يتضح أن القانون الدولى يميل الى تحديد الإرهاب من خلال تعداد الحالات التى يتم من خلالها التعرض إلى الحقوق الإنسانية الأصلية أو إلى سلامة الدول ونظامها العام أو إلى السلام والأمن الدوليين. ومن هذا المنطلق اعتبر القانون الدولى الفرد مسئولاً أمامه مباشرة وبذلك نشأ فرع جديد من فروع القانون الدولى عرف بالقانون الجنائى الدولى، الذى أبصر النور بعد الحرب العالمية الثانية مع محاكمات نورمبرج الشهيرة فى عام 1945 لمجرمى تلك الحرب وما برح يتطور مع محاكمات يوغوسلافيا السابقة والبوسنة والهرسك ومحاكمات مجرمى الحرب فى رواندا وبوروندى بأفريقيا.
وقد بذل فقهاء القانون الدولى والمتخصصون جهوداً ملموسة فى مجال تعريف الإرهاب وتحديد طبيعته وتوضيح جوانبه وذلك من خلال الاتجاه الحصرى لصوره وأشكاله. فأصبح هناك تفاهم عام عالمى حول كثير من صور الأعمال الإرهابية مثل الاغتيال بسبب دوافع سياسية، وتفجير العبوات الناسفة بشكل عشوائى، واحتجاز الرهائن، وتغيير مسار الطائرات باستخدام القوة أو التهديد بها أو تفجيرها، وقصف المناطق المدنية والسكان المدنيين أثناء الحروب وانتهاك القانون الدولى الإنسانى أو توقيع عقوبات جماعية على سكان منطقة معينة أو ممارسة أعمال الإبادة البشرية ضد طائفة أو أقلية معينة أو تهديد أرواح الأبرياء لإثارة الذعر والخوف فى المجتمع للتأثير على القرار السياسى للحكومات أو محاولة إسقاطها.
وينطوى هذا التفاهم على قواسم مشتركة أهمها أن الإرهاب فعل من أفعال العنف واستخدام القوة، وذو طابع سياسى ويثير الخوف والرعب، وذو تأثيرات نفسية، وينطوى على تهديد ما، وأنه فعل منظم ومخطط وذو هدف محدد ، ويتضمن جانباً دعائيا أو إعلانياً ويتم ارتكابه بواسطة مجموعة أو تنظيم أو حكومة دولة ويسفر عن ضحايا من المدنيين، وينطوى على تفرقة بين الضحية المباشرة له والهدف الذى يسعى لتحقيقه، وأنه فعل غير معتاد ويخرق القواعد السلوكية المقبولة ولا تحده قيود إنسانية، وأنه يتضمن الإكراه والابتزاز .. وغيرها.
ويتضمن الحد الأدنى المتفق عليه بين التعريفات المختلفة للإرهاب ثلاثة عناصر لا يخلو منها أى تعريف هى أنه استخدام غير مشروع للعنف، ويهدف إلى الترويع العام، ويهدف الى تحقيق أهداف سياسية. والإرهاب فى هذا الإطار هو فعل يتعدى العمل المخالف للقوانين الداخلية للدولة أو حتى ذلك الذى لا يخالفها إلى كونه مخالفاً لمبادئ وأحكام القانون الدولى وقواعده. وبناءً عليه يمكن تعريف الإرهاب بأنه العنف المنظم بمختلف أشكاله والموجه نحو مجتمع ما أو حتى التهديد بهذا العنف سواء أكان هذا المجتمع دولة أو مجموعة من الدول أو جماعة سياسية أو عقائدية على يد جماعات لها طابع تنظيمى بهدف محدد هو أحداث حالة من الفوضى وتهديد استقرار هذا المجتمع لتحقيق السيطرة عليه أو تقويض سيطرة أخرى مهيمنة عليه لصالح القائم بعمل العنف .

 

 

المصدر: أ. مختار شعيب - موسوعة الشباب السياسية http://acpss.ahram.org.eg/ahram/2001/1/1/YOUN59.HTM
  • Currently 27/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
9 تصويتات / 125 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2011 بواسطة mowaten

ساحة النقاش

mowaten
يأتى الربيع العربى للثورات بمتطلبات ضرورية لعل من اهمها هو نشر التوعية السياسية بين المواطنين بوطننا العربى لارساء وتهيأة البيئة للعيش فى جو ديمقراطى طالما حلمنا به »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

286,880