضرين يفكرون،.. ماذا يفعلون للخروج من هذا المأزق... 

فمنهم من قال: نحضر سيارة أقوي لسحب المركبة،لكن الفكرة رُفضت لشدة انحشار المركبة في سقف النفق..

ومنهم من اقترح حفر وتكسير هذه الطبقة الأسفلتية من تحت إطارات المركبة، ولكن فكرته لاقت معارضة نظراً لمشقة هذا العمل..

ووسط هذه الاقتراحات، نزل أحد الصبية من المركبة قائلا: أنا عندي الحل

فقاطعه مشرف الرحلة قائلاً: اصعد إلي المركبة، ولا تفارق أصدقائك ولا تنزل مرة أخري..

فقال الصبي في ثقة:لا تستهِن بي لصغر سني، وتذكر ما قد تفعله إبرة صغيرة في بالون كبير..

فقال له المشرف: حسناً، تكلم، ماذا تقترح؟

قال الصبي: لقد درسنا في العام الماضي درساً صغيراً عن كيفية العبور من أزمات الحياة ، وقال لنا المدرس: لابد أن تتخلصوا من هواء الكبر الذي يجعلكم ننتفخون بالغرور أمام الناس، فإنكم إذا خلصتم أنفسكم من هواء الكبر والغرور والأنانية، والطمع، سيكون حجم روحكم ونفوسكم طبيعياً جداً كما خلقكم الله..

فقال له المشرف: وما علاقة هذا بما نحن فيه الآن؟

فقال الصبي: إذا طبقنا هذا الكلام علي تلك الأزمة التي نحن فيها، وعلى هذه المركبة،فأفرغنا قليلاً من الهواء من اطاراتها، فإن هذا كافٍ لابتعاد سقفها عن سقف النفق ،وسنعبر بسهولة..

انبهر الجميع بتلك الفكرة البسيطة الرائعة ،وبالفعل أفرغوا الإطارات من بعض الهواء حتى عبروا بسلام.
,
انتهت القصة، وبقيت لنا وقفة: فيا ليتنا نتخلص من هواء الكبر والغرور الآن، ونعلم أن في الجميع قدر من الخير، وقدر من الحكمة، وقدر من التخطيط، وقدر من الذكاء، وقدر من الرغبة الصادقة في خدمة هذا البلد، حينها - بإذن الله تعالى - سنستطيع عبور ذلك النفق الضيق الذي انحشرت فيه مركبتنا.

المصدر: حسن عجيلة
nalgendy

[email protected] 01006718199

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 69 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2013 بواسطة nalgendy

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

30,185