فتاة يخضن التدريب العسكري في أكاديمية العلوم

16 فتاة يخضن التدريب العسكري في أكاديمية العلوم الأمنية في أريحا..شاهد الصور

الين وريهام ونيفين ثلاث فتيات فلسطينيات من مناطق مختلفة من فلسطين انهين التعليم الجامعي والجامعي المتوسط وهن قطع ملونة في لوحة فسيفاء المرأة الفلسطينية وكفاحها لخوض غمار الحياة وتحملها أعباء العمل في مختلف ميادين العمل والنضال الفلسطيني.

وبقي انخراط النساء في الأجهزة الأمنية لوقت قريب محدودا وكان حكرا على الرجال أو هكذا كان يعتقد البعض، وكان عمل المرأة فيها مقتصرا على العمل الإداري وتحديدا سكرتيرة للطباعة أو لتفتيش النساء الأخريات في مواقف تستدعى التفتيش.

والفتيات الثلاث هن ضمن 16 فتاة فلسطينية لبسن بذلة التدريب العسكري زيتية اللون رافضات أي تميز لهما بالتدريب الشاق أو الرماية بالرصاص الحي أو ركوب الخيل، والتصبب عرقا تحت أشعة شمس أريحا الحارقة, والعلامة الفارقة لهن من بين 164 ضابط وضابط صف متدرب من مختلف الأجهزة الأمنية الفلسطينية لباس بعضهن الشرعي على الرأس يعلوه شعار النسر الفلسطيني, ويخالجهن شعور بالفخر وتحقيق الذات وهن يقاربن من اجتياز الثلث الأخير من العام الدراسي 2009 والحصول على شهادة دبلوم مهني متخصص بالعلوم الأمنية من الأكاديمية الفلسطينية للعلوم الأمنية.

وقالت الين الطويل الحاصلة على بكالوريوس اللغة الانجليزية عملت في سلك الشرطة الفلسطينية وتلقيت تدريبات محدودة وقصيرة ولكن هذا الدبلوم فتح إمامي أفاق التعرف بمهنية على الأداء الأمني بما يخدم شعبي في توفير الأمن وحماية المواطنين واحترام حقوقهم ولدي رغبة بان احصل على بكالوريوس في العلوم الأمنية في حال سنحت الفرصة.

وأكدت أن نظرة الناس لعمل المرأة في سلك الشرطة والأجهزة الأمنية تغيرت كثيرا خلال السنوات القليلة وخاصة عندما شاهدوا الشرطية وهي تعمل في الميدان، ولكن ربما الكرة في ملعب الفتاة لتقبل هي للعمل في الأجهزة الأمنية والشرطية, ونوهت إلى أنها لقيت كل التشجيع من أسرتها وربما لأنهم منخرطون بالعمل في هذا الميدان منذ فترة, ولا تخفى الطويل طموحها بان تتدرج في الرتب وان تصبح مسؤولة للشرطة النسائية وان تتقلد مناصب رفيعة بالشرطة الفلسطينية.

وأضافت ريهام قدادحة والحاصلة على دبلوم علوم مصرفية ومالية أنها تعمل في احد الأجهزة الأمنية عملا مكتبيا وان العلوم المختلفة التي تلقتها طلية مدة الدراسة شكلت لديها قفزة مهنية في التعرف على التحقيق بالأدلة الجنائية ومكافحة الجريمة والقانون والحقوق المدنية للمواطن, وأنها لا تلقى أي تميز في التدريب أو المعاملة أو تنفيذ العقاب والزحف ربما مضاعفا إذا اقتضت الضرورة.

وفيما يتعلق بنظرة المجتمع تقول: لقد خطبني شاب وإنا على مقاعد الدراسة وللتنويه مواطن مدني لا يعمل بأي جهاز رسمي أو حكومي والقي منه ومن أهلي التشجيع والتفهم لعملي ودوري بالمجتمع.

نيفين الصاوي طالبة أخرى بالأكاديمية وكانت إحدى بطلات الفيلم التسجيلي 'الشوكة والحرير' للمخرجة الفنلندية بولوينا تيرفوا والذي عرض مؤخرا في إطار مهرجان 'real world films' بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في بعض دول أوروبا ويعرض الفيلم التسجيلي نماذج لأربع نساء من فلسطين اقتحمن ميادين عمل مختلفة, وتقول الصاوي عندما التقيت مصادفة المخرجة الفنلندية في مدينة رام الله كنت اعمل شرطية, وعندما عادت المخرجة كنت قد التحقت بالدبلوم هنا بالأكاديمية وفوجئت المخرجة بحجم التدريب والمساواة في الأكاديمية وربما لم تجده في كثير من المواقع وبلدان العالم الثالث.

الين ونيفين وريهام و13 فتاة زميلاتهن وطيلة الستة أشهر الماضية كن يستيقظن في الخامسة صباحا يرتدين البزة العسكرية ويعلو رؤوسهن شعار النسر الفلسطيني على البوريه العسكري, ويشددن وثاق البسطار العسكري بعد تلمعيه لينطلقن في الطابور الصباحي والتمارين الرياضي إلى جانب الرجال، رافضات بشدة أي تميز على أساس الجنس وينخرطن في التدرب العسكري والرماية بالرصاص الحي وتلقى العلوم العسكرية والأمنية من قادة ومتخصصين ومحاضرات حول حقوق الإنسان والقانون الدول والطبوغرافيا والحاسوب, وفنون أساليب التحقيق والمواجهة وتتبع خيوط الجريمة وآثار الجناة وكتابة الأبحاث والدراسات ذات الصلة بالتخصص بمتابعة أساتذة ودكاترة جامعات متخصصين وخبراء, ويخلدن إلى النوم في العاشرة أو الحادية عشرة مساء استعدادا لاقتراب عقارب الساعة إلى الخامسة من فجر يوم جديد، ويشاركن في كل الأنشطة والفعاليات التي تقيمها الأكاديمية في إطار التدريب الميداني وخدمة المجتمع كاليوم الطبي المجاني والتبرع بالدم والتضامن المادي والمعنوي مع شعبنا في قطاع غزة.

تجدر الإشارة إلى أن خريجي الفوج الأول لطلبة دبلوم العلوم الأمنية للعام المنصرم ضم آنذاك فقط ضابطتين من بين ضابط من مختلف الأجهزة الامنية135, ولم تخف إدارة الأكاديمية والمجلس الاستشاري للاكاديمة رغبتهم وسعيهم لزيادة العدد والعمل بشكل حثيث لتشجيع الفتيات والأجهزة الأمنية لترشيح الفتيات بعد أن يجتزن كافة الشروط العلمية والمهنية كمتطلبات القبول والتي يخضع لها الذكور على السواء.

ويجمع العديد من الطلبة والطالبات المشاركين أن برامج الدبلوم والدورات في هذا المجال يؤسس لإيجاد وتأهيل رجال ونساء أمن مؤهلين وولائهم لفلسطين وللمؤسسة الأمنية الهادفة للحفاظ على حياة وممتلكات المواطنين وحماية المشروع الوطني بعيدا عن الانتماء الحزبي أو لهذا الجهاز أو ذاك.