<!--[endif]-->
ونحن نستقبل الربيع فرح الطبيعة.. 21 مارس ليكون عيدا للحب لكل أم .. أغلي الحبايب ,كل الحب والتقدير والعرفان لمن ضحت وافنت العمر من اجل ابنائها ,, لكل ام علي وجه الارض في عيدها ..كل ام سواء انجبت ام لم تنجب .. ولكنها ربت واحبت وتفانت ..فالامومة اروع واجمل المشاعر الانسانية التي وهبها الخالق .. لهذا كانت الامومة مشاعر غريزية بثها الله في كل انثي يوم خلقها.. والامومة ليست فقط فيضانا من الحب والحنان للابناء لا يضاهيه أي حب في الدنيا .. ولا تربية طفل مع تغذيته لينمو .. بل الامومة هي صناعة انسان وهي المعني الاسمي والاشمل ,انسان يعيش ويتعامل مع الحياة مع اختلاف البشر .. ليصمد وينجح .. الامومة فيض من الحب لأم تدرك جيدا قيمة دورها لأبنائها ودورها لأسرتها وزوجها وذاتها ولمجتمعها الذي تحيا بداخله.. ولأنها مضحية فنجدها دائما تبدي وتؤثر أولادها علي نفسها دائما.. لتتحمل بمسئولية أصعب تكليف إلهي ومهمة انسانية.. لذا جعل الخالق"الجنة تحت أقدام الآمهات "..ورفع مكانة الآم في كل الرسالات السماوية و جعل لها قدسيتها .. وأوصي الابناء بحسن رعاية الامهات .. وقدمها علي كل المخلوقات فرأينا.. كيف تحملت السيدة مريم العذراء عليها السلام الصعاب وحدها لتحمل أمانة حمل ورعاية وحماية السيد المسيح عليه السلام .. ليولد بمعجزة إلهية ..وتحميه من بطش الملك هيرودوس الذي كان يفتك بكل رضيع خوفا علي عرشه كما جاءته النبوءة .. فتفر وتهرب به الي مصر أرض الامان , التى بها كل الحب والحماية والامان وعاشت علي ارضها حتي عادت به الي وطنها من جديد ودعت لبلادنا:"طوبي ارض مصر طوبي .. شعب مصر .. أي البركة والسلام والامان .. واستطاعت بأمومتها ان تساند في الدعوة لنشر الرسالة السماوية التي كلف بها المسيح عيسي عليه السلام .. فكرمها المولي بسورة مريم في القرآن الكريم..
ورأينا أم الأنبياء العرب السيدة هاجر والتي نعتز و نفخر بأنها أم مصرية كيف تحملت الصعاب وامتثلت لأمر الله في أصعب محنتين تتعرض لها ام وزوجة بكل صبر وايمان .. وكانت الأولي عندما تركها ووليدها زوجها نبينا ابراهيم عليه السلام في صحراء قاحلة ليس بها ماء ولا مرعي فتشبثت به فزعه .. ولم تتركه يمضي الا عندما سألته أأمر من الله ؟فقال لها نعم ,فاحتمت بالكريم القوي وقالت:اذهب فالله لن يضيعنا .. ولكنها بكل جزع الآمومة خافت علي وليدها نبينا اسماعيل الوليد من ظمأه وجوعه وظلت تبحث وتسعي" بين جبلي الصفا والمروة " وتتضرع الي الله ان ينقذ وليدها حتياستجاب لدعاء الام الذي تردده الملائكة في السماوات ولا يرده الخالق.. وفجر لها الماء تحت قدميه لتسقيه وتروي ظمأه وظمأها .. لتكون ماء زمزم المباركة تفيض بماء أمومتها حتي يومنا هذا ..وليكرمها الله كما دعا نبينا ابراهيم :"يا رب اجعل افئدة من الناس تأوي اليهما".. ولتصبح هذه البقعة من الارض المطهرة يفد اليها اناس العالمين من كل مكان علي مر الزمان.. للحج.. ولتحمي السيدة هاجر بأمومتها هي ايضا من جاء من نسله رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام,خاتم النبيين وخاتم الرسالات السماوية للدعوة بالتوحيد بالله والاسلام .. ونشر الدين الذي يدعو بالسلام لكل البشر والتسامح والحب وينادي بحقوق المواطنة مهما اختلفت الاديان فالدين لله والوطن للجميع .. والايمان بكل الرسل والملائكة .. ولا نفرق بين احد من رسله .. فقد دعا المسيح من قبل للحب والسلام .. وعندما نحتفل بعيد الام علينا ان نتذكر كل هؤلاء الامهات العظيمات ونستعيد كل هذه القيم الانسانية التي ولدنا وتربينا عليها .. فشعب مصر دائما علي قلب واحد لا فرق بين مسلم ومسيحي عشنا وتربينا وتعلمنا معا نحمل ملامح المصريين وقلبهم المحب رأينا ذلك علي مر التاريخ وعندما ينادي الوطن يهب الجميع يفتديه بالدماء الغاليه والارواح لتختلط دماء الشهداء لا فرق بينهما كلهم مصريون.. أمام رصاص الحملة الفرنسية وامام رصاص جنود الاحتلال الانجليزي في ثورة 1919 لا فرق بين رجل وامراة من مسلم ومسيحي ومن ثورة 1952 قام بها الضباط الاحرار ومن ورائها الجيش المصري كلهم مصريون لا فرق بين مسلم ومسيحي..لتتحول بلادنا الي الشعب من الملكية والاقطاع ..وفي نصر اكتوبر واستعادة الكرامة والارض صنعه ابناء مصر وفداه دماء شهدائها وأبنائها جميعا.. وفي ثورة 25 يناير 2011 كانت من جديد أروع صور التحام كل طبقات الشعب المصري ليستعيد كرامة الانسان المصري في بلده ولينحني العالم امام عظمة هذه الثورة السلمية التي سقط خلالها "800 " شهيد والاف الجرحي .. ودماء ذكية فداء للحرية .. فالحريات تصنع غالية لتبقي الاوطان والشعوب مرفوعه الهامة وتسترد الحقوق ويندثر الظلم والطغيان .. وهنا من جديد نقدم كل آيات التقدير والشكر والحب والعرفان لكل أم وكل أب ضحي بأغلي ما لديه زينة الشباب من أرواح الآبرياء الذين ضحوا بأنفسهم فداء وطنهم الغالي تحت رصاصات الغدر وعربات الظلم .. في عيد الام من 85 مليون مصري ومصرية كل الحب والتقدير لامهات الشهداء وأبائهم .. عزاؤكم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون .. وأنهم شرفوا بلدهم و حققوا لها ما لم تستطع اجيال كثيرة ولسنوات طويلة ان يحققوه لبلادنا .. بل أنهم أعطوها القدوة والمثل لكل شباب الوطن العربي ليتحرر ويستعيد كرامة وثروات بلاده من يد من استحلوها واستعبدوا شعوبهم.. ونسوا انهم رعية كلفهم المولي ان يصونوا ويحموا مصالح وحقوق شعوبهم واوطانهم .. فتحية حب وتقدير وعرفان بالجميل لكل ام في كل مكان ربت ابنها علي حب الاوطان وعلي العزة والكرامة وانه "ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط".
ساحة النقاش