ورقة بحثية بعنوان
بنائية إجرائية تطبيقية
للكتاب المدرسي التفاعلي الرقمي
كأحد متطلبات تطوير المواد التعليمية(*)
إعداد: أ.د / مراد حكيم بباوي([1])
مقدمة:
تتعاظم الشكوى المجتمعية باتسام معظم المناهج التعليمية الآن ـــ بمصر ــــ ومنذ فترة طويلة بالرتابة والملل والتطويل والمط مما يسبب العديد من المشكلات لكلاً من الأطراف العملية التعليمية والتربوية، للمعلم كمرسل في مراحل التعليم المختلفة والذي يعتبره الكثيرون المصدر الأساسي للمادة العلمية، والمتعلم كمستقبل وهو الذي يتلقى تلك المادة الدراسية من جهة، والمنهج والمواد التعليمية كمصادرللمعرفة من جهة أخرى..
ويتعذر نجاح العملية التعليمية في مصر تماماً بسبب العديد من المشكلات التي تقابل العملية التربوية ، ومع ذكر طول المنهج الدراسي وقصر الوقت الذي يتم فيه تناوله وشرحه ، يجد المتعلم صعوبة في استيعابه كليةً، ويجد المعلم صعوبة في توصيل المادة العلمية كلها بصورة صحيحة وسهلة في نفس الوقت.
ومع تعاظم ثورة المعلومات والانتشار الكبير في استخدام تكنولوجيا المعلومات والإتصالات أصبح من الضروري الاستفادة من كل المستحدثات التكنولوجية، حيث تلعب تكنولوجيا المعلومات والإتصالات دوراً بالغ الأهمية في الطرائق التي يتواصل ويتعلم ويعيش بها الإنسان، ويتمثل التحدي الكبير في تسخير هذه التكنولوجيا على نحو فعال بشكل يخدم مصالح المتعلمين وعملية التعليم/ والتعلم(1) .
ولعل الاهتمام الواسع والكبير في مجال التعليم أصبح من الأساسيات التي يتم الاعتماد عليها في تقديم الخدمات المتنوعة للمتعلم المصري، ومع التطور والثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم سواءً في استخدام الوسائل والوسائط المعرفية، وتبادل المعلومات والاتصالات بين مختلف الثقافات والمجتمعات فأصبح من الضروري إدخال ذلك التطور لتسهيل عملية المتابعة ومواكبة التطورات لجعل التعلم أكثر قدرة على التأثير في المخرجات التعلمية لأفراد المجتمع، وجعلهم أكثر قدرة على المشاركة الفعالة والعملية لرقي وتقدم المجتمع الذي يعيشون فيه، وبالتالي التأثير الإيجابي على كل الجوانب الحياتية لأفراد المجتمع. ومن هنا جاءت الحاجة إلى التطوير المستمر للبرمجيات التعليمية كوسائط علمية وتعلمية بهدف الحصول على تعلم أكثر سرعة ودقة مسايرة للتدفق المعرفي وبما يتوافق مع مستوى المتعلم في تلقى المستحدثات التربوية... مع العمل على توحيد الجهود والطاقات المختلفة وتحقيق مبدأ التعاون والتكامل بين المؤسسات المختلفة ذات العلاقة على المستوى الإقليمي والعالمي.
وفي ظل الغايات العشر للهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030، تشهد المجتمعات تغييرات متسارعة في المجالات التربوية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وقد سمحت الرقمنة وتكنولوجيا المعلومات بإحداث هذه التغييرات، كما أدى كل ذلك إلى مجموعة من التحديات لصناع القرار التربوي، ومؤسسات التعليم المختلفة، من ناحية الضرورة إلى التركيز على أهمية تزويد الاتصالية التعليمية للمتعلمين، بما يلزمهم من كفايات تعليمية تعلمية ومعرفية للمهارات الحياتية الأساسية بصورة مترابطة ومتكاملة، تكفل مساهمتهم في بيئتهم التعليمية وحياتهم اليومية وأنشطتهم المستقبلية.
ويمثل التعليم والتعلم الذاتى المستمر الأساس فى بناء الفرد القادر على التعامل مع التكنولوجيا والرقمية الحديثة والتغييرات التى طرأت فى ظل مجتمع المعرفة، وأيضا تنمية قدراته ومعارفه ومهاراته بما يمكنه من التفاعل المباشر والمستمر مع البيئة المحيطة به.
ولقد شهد العقد الأخير من القرن الماضي وحتى الآن ثورة فى طرائق التعليم والتعلم سواء فى الفصول الدراسية أو خارجها، كما ظهرت مجموعة من المصطلحات الجديدة منها:
· التعليم الإلكتروني Electronic Education.
· التعليم الرقمى Digital Education.
· التعليم الافتراضى Virtual Education.
· التعلم الذاتى Self-learning.
· التعليم من خلال شبكة الإنترنت Internet based Education.
· التعليم على الخط On line Education.
· التعليم عن بعد Distance Education.
· التعلم عن بعد Distance Learning .
· التعلم مدى الحياة Life-long learning.
· التعلم المستمر Continuing Learning.
· مجتمع التعلم Learning Community.
وكل هذه المصطلحات تدور حول التعلم الذى يرتكز على المتعلم المستخدم لتكنولوجيا التعليم الحديثة أى التعلم عبر الإنترنت وغيرها، كما أن المتعلم هو الذى يأخذ المبادرة فى سبيل تعلمه، أي تعلمه مايريد ممارسته الحياتية بنجاح.
· إشكالية:
فى الوقت الحاضر توجد تحديات لمواجهة تحولات التعليم التقليدى إلى التعليم الإلكترونى على الخط وعن بعد، أو التعليم الافتراضى Virtual Education المبنى على التكنولوجيا الرقمية والمرئية الناتجة من تلاحم تكنولوجيات المعلومات والاتصالات المتقدمة ومن هذه التحديات:(2)
استخدام التكنولوجيات الحديثة فى عملية التعليم والتعلم بنسب وتطبيقات ملائمة.
- التنوع المتزايد فى العملية التعليمية، واحتياج المتعلمين إلى طرق جديدة لتعلمهم مدى حياتهم الوظيفية والمجتمعية.
- احتياج سياق عملية التعلم إلى العمل الفردى المستقل والتفاعل مع مادة التعلم، وأيضا العمل الجماعى مع الزملاء فى مواقعهم البعيدة المختلفة، وتفاعل المتعلم مع أشخاص آخرين أكثر خبرة ودراية فى مجال التعلم كالمعلمين والمدربين والمشرفين التعليميين.
- كما نتج عن ذلك تطور سريع فى أنواع التقنيات المستخدمة فى الاتصالات وفى تقديم مواد وبرامج تربوية لأعداد كبيرة من الدارسين من مختلف الأعمار.
ونتج عن تزايد أعداد المتعلمين أن أصبحت أماكن التعلم غير كافية، وليست قاصرة على المدرسة، وأصبحت قدرات المتعلم هى التى تحدد السن الذى يتعلم فيها الأشياء، كما زاد الطلب على خدمات التعليم والتدريب المستمر مدى الحياة، كما امتدت وتوسعت خدمات المدرسة لتصل إلى المنازل والمتعلمين إلكترونياً(3).
ويسهم استخدام التكنولوجيا فى التعليم فى تحقيق أهداف التعلم الذاتى Self-learning والتفاعلي، حيث تتضمن مساندة التعلم المستمر مدى الحياة للمتعلم والتنمية المهنية للمعلمين وتحقيق الكفاية العالية لعمليات التعلم، ويتمثل ذلك فى الآتى:
1. إمكانية تحسين تعلم المتعلمين حيث إنها تسهم فى تفصيل خبرات التعلم بوضوح.
2. تحقق أكبر تلبية لاحتياجاتهم وقدراتهم.
3. تزويدهم بمهارة الوصول إلى مصادر المواد والخبرات التعليمية المتوافرة خارج جدران المدرسة.
4. تدعم تقويم مدى تقدم المتعلمين بطريقة موثوق بها.
5. تدير وتوجه أنشطة التعلم والتدريس المختلفة.
6. جعل طرق التعلم الذاتى أكثر ارتباطا باحتياجات وقدرات المتعلمين من خلال تقديم فرص تعليمية لمن يحتاج وقتا أطول لإتقان مجال موضوع معين سواء داخل المدرسة أو خارجها.
7. إمكانية تهيئة بيئة تعلم لمجموعات كبيرة من المتعلمين.
8. تركز جهود المعلمين فى الإرشاد والتوجيه وتطوير فرص وبرامج تعلم جديدة للمتعلمين.
9. التمكن من تحقيق أهداف التعلم الذاتى بوضوح وفعالية وتحقيق التعلم مدى الحياة.
ولقد كشفت العديد من الدراسات العالمية والإقليمية أن التعليم والتعلم بالوسائط التكنولوجية يسهم فى زيادة فهم ورفع المستوى التحصيلى للمتعلم وثقافته، ويعالج كثيراً من المشكلات التعليمية، كما تزيد من معلومات المتعلم والاحتفاظ بها والقدرة على استخدامها فى مواقف الحياة العملية، والقدرة على التواصل مع الآخرين... ولذلك أصبح لتكنولوجيا الكمبيوتر والإنترنت والوسائط التعليمية الأخرى أهمية قصوى فى تدريس المناهج وموادها التعليمية وتحصيلها من جانب المتعلم ذاتياً، وإيجابية التعليم والتعلم الذاتى الفعال بما يحقق احتياجات المتعلم طبقاً لقدراته. وتنمية التفكير الناقد وإثارة اهتمام المتعلم وتنمية الثقافة المعلوماتية لديه، وتشجيع التفاعل بين المتعلمين، مما يساعد على الفهم والاستيعاب ، كما تستطيع التكنولوجيا تقدير إنجازات المتعلم بدقة وترشده نحو أنشطة التعلم المختلفة.
كما أن استخدام التكنولوجيا المتنامى فى المدارس يدعم ويساند إعادة هيكلية المدرسة ويسهم فى امتداد الوقت والدافعية للتعلم.
ولإدخال التكنولوجيا التعليمية فى المدارس تأتى أهمية تطوير البرمجيات التعليمية الضرورية فى الاستخدام، والتى تتمثل فى الآتى:
1. برمجيات التمارين والتدريب Drill and Practice التى تركز على احتياجات المتعلمين.
2. التدريبات التربوية لتحقيق أهداف المناهج الدراسية.
3. توافر المواد التعليمية والأدوات المرجعية مثل الأقراص المدمجة للمدرس والمتعلمين.
4. برمجيات الإدارة التعليمية التى تساند العاملين أوالإداريين فى المدارس لكى تساعد المتعلمين على اكتساب وعرض المهارات والمعرفة التى يحتاج إليها المجتمع (4).
ولقد توصل Kulik (5) إلى عدة استنتاجات حول برامج التعليم المبنى على الكمبيوتر أهمها:
1. يتعلم المتعلمين دروسهم أكثر فى الفصول الدراسية التى يدرسون فيها من خلال التعليم المبنى على الكمبيوتر.
2. يتعلم المتعلمين دروسهم فى وقت أقل.
3. يطور المتعلمين اتجاهات ومواقف أكثر إيجابية نحو الكمبيوتر عند تلقى مساعدة منها فى المدرسة.
وقد أكدت العديد من الدراسات أن المتعلمين يتعلمون ويحتفظون بما تعلموه أفضل عندما ينشغلون فى مهام تعلم موثوق منها، وفيها. وفى إطار الأداء المدرسى فإن المتعلم أو مجموعة المتعلمين الذين يؤدون مشروعات تتسم بالواقعية باستخدام أدوات وبرمجيات وقواعد بيانات الكمبيوتر والشبكات، فإن المتعلمين يقومون بتطوير مهاراتهم فى تعاون واتصال لحل المشكلات التعليمية التى تواجههم.
وتضيف دراسات أخرى حول استخدام التعلم المبنى على الكمبيوتر:
1. استيعاب أفضل للمعرفة المتاحة.
2. الاحتفاظ بالمعرفة التى تم الحصول عليها.
3. زيادة إثارة المتعلم نحو التعلم الذاتى.
4. الالتزام المتزايد بالمسئولية نحو التعلم.
5. الربط الجيد بالمهنة أو الوظيفة عند التخرج.
6. تعزيز دافعيه واحترام الذات.
7. إثارة التعاون بطريقة أفضل مع المتعلمين الذين يساعدون زملاءهم ومدرسيهم فى بعض الأحيان.
8. إعطاء المدرسين قوة دافعة إضافية للتدريس والتوجيه والإرشاد.
9. وفى إطار بيئات التعلم المبنية على التكنولوجيا المتقدمة من المتوقع أن يقوم المعلمون بأداء الوظائف التالية:
أ. خلق فرص تعلم ملائمة للمتعلمين.
ب. إعادة تقويم المتعلمين وتقدير مدى تقدمهم.
ج. ربط الأنشطة التعليمية المختلفة بالأهداف التعليمية فى المدرسة.
د. مساعدة المتعلمين فى الوصول للمواد التى يحتاجون إليها فى أداء مشروعاتهم وواجباتهم الدراسية.
وفي دراسة (ابو غريب 2010 )( 7 ) بعنوان دراسة ميدانية لاستخدام الكتب المدرسية بمرحلة التعليم الأساسي ، فقد قامت باستطلاع رأي كل من الموجهين والمعلمين نحو مدى استخدامهم للكتب المدرسية، بالإضافة لاستخدام بطاقة ملاحظة لأداء المعلم واستخدامه للكتاب المدرسي داخل قاعة الدرس،كما صممت أداة لفحص الكتاب المدرسي، وتوصلت الدراسة إلى أنه لوحظ أن معظم المعلمين لا يهتموا بالربط بين المادة التي يقومون بتدريسها والمواد الأخرى، وذلك لجميع المواد الدراسية (محل الدراسة)...وتفاوتت استخدامات الكتاب المدرسي داخل الفصل بنسبة بلغت ( 60% - 80%) لجميع المواد الدراسية.وبالنسبة لدليل المعلم فيستخدم فقط عند توافره، كما جاءت نتائج ملاحظة المعلم أثناء عمله، بوجود قصور في معظم المواد الدراسية في جميع بنود بطاقة الملاحظة.كطلب المعلم من طلابه الرجوع للمراجع ومصادر التعلم ، أو حل التمارين بالكتاب ،أو استخدام التقويم به. ولوحظ تعارض نتيجة استطلاع المعلم مع نتائج بطاقة الملاحظة، وأوصت الدراسة بوضع (سيناريوهات) متعددة، وبدائل من أجل زيادة فعالية استخدام الكتاب المدرسي. مع أهمية تنظيم المحتوى الدراسي للكتاب بحيث يأخذ شكلاً تفاعلياً مع المتعلم، مع توزيع نسخ إلكترونية على أقراص مدمجة فالكتاب المطبوع وحده لاينمى المهارات التعليمية.
ومن الدراسة السابقة يلاحظ عجز الكتاب المدرسي ـــ كمادة تعليمية ــــ من تحقيق التفاعلية المطلوبة للمتعلم والمعلم، مع محدودية جوانب المثيرات التي تدفع للاستخدام الأمثل للكتاب المطبوع، والتي ربما يمكن تلافي القصور به من خلال الكتب الإلكترونية التفاعلية.
وقد اتفقت العديد من الدراسات على أن برامج الكمبيوتر متعددة الوسائط تعمل على تجويد عملية التعلم وتقديم عروض أكثر تفاعلاً وتنسيقاً وتكاملاً بين عناصرها المتنوعة، وما تحدثه من تطور فى بيئة التعلم، مما يزيد من تذكر المتعلم للمعلومة والخبرة المقدمة.
ويؤكد كثير من التربويين على أن المتعلم يجب أن يذهب للمدرسة ليس من أجل اكتساب المعرفة Knowledge Acquisition كهدف أساسي في العصر الحالي ولكن من أجل اكتشافها وبنائها Knowledge Discovery and Construction وعليه يجب أن يقدم له فرص كيف يستمر متعلماً مدى الحياة، وأن وظيفة المعرفة التي يكتشفها ليست في اختزانها وإنما في تطبيقها في حل مشكلات العمل والإنتاج، ووفقاً لهذه الرؤية فإن الكتاب الدراسي بوضعه الراهن فاقد لمبررات وجوده... وتتبلور ضرورة البحث عن بدائل للكتاب المدرسي بشكله الراهن في مجموعة من المبررات التي تتعلق بوجود هذا الوطن مثل:
1. ضرورة تتعلق بالأمن القومي والوجود الحضاري لمسايرة التقدم الجاري في دول الجوار والعالم من تحديث للتعليم والاعتماد على التعليم الإلكتروني وتكنولوجيا الاتصال.
2. ضرورة تتعلق بشكل ودور المدرسة في المستقبل المنتظر حيث يتغير زمن ومكان التمدرس.
3. مبررات تتعلق بمشكلات الكتاب المدرسي بشكله الورقي الراهن.
4. مبررات تتعلق بالمعايير القومية الخاصة بالمنهج ونواتج التعلم حيث أن الكتاب المدرسي بوضعه الراهن لا يحقق متطلبات المعايير(8).
· ومن خلال ما سبق ، فمشكلة البحث تتحدد فيما يلي:
يلقى الكتاب المدرسي الورقي كثير من النقد، لما يعترضه من متطلبات طباعية، واحتياجات مادية مرتفعة التكاليف، إلى جانب الازدياد المتطرد في أعداد المتعلمين والمتزايد على مر السنين، إلى جانب الثقافة السائدة بين معظم المصريين في عدم استخدام مطبوعات الكتب المستعملة من قبل، فازدات التكلفة، وهذا ما يؤثر على الميزانية العامة للتعليم وبالتالي على الميزانية العامة للدولة.
وبالرغم من تواجد المحتوى التعليمي المقرر والإثرائي وهو مايلقى إهتماماً بالغاً من المتخصصين ، ولكن لإتاحة الفرص لفئات عريضة من المتعلمين لأغوار وأطراف المجتمع التي يصعب الوصول إليها بالخدمات التعليمية، مع الاحتياج إلى ما يوفر أيضاً من نفقات التعليم في أمور كثيرة، مع الاحتياج لتنظيم فعاليات العملية التعليمية، بما يشجيع على الإبداع، وتنشيط العقل والفكر التفاعلي للمتعلم للحصول على مهارات تعليمية/تعلمية ،وهو ما دفع البحث الحالي إلى محاولة إيجاد بديل للكتاب الورقي دفعاً بالمتعلم لاستخدام الاستراتيجيات التكنولوجية ووسائطها للحصول على نظم توفر التواصل المضمون والآمن للتعلم في أي وقت وأي مكان وفقاً لقدرات المتعلم ، مع توفير الامكانات التعلمية بأقل تكلفة، وبأسلوب مشوق وتفاعلي مما يزيد من قدرة المتعلم على الحصول على المحتوى العلمي التعليمي دون عناء وبشكل تكنولوجي مثير ومشوق ودافع للعملية التعليمية .
· وهنا التساؤل الأتي:
ما هي البنائية الإجرائية التطبيقية للكتاب المدرسي التفاعلي الرقمي كأحد متطلبات تطوير المواد التعليمية؟
ويتفرع الأسئلة الفرعية التالية:
1. ما أهمية تصميم الكتاب الإلكتروني لمتعلم المدرسة المصرية ؟
2. ماهي متطلبات تصميم الكتاب الإلكتروني التفاعلي؟
3. ما نوعية البرامج الإلكترونية المساهمة في تصميم الكتاب الإلكتروني ؟
4. ما أشكال الكتب الإلكترونية سابقة التنفيذ؟
5. ماهية الأساليب المستخدمة في تصميم الكتاب الإلكتروني؟
6. ماهي الإمكانات المتاحة لتصميم الكتاب الإلكتروني في مصر؟
7. ماهي أهم الحلول المقترحة لمشكلات البرامج التنفيذية لتحويل الكتاب الورقي إلى كتاباً إلكترونياً ؟
· أهمية البحث:
يتمثل أهمية هذا البحث في كونه يبين قيمة تصميم الكتاب الإلكتروني التفاعلي في التعليم الإلكتروني بواسطة النظم والبرامج المتنوعة، التي توفر الوقت والجهد والمادة على المتعلم والمعلم وتيسيسر تواجد المحتوى التعليمي المقرر والإثرائي،وإتاحة الفرص لفئات عريضة من المتعلمين لأغوار وأطراف المجتمع التي يصعب الوصول إليها بالخدمات التعليمية، ويوفر أيضاً من نفقات التعليم في أمور كثيرة، كما أنه ينظم فعالية العملية التعليمية، من مفاهيم، ومهارات تعليمية/تعلمية، كما أن الكتاب الإلكتروني التفاعلي يوفر التواصل المضمون للمتعلم في تناول المحتوى التعليمي محققاً الأهداف الإجرائية المرجوة من عمليات التعلم، في كل وقت وفي كل مكان، طالما توافرت الشروط لها، بما يضمن تحسين جودة التعليم الإلكتروني في العملية التربوية، وذلك لأمكانية تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم من خلال:
1. وصول محتوي المقررات التدريسية لكل المتعلمين.
2. تحقيق التفاعلية من خلال تنوع المثيرات.
3. تنوع الأنشطة المقررة والإثرائية.
4. تنوع الوسائط التعليمية.
5. تعدد وسائل التقويم.
· أهداف البحث: يهدف البحث إلى:
1. توضيح أهمية تصميم الكتاب الإلكتروني لمتعلم المدرسة المصرية.
2. تحديد متطلبات تصميم الكتاب الإلكتروني التفاعلي.
3. التعرف على بعض الأساليب المستخدمة في تصميم الكتاب الإلكتروني.
4. ماهي الإمكانات المتاحة لتصميم الكتاب الإلكتروني في مصر...
5. عرض بعض نماذج الكتب الإلكترونية التفاعلية.
· منهجية البحث:
أستخدم هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي الذي يهتم بوصف الظاهرة المدروسة وصفا كيفياً كما هو حالها في الواقع... كما استخدم المنهج التجريبي التطبيقي للبناء البرنامجي للكتاب الإلكتروني التفاعلي.
· إجراءات البحث:
1. مراجعة الأدبيات والمراجع ذات الصلة بموضوع البحث.
2. الإطلاع على البحوث والدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع البحث.
3. الدراسة النظرية للتعلم الذاتى من خلال استعراض الكتاب الإلكتروني في التعليم بمساعدة الكمبيوتر، والوسائط المتعددة.
4. الكتاب الإلكتروني وماهيته وشروطه والأسس والمبادئ التى يقوم عليها.
5. تحديد الموضوعات التى سوف يتم تناولها فى برمجية الكتاب الإلكتروني التحويلي.
6. التصميم النصي Script ،وسيناريوScreenplay الكتاب الإلكتروني "التحويلي" وبناؤه وأساليب تنفيذه.
7. عرض البرنامج/ الكتاب الإلكتروني "التحويلي" على الخبراء والمحكمين لإجازته تربوياً وفنياً.
8. رصد النتائج وإجراء المعالجة الإحصائية لنتائج التجربة العملية.
9. عرض النتائج والتوصيات.
حدود البحث:
تحدد البحث باستخدام أحد الفصول الممثلة للكتاب الورقي للتصميم التحويلي لكتاب (جماليات في الفنون / رؤية إبداعية للتربية الفنية لمدارس المتفوقين بالمرحلة الثانوية في العلوم والتكنولوجيا) إلى كتاب إلكترونى I-Book(كنموذج مقترح للتشغيل المصاحب لتعميم جهاز التابلت التعليمي).
1. بالنسبة لبرمجية الكتاب الإلكترونى I-Book فقد تحدد عمل نموذج يمكن إحتزائه على:
2. نموذج كتاب إلكتروني بنظام ( Pdf)
3. نموذج كتاب إلكتروني بنظام برنامج فلاش (CS6 & Flash Pro CS5).
4. استخدام برمجيات مقترحة لتصميم الكتاب الإلكترونى I-Boo، من خلال نموذجين أخرين:
5. نموذج كتاب إلكتروني بنظام ( PowerPoint 2010)
6. نموذج كتاب إلكتروني بنظام (موقع إلكتروني).
الإطار المفاهيمي
طرحت قضايا كثيرة لاستخدام الكمبيوتر والتابلت التعليمي في العمليات التعليمية التعلمية سوف يستخدمه الطلاب للعب إلى جانب التكلفة الباهظة التي تكبد الوطن ما لايطيق، وسوف يزيد من عزلتهم، كما سيزيد من حجم البطالة على الرغم من أنه ـــــ أى الكمبيوترــــــ لا يلغى فرص العمل، لأنه سيغير من طبيعة الأعمال، كما سيساعد على ظهور فرص عمل من نوع آخر تحتاج نوعاً جديداً من التدريب والمهارة فى استخدام التكنولوجيا الحديثة، وأصبحت المشكلة تكمن فى موقف العمالة من التحديث، وتدبير احتياجاتهم للتعامل مع هذه التقنية، والتكيف "التأقلم" الإيجابى مع البيئة ومستحدثاتها العلمية العالمية وبناء علاقة شراكة من خلالها مع الدول.
ونتج عن هذه الثورة العديد من التغيرات المتلاحقة فى المجالات المختلفة ومنها المجال التربوى، وأصبح للعلم مكانة خاصة - فالفكر القديم لا يحل التحديات الجديدة - فى صدارة التطور التربوى، وذلك نتيجة التحديات التالية :
· التدفق المعرفى : الذى جعل هناك ضرورة ملحة فى مسايرة هذا التدفق، وإعداد الطلاب لاستيعاب الجديد فى المعرفة فى أقل وقت وأعلى قدرة وجودة.
· مشكلات العصر : كالانفجار السكانى وتكدس الفصول بالطلاب التى جعلت الحاجة ملحة لتفريد التعليم مراعاة للفروق الفردية بينهم بما يتمشى وقدراتهم العقلية والمهارية والاجتماعية.
· الاحتياجات البيئية المستقبلية : التى فرضت على التربية وخاصة التربية الفنية، أن تساير العصر لما لها من قدرة على تنمية التخيل والتدريب "والحدس" وهو التوقع المستقبلى المبنى على الخبرة التجريبية والذكاء الإنسانى، وتنمية الابتكار فى عالم دائم الابتكار.
· التكنولوجيا المعاصرة : التى تعد من أهم أدوات العصر المساهمة والمساعدة على العمل والإنتاج والابتكار، والتى فرضت نفسها نتيجة التطورات المتلاحقة للعلم، كاستخدام الذكاء الاصطناعى محاولة لمحاكاة "الحدس" من خلال الاستعانة بالمعالجة المرمزة للمعلومات، مما جعل التكنولوجيا تفرض نفسها على مجال التعليم والتعلم، لذا وجبت مواجهتها والاستفادة بأقصى حد منها وخاصة في مجال الأنشطة المتنوعة "كالتربية الفنية".
· برامج بنائيات الكتاب الإلكتروني الرقمي التفاعلي:
تتمثل برامج بنائيات الكتاب الإلكتروني الرقمي التفاعلي في تحقيق جوانب البناء من أجهزة ومعدات وبرامج لتحويل المواد التعليمية من ورقية ،إلى كتب تتيح التعلم الذاتي مستخدمة أساليب ونظم الرقمنة الحديثة ثلاثي ورباعي الأبعاد(شكل التالي) التي توضح مفاهيمها فيما يلي:
1. الكمبيوتر في التعليم:
إذا كان من أهم أهداف التربية هو تعليم الفرد كيف يتعلم؟ وكيف يفكر بطريقة منطقية؟ ، لذا وجب تحفيزه على القيام بأنشطة تعليمية يكتسب من خلالها مهارات الخلق والإبداع وحل المشكلات ويعد تحقيق هذا الهدف مشكلة لها جانبان:
· الأول: هو الجانب المعرفي الخاص بإعداد الأنشطة التعليمية التي تحقق مستويات معرفية عليا.
· والثاني: هو الجانب الانفعالي والخاص بإثارة دافعية المتعلم بهذه الأنشطة التعليمية للحصول على المهارات الحياتية المتنوعة، من خلال استخدام الكمبيوتر كوسيط تعليمي لوضع حلول للمشكلات الأنية.
وأصبح التعليم باستخدام الكمبيوتر أحد الأساليب الهامة للتعلم الذاتي النشط، وهو نوع من العمل يقوم على التعلم البرنامجي وبذلك يمثل نوعاً من أنواع التعلم الذاتي(9).
وبظهور أجهزة الميكروكمبيوتر التي تجمع بين كفاءة الأداء ورخص التكاليف وسهولة التشغيل وصغر الحجم. فهو يوفر بيئات تعليمية تفاعلية تتيح للمتعلم الخبرات التي لا يمكن أن تحدث في الواقع كما يساعدهم على تصور وتخيل المفاهيم صعبة الفهم وبذلك يستطيع أن يمد المتعلم بخبرات جديدة مناسبة تسمح لهم بالابتكار والاكتشاف (10) .
2. البرنامج (Program):
يعتبر البرنامج هو أحد الطرائق المستخدمة في التدريس والمعروف (بالتعليم البرنامجي)، وله أسلوبين:
1. الأول:البرمجية الخطية.
2. الثاني: البرمجية المتفرعة (المتشعبة).
وتحتوي البرامج على خطة تعليمية منهجية تشتمل على مجموعة من الوحدات المقترحة لتحقيق أهداف معينة، وتمهد كل وحدة للوحدة التي تليها، ويتضمن البرنامج التخطيط للأهداف والمحتوى والأنشطة والوسائل وأدوات التقييم.
ويتخلل البرنامج مجموعة منظمة من الأنشطة أو العروض أومخططات لتطبيق مشروع أو سياسة معينة، كما يحتوي على مجموعة من الألعاب والممارسات العملية التفاعلية التي يقوم بها المتعلم لتزويده بالخبرات والمعلومات والمفاهيم والاتجاهات التي من شأنها تدريبه على أساليب التفكير السليمة وحل المشكلات التي تدفعه للبحث والاستقصاء والاستكشاف.
ومن هنا يمكن تعريف البرنامج على أنه مجموعة من التعليمات والأوامر المتسلسلة التي توجه الكمبيوتر للقيام بالعمل المطلوب وتنفيذ ما يحتاجه المستخدم(11).
والبرنامج الكمبيوترى(Computerize Program) (12): ما هو إلا سلسلة من التعليمات الصحيحة فى تسلسل سليم ويحتوى على سلسلة من التعليمات التى تخبر المتعلمين خطوة خطوة عما يجب أن يفعلوه بالضبط.
وتستخدم (البرمجية) لغات رقمية خاصة بالكمبيوتر تشبه الشفرة، لتشغيل عناصر البرنامج من وسائط متعددة Multimedia وهي( محتوى الصوت والصورة والرسوم المتحركة و الموسيقى والأفلام)...
3. البرمجية:
ومما سبق فالبرمجية هي مجموعة منظمة للأنشطة والعروض والوسائط المتعددة، وعبارة عن جدول مخطط لتطبيق مشروع رقمي أو سياسة إلكترونية معينة،تهدف متعلم ونشاطه التفاعلي وتزويده بالخبرات والمعلومات والمفاهيم والاتجاهات التي من شأنها تدريبه على أساليب التفكير السليم، وحل المشكلات التي تدفعه للبحث والاستكشاف والاستقصاء، تحقيقاً للأهداف المخطط لها من خلال المحتوى والأنشطة الوسائل والاستجابة لأدوات التقييم .
4. الوسائط المتعددة (Multimedia):
هى مزيج من الصوت والصورة والرسوم المتحركة وأفلام الحركة مع البيانات، كما يستطاع سماع الموسيقى وتسجيلها وسماع الأصوات أيضاً. كما يمكن مشاهدة الأفلام والرسوم المتحركة ولقطات الفيديو بشرط تركيب الأجهزة والبرامج التى تجعل من الممكن سماع وتسجيل ومشاهدة الصوت والرسوم والأفلام ( 13).
5. الكتاب المدرسي:
عرف(المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية 2006 )(14) الكتاب المدرسي على أنه ترجمة لأهداف المنهج الدراسي المأمول إلى خطط ومسارات ومحتوى ليمثل صورة المنهج المدوَن بشكل مطبوع أو بشكل إلكتروني، ويستحث المتعلمين على استقصاء المعرفة والبحث فيها، وتمثلها Assimilation في بنيتهم المعرفية والبناء عليها لتصبح صورة المنهج الدراسي المنفذ والمكتسب.
إن دور الكتب المدرسية لا يقتصر على نقل المعرفة التي من المتوقع أن يتعلمها المتعلمين، ولكنها أيضا تقوم بتنظيم وبلورة ونشر مختارات من المعرفة الثقافية الخاصة بالمجتمع، وهي تقوم في حالة العلوم الإنسانية والاجتماعية على الأخص ببث رؤية معينة عن التراث الثقافي للأمة وكذلك ثقافتها المعاصرة.
6. الكتاب الإلكتروني التفاعلي ( ( I-Book:Interactive Electronic Book :
تعددت تعريفات الكتاب الإلكتروني في الأوساط التعليمية، وهو أحد الفلسفات والمداخل التدريسية Instructional Philosophies & Approaches ، وعرف على أنه مصطلح يستخدم لوصف نص Text مشابه للكتاب ولكن في شكل رقمي ويمكن عرضه على شاشة الكمبيوتر، والكتب المنشورة في شكل رقمي غير محددة بضوابط الطباعة والتجليد، وذلك لأن الأقراص المدمجة يمكن أن تخزن كميات ضخمة من البيانات والمعلومات في شكل نصي، والتي تصل تكاليف استنساخ القرص الضوئي أقل بكثير من تكاليف الطباعة والتجليد للكتاب الورقي التقليدي، ومن الضروري وجود التجهيزات الألية المناسبة لقراءة الكتاب الإلكتروني وهذه التجهيزات متوافرة بأسعار مناسبة(15 ،16).
ويعرف البحث الحالي "الكتاب الإلكتروني التفاعلي I-Book " بأنه مجموعة من النصوص Texts العلمية لمحتوى تعليمي مناظر أو مشابه للكتاب الورقي، ولكنه ينتج في شكل رقمي مستخدماَ تقنيات تعليمية، ليعرض على شاشة الكمبيوتر أو التابلت أو الأيفون أو الأيباد ، ويمكن تخزين الكتاب الإلكتروني الرقمي Digital على أقراص مدمجة أو الفلاشات بما لها من أمكانات كبيرة لتخزين مثل هذه الكتب في شكلها الرقمي ويمكن نشرها على شبكة الإنترنت ــــ ويمكن طباعتها ــــ وما تحويه من وسائط متعددة من (فيديو وصور ورسوم متحركة أو تعبيرية أو جرافيكية، وأصوات وموسيقى، وتأثيرات مرئية ومسموعة، ونصوص منطوقة ومقروءة "متحركة/ثابته"،...)، بما تسمح ببيئة تفاعلية للمتعلم...
7. التفاعلية Interactive :
هي إيجابية المتعلم حتى تصدر أفعاله وحركاته عن دافع ذاتي، والفعالية هي التي يوصف بها فعل معين، وهي تعكس استخدام أكثر الوسائل قدرة على تحقيق هدف محدد، وتحدد عن طريقها العلاقات بين الوسائل المتعددة والأهداف وفقاً لترتيب أولوياتها، كما تعرف الفعالية بأنها مدى إيجابية المتعلم ومدى اكتسابه المعارف والقيم والمهارات.
وتعتمد العمليات الاتصالية وخاصة التعليمية على عنصر الفعالية بين المتعلم والمحتوى التعليمي ، وب�