الطلاسم
بحث تفصيلي حول الاسترقاء بالأسماء العجمية والطلاسم (1)
--------------------------------------------------------------------------------
هذا السؤال يطرح كثيرا وقد أخذ حيزا كبيرا في هذا الزمان من النقاش والجدل مابين محلل ومحرم ومابين مكفر ومفسق إلى ما هنالك من أقوال وخلافات في هذا الموضوع فأحببت أن أكتب هذا البحث المفصل أبين فيه كل ما يتعلق بهذا الموضوع بحيث أجعل فيه كفاية لمن أراد الحق والحقيقة واعتمدت أن لا انحاز في الحكم بل أبين ما لنا وما علينا دون الميل والشطط وكذلك أبين فيه من خلال الواقع بعض الحقائق التي تغيب عن الكتب والباحثين وأسأل الله تعالى أن يوفقني لما يحبه ويرضاه فأقول وبالله التوفيق :
مقدمة حول الأسماء والكلمات الأعجمية :
اعلم أخي المسلم أن الكلمات التي تستخدم في العلوم الروحية والعلاجات والرقى لها عدة أقسام وهي بعدة لغات فمنها ما هو حرام وكفر ومنها ما هو حلال ومنها ما يحمل معاني في حروفه ومنها ما لا يحمل معاني أبدا ومنها ما هو بلغات غير عربية كاللغة العبرية واللغة السريانية واللغة الفارسية وهذه لغات معروفة ومنها ما هو ناتج عن علم الحرف وعلم البسط والتكسير الذي يعتمده علماء الروحانيات وغيرهم من السحرة والمشعوذين وهناك فرق بين كل منها وينبغي التمييز لكي لا يذهب الصحيح بالباطل فهناك الكثير ممن يتكلمون في هذا فيحرمون ويقولون هذا شرك وكفر وباطل دون الخوض في هذه التفصيلات وهذا ليس من أسلوب العلماء فالعلماء يردون كل شيء إلى البحث العلمي والتفصيل وبيان الأدلة بالشكل الأكاديمي العلمي وليس الحكم على الأشياء جملة وتفصيلا فينبغي أن نفرق بين الكلمات والطلاسم فالكلمات شيء والطلاسم شيء آخر وكذلك ينبغي أن نفرق بين الكلمات التي هي في لغات أخرى معروفة وبين الكلمات التي لا تحمل أي معني فكل هذا ينبغي أن نراعيه قبل إطلاق الحكم الشرعي في هذه المسألة
حكم الاسترقاء بالكلمات والأسماء العجمية :
لقد ذكرنا فيما سبق أن الكلمات والأسماء التي تستخدم هي قسمان قسم بلغات أخرى غير العربية وقسم بلغات غير معروفة وكل واحد منها له حكم وقد سئل ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى عن هذا في الفتاوى الحديثية للإمام العلامة ابن حجر الهيثمي وهذا نص الفتوة :
وسئل رضي الله عنه: عن كتابة الأسماء التي لا يعرف معناها والتوسل بها هل ذلك مكروهة أو حرام؟ وهل هو مكروه في الكتابة والتوسل بتلك الأسماء التي لا يعرف معناها أو حرام في التوسل دون الكتابة؟ فقد نقل عن الغزالي أنه لا يحل لشخص أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، وهل فرق في ذلك بين ما يوجد في كتب الصالحين كعبد الله بن أسعد اليافعي وغيره أم لا؟، فأجاب رحمه الله تعالى :
الذي أفتى به العز بن عبد السلام كما ذكرته عنه في «شرح العباب»: أن كتب الحروف المجهولة للأمراض لا يجوز الاسترقاء بها، ولا الرقي بها لأنه صلى الله عليه وسلّم لما سئل عن الرقي قال: «اعرضوا عليّ رقاكم فعرضوها فقال: لا بأس» وإنما لم يأمر بذلك لأن من الرقي ما يكون كفراً وإذا حرم كتبها حرم التوسل بها نعم إن وجدناها في كتاب من يوثق به علماً وديناً فإن أمر بكتابتها أو قراءتها احتمل القول بالجواز حينئذٍ لأن أمره بذلك الظاهر أنه لم يصدر منه إلا بعد إحاطته واطلاعه على معناها وأنه لا محذور في ذلك، وإن ذكرها على سبيل الحكاية عن الغير الذي ليس هو كذلك، أو ذكرها ولم يأمر بقراءتها ولا تعرض لمعناها فالذي يتجه بقاء التحريم بحاله، ومجرد ذكر إمام لها لا يقتضي أنه عرف معناها فكثيراً من أحوال أرباب هذه التصانيف يذكرون ما وجدوه من غير فحص عن معناه ولا تجربة لمبناه، وإنما يذكرونه على جهة أن مستعمله ربما انتفع به، ولذلك تجد في ورد الإمام اليافعي أشياء كثيرة لها منافع وخواص لا يجد مستعملها منها شيئاً وإن تزكت أعماله وصفت سريرته، فعلمنا أنه لم يضع جميع ما فيه عن تجربة بل ذكر فيه ما قيل فيه شيء من المنافع والخواص كما فعل الدميري في حياة الحيوان في ذكره لخواصها ومنافعها ومع ذلك تجد المائة ما يصح منها واحد، والله سبحانه وتعالى أعلم.
وفي هذه الفتوة العظيمة بيان واضح من العز رضي الله عنه ومن خلالها يتبين لنا عدة أمور هي:
• الأصل في هذه المسألة عدم جواز استعمال المجهول المعنى من حيث الرقى ومن حيث الكتابة لعدم احتمال الصحة ولاحتمال وجود الكفر والشرك في هذه الكلمات والأسماء فنقع في الشرك والحرام دون علم وهذا لا ينبغي أبدا . ولا يجوز استخدامها مطلقا بدون معرفة المعنى او لمجرد وجودها في الكتب وذلك لحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يرويه الترمذي والنسائي وغيرهما عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يربك . وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن النعمان بن بشير :فمن اتقى الشبهات فقد استبرئ لدينه وكذلك قال الله تبارك وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36)
• جواز الاسترقاء بما يعلم معناه وكان معناه سليما أي فيه ذكر الله تبارك وتعالى وفيه دعاء وكان بلغات أخرى مفهومة ونذكر من هذه الأمثلة كلمتان ( آهيا شراهيا ) هذه الكلمات نجدها كثيرا في الكتب وفي بعض الأدعية والرقى وهما في اللغة العبرية ومعناهما ( الحي القيوم ) وقد ذكر هذا أهل التفسير وقالوا أن هذان الاسمان دعا بهما آصف بن برخيا وزير سليمان عندما جاء بعرش بلقيس وقد ذكر هذا القرطبي وابن كثير والطبري وغيرهما فليس هناك حرج إذا أردنا استخدام هذه الكلمات التي نحيط بمعناها وقد تعرض لهذا العز في فتوته وهناك غيرها الكثير من الكلمات وهي عبارة عن أدعية نقلت عن اليهود والنصارى بلغاتهم وهي أدعية وردت عن عيسى وموسى عليهم السلام وبعض رهبانهم وهي أدعية وتضرعات بلغاتهم وهناك الآن الكثيرين في هذا العالم من يناجون الله بلغاتهم فهل إذا وجدنا لغتهم مكتوبة نقول كفر ينبغي أن نعلم الحق حقيقة
• إذا وجدت هذه الكلمات في كتب من نثق فيه علما ودينا وقد أمر بقراءتها أو كتابتها جاز ذلك لعلمنا أنه لم يقراها ولم يأمر بها إلا بعلمه بمعناها ونفعها وقد وردت كلمات كثيرة في بعض أدعية الصالحين منها في بعض أدعية الشيخ عبد القادر الجيلاني وهذا مثال على ذلك
• مجرد ورودها في بعض الكتب لا يعني الجواز فكثير من العلماء ذكروا بعض الكلمات مستدلين بها أو حكاية ورواية أو نقلا وليس مجرد ورودها يعني الجواز
الخلاصة :
يجوز استخدام الأسماء والكلمات التي علم معناها ويكون معناه ما يجوز الاسترقاء به من أسماء الله الحسنى والأدعية المأثورة وأما ما يعلم معناها ولكن ليس في معناها ما يجوز الاسترقاء به كأسماء الجن وغيرها مما يحرم وفيه كفر وشرك مما لا ينبغي فلا يجوز العمل بها ولو علم معناها وأما التي لا يعلم معناها فلا يجوز العمل بها إلا في حالة ورودها عن ثقة في العلم والدين وأما غير هذا فلا يجوز العمل بها أبدا لما بينا سابقا من الأدلة
ملاحظات هامة جدا حول الأسماء الأعجمية والطلاسم
الملاحظة الأولى :
وجود الأفضل لا يحرم المفضول
كثيرون ممن يحرم العمل بهذه الأسماء يحرمها دون دليل إلا أنه يقول لماذا لا نكتبها بالعربي حتى لو عرفنا معناها فنقول له كلامك صحيح ولكن لا يقبل علميا ولكن الحق الذي نريده هو أن تبين لنا الحلال من الحرام وتبين لنا هل يجوز العمل بهذه الأسماء التي يعلم معناها أم لا وبعد ذلك تقول : أولا نقول أن العمل بها جائز ولكن الأفضل هو أن نتركها ونأخذ ما هو واضح وليس فيه لبس دفعا للشبهة وامتثالا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم الذي قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقفن مواقف التهم
الملاحظة الثانية :
الفرق بين الطلاسم والأسماء الأعجمية
ومن أهم الأمور التي يخلط بها بعض الباحثين هو أنهم يصنفون كل كلمة وكل اسم أعجمي تحت اسم الطلاسم وهذا خطأ كبير جدا فالطلاسم شيء والأسماء الأعجمية شيء آخر فتراهم كلما وجدوا كلمة لا يعلم معناها قالوا عنها طلسما فيوهمون الناس بأن هذا الحجاب او هذا الدعاء سحر وهذا باطل فالكلمات التي نراها ومكونة من حروف وتصح قراءتها ليست طلاسم بل هي قد تكون كلمات بلغات أخرى وقد حدث هذا مرة معي حيث كان يناقشني أحد طلاب العلم واليك هذه القصة جاءني وهو يحمل بيده حجاب فيه آيات قرآنية وفيها عبارة هي ( بآهيا شراهيا أدوناي أصباؤوت ) فقال لي انظر إلى هذه الطلاسم فقلت له وما أدراك أنها طلاسم فقال ليس لها معنى فقلت له وهل هذا يكفي لتثبت أنها طلاسم فقال نعم فقلت له انتظر قليلا وطلبت من احد الإخوة من له خبرة باللغة الانكليزية أن يكتب الفاتحة في ورقة وبعدها قلت له أن يكتب ما يلي باللغة الانكليزية اللهم أسالك بحق هذه السورة أن تشفي حاملها من جميع الأمراض والأسقام ثم عرضتها عليه فقلت وما تقول في هذه قال أيضا طلاسم فقلت له اتقي الله تعالى هذه دعوة باللغة الانكليزية فهل تستطيع أن تحرم على الأجانب أن يكتب أدعية بلغتهم فسكت ولم ينطق ثم قلت له هل بحثت عن معاني هذه الكلمات فقال وأين أجدها فلما رجعنا إلى التفسير وجدنا المفسرون قد ذكروا هذه الأسماء في قصة عرش بلقيس وقالوا معناها الحي القيوم فنظرت إليه وقلت اتق الله ولا تفتي حسب هوى نفسك
الملاحظة الثالثة :
معنى الطلاسم
وأما الطلاسم فهي عبارة عن رموز وأشكال وعقد وحروف وأرقام لا تدل في ظاهرها على معنى قال صاحب أبجد العلوم :. ومعنى الطلسم: عقد لا ينحل. وقيل مقلوب اسمه، أي: المسلط، لأنه من القهر والتسلط وهو علم باحث عن كيفية تركيب القوى السماوية الفعالة، مع القوى الأرضية المنفعلة، في الأزمنة المناسبة للفعل والتأثير المقصود، مع بخورات مقوية، جالبة لروحانية الطلسم، ليظهر من تلك الأمور في عالم الكون والفساد أفعال غريبة، وهو قريب المأخذ بالنسبة إلى السحر، لكون مباديه وأسبابه معلومة. وأما منفعته فظاهرة، لكن طرق تحصيله شديدة العناء.
فثمة فرق كبير بين الطلسم وبين الأسماء يجب أن نتنبه إليه فالطلسم لا يدل على معنى إلا انه له تأثير على أرواح وأمور فلكية يفهمها أصحاب هذا العلم وأما الكلمات فقد تدل على معنى وقد يكون المعنى فيه خيرا وفيه ذكر الله تعالى وليس هذا دفاعا عن الطلاسم حاشا وكلا ولكن بيان للحقيقة
888888888888888888888888888888888888888888888888888
بحث تفصيلي حول الاسترقاء بالأسماء العجمية والطلاسم (2)
--------------------------------------------------------------------------------
الملاحظة الرابعة :
عدم الحكم على الحجاب بأنه سحر بمجرد وجود الأسماء الأعجمية
وهذه من أهم الملاحظات التي ينبغي أن نتنبه إليها فالكثير من الذي يتكلمون بهذا ويحرمون يتخذون قاعدة لا يتركونها وهي الحكم على الحجاب بالسحر من خلال وجود الكلمات الأعجمية وهذا باطل وافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بل وجعلوا من صفات الساحر وجود أسماء أعجمية ولم يرد هذا عن أحد من كبار العلماء فالعلماء عندما يواجهون مثل هذا يعيدون الأمر للشرع والشرع هنا يقول لك ارجع إلى البحث في مسالة الاسترقاء بالأسماء الأعجمية وتبين الحكم وقد ذكرنا الحكم
ومن هذا فينبغي على الباحث أن يتحرى معنى الأسماء فإن وجدها وكانت باطلة ومحرمة عندها ينتقل إلى موضوع السحر فإن لم يجد معناها بحث فيمن وردت عنه فإن كان ثقة عدل أمينا في دينه وعلمه أيضا تغير الحكم وإذا وجدها عن غير ذلك بحث في السحر وهذا هو الحق والعدل
أما أن يحكم عليها فورا من خلال وجود الأسماء فهذا باطل وافتراء والله أعلم
نصيحة موجهة وكلمة أخيرة
لقد بينا من خلال البحث السابق كل ما يتعلق بهذا الموضوع ونسأل الله تبارك وتعالى أن نكون قد وفقنا لما يحبه ويرضاه فإن أصبنا فمن الله وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان
وفي الختام أحب أن أوجه نصيحة لكل مسلم ولكل معالج وراقي يستخدم هذه الأسماء الأعجمية وغيرها في أدويته وعلاجاته أقول له :
أخي المسلم المعالج الراقي حفظني الله تعالى وإياك قد بينت لك كل ما يتعلق بهذا ولكن الذي أعمله يقينا من خلال المطالعة ومن خلال الممارسة والتجربة أن الكثير من هؤلاء المعالجين لا يعرفون أدنى معرفة في معاني هذه الأسماء والكلمات والطلاسم بل ولم يأخذوها من الرجال بل عكفوا على الكتب التي تنتشر في المكاتب والأسواق فصاروا يطبقون ما فيها ولا يعرفون أدنى شيء حول هذه العلوم بل إن حتى أصحاب هذه العلوم يشترطون على تلاميذهم أن يأخذوا العلم من الرجال وليس من الكتب
حتى ولو كنت تعلم المعاني فأقول لك عندنا ما يغني عن هذا وعندنا ما هو خير من ذلك ولغتنا العربية هي خير اللغات وأفضلها وقرآننا هو خير الكتب السماوية ونبينا هو خير الأنبياء والمرسلين وعلماؤنا وصالحونا هم خير من الصالحين والعلماء من الأمم الأخرى وبعد هذا لماذا نلجأ إلى الأمم الأخرى ونترك امتنا ولو كان هناك علم خير من العلم الذي نزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لعلمنا هذا والذي نعلمه أن علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو أفضل العلوم وقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على البيضاء ليلها كنهارها وما ترك شيء إلا وبينه لنا فلماذا نترك ما هو واضح وصريح وفيه الخير وجاءنا عن الصادق المصدوق الذي قال فيه به جل وعلا : (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (لنجم:3- 5) أم نكون كاليهود الذي قال الله تعالى فيهم : (قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ)(البقرة: من الآية61)
وإني سائلك بالله عليك هل علم محمد صلى الله عليه وسلم أفضل وأعم أم علم موسى وعيسى وسليمان وداود بل إنه ليس هناك مقارنة بالتأكيد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلماذا تنكر علمه وتلجأ إلى علم غيره فلذلك أخي المسلم عليك بالقرآن والسنة وتجارب العلماء والعارفين من هذه الأمة الراضية المرضية وفقني الله تعالى وإياك لكل خير
رؤية أكرمني الله بها حول هذا العلم ( الطلاسم والأسماء الأعجمية )
لقد بحثت كثيرا حول هذه الأمور حتى أقف على الصحيح منها ويرتاح له صدري وبحثت في نصوص العلماء وما وجدت ما يثلج صدري حتى أكرمت بهذه الرؤية وهي عبارة عن سنة من النوم أخذتني بينما كنت اشغل فكري بهذا الموضوع فرأيتني أقف أمام الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وأنا أحاوره وأستفسر منه عن هذه الأمور ( استخدام الأسماء الأعجمية والدعوات الروحانية ) وكم كان شرف لي أن أحاوره وكان الحوار كالتالي :
قلت له : سيدي ماذا تقول في العلم الروحاني
قال رضي الله عنه : هو علم صحيح لكن وهمه أكثر من صحيحه ودخل فيه ما أفسده
وعنده أردت أن أتابع الأسئلة فبادر هو وسألني :
قال رضي الله عنه : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل أم موسى وعيسى وسليمان
فقلت له : سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل
قال رضي الله عنه : فهل يعطي الله علما لهم خيرا مما أعطاه لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم
فقلت له لا
فقال رضي الله عنه : فلماذا تدع أفضل علم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي وصل إلينا بالطريق الصحيح لم يدخل فيه ما يفسده وتأخذ العلم الذي ينسب لغيرنا من الأمم ولا ندري أهو صحيح أم غير صحيح فقلت نعم
قال رضي الله عنه : هل هذه الشخصيات التي يتعامل معها أهل هذا العلم ( وقصد الخدام والأرواح ) هل هي موجودة حقيقة ويعلمون بوجودها وهل تنفع وتضر بذاتها أم بإرادة الله تعالى
فقلت بل ليس هناك يقين ولا إثبات
فقال رضي الله عنه فكيف ندع من وجوده ثابت وحقيقي وبذاته وهو الذي أوجد كل شيء وتصرفه قائم بذاته وبيده النفع والضر وهو القادر ونلجأ إلى من وجودهم غير ثابت وإن وجدوا فنفعهم وضرهم بأمر الله إن شاء نفذ وإن شاء لم ينفذ
ثم قال رضي الله عنه : الذين يعملون بهذه العلوم ويقرأون هذه الأسماء هل يعرفون معناها كلها فقلت له لا يعلمون البعض ويجهلون الكثير فقال رضي الله عنه لو كانت هناك كلمة واحدة في معناها الكفر والشرك والحرام هل يعذرك جهلك أمام الله تعالى فقلت لا
فقال فكيف نترك القرآن الذي نعرفه وواضح ونلجأ إلى كلمات لا نعرف معناه
ثم قال رضي الله عنه : هل هناك أعظم من اسم الله تعالى فقلت لا قال فكيف نترك خير الأسماء وأعظمها ونعمل بأسماء لا نعلمها فغن لم تنفعك أسماء الله تعالى فهذه لا تنفعك
ثم قال رضي الله عنه : يزعم أصحاب هذه العلوم أنها أشرف العلوم وخيرها فقلت نعم يزعمون هذا فقال فكيف كتمها أو لم يخبر بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقلت له صحيح
ثم قال لي يا بني لماذا يستخدمون هذه العلوم فأجاب نفسه وقال : لدفع الضر أو لجلب النفع أو العكس لدفع النفع ولجلب الضر فقلت له نعم سيدي يستخدمونها لأمور كثيرة منها للمحبة ومنها للرزق ومنها للعلاج ومنها للفراق ومنها ومنها قال كل هذا موجود عندنا وعندنا ما يغنينا عنه عندنا القرآن فيه لكل شيء والنبي صلى الله عليه وسلم علمنا كل شيء
ثم قال : كن مع الله ترى الله معك وكن له كما يريد تصبح أنت تفعل ما تريد بأمر الله ولا تحتاج إلى كل هذه واسعى للعلم اللدني الذي يوهبه الله للعبد إذا اتقى الله وهذا هو خير لك وليكن يقينك كامل بالله تعالى
ثم ختم كلامه بقوله أنا لا أنكر هذا العلم ولكن كما قلت وهمه أكثر من حقيقته وخطأه أكثر من صوابه والابتعاد عنه خير من الدخول فيه ثم قال ( دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )
وبعد هذا الكلام ليس هناك كلام فمن أراد الخير فعليه بهذه الحقائق والله تعالى أعلم