موقع الدكتور الشارف لطروش/ جامعة مستغانم/ الجزائر

يهتم هذا الموقع بالفكر والعلوم الإنسانية

البعد الإسلامي في الثورة الجزائرية الكبرى

مقدمة

ثار الشعب الجزائري منذ الأيام الأولى للاحتلال الفرنسي للجزائر الذي ابتدأ في جويلية 1830م، وكان العلماء ورجال الزوايا وأتباعهم، والزعماء الدينيون في طليعة المجاهدين ومقدمة الثائرين.

ولا بأس أن نذكر بعضا من تلك الثورات قبل الحديث عن ثورة الفاتح نوفمبر من عام 1954م:

1 ـ ثورة الأمير عبد القادر الذي جاهد ما يقرب من سبع عشرة سنة(1832 ـ 1847م)،وهو ابن زاوية من أتباع الطريقة القادرية.

2 ـ مقاومة أحمد باي  من 1837 إلى 1848  التي شملت منطقة قسنطينة وهورجل تربى على حب الدين والوطن.

3 ـ ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة، من 1845 إلى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري.

4 ـ ثورة الزعاطشة، من 1848 إلى 1849 بالزعاطشة (بسكرة) والأوراس. ومن أهم قادتها بوزيان (بو عمار).

5 ـ مقاومة الأغواط وتقرت من 1852 إلى 1854 تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان.

6 ـ ثورة القبائل من 1851 إلى 1857 بقيادة لالة فاطمة نسومر ابنة مقدم الزاوية الرحمانية وتولت شؤون الزاوية بقرية ورجة، والشريف بوبغلة الذي انطلق من منطقة العذاورة بولاية المدية.

7 ـ ثورة أولاد سيدي الشيخ من 1864 إلى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري، سور الغزلان والعذاورة وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة، أحمد بن حمزة، سي لتعلي.

8 ـ مقاومة الشيخ المقراني من 1871 إلى 1872 بكل من برج بوعريريج، مجانة، سطيف، تيزي وزو، ذراع الميزان، باتنة، سور الغزلان، العذاورة ،الحضنة.

9 ـ مقاومة الشيخ بوعمامة 1881-1883 ،وشملت عين الصفراء، تيارت، سعيدة، عين صالح.

10 ـ مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت، الهقار، جانت، ميزاب ،  ورقلة، بقيادة الشيخ أمود.

البعد الإسلامي في الثورة الجزائرية الكبرى

لا يخفى على أحد أن الثورة التحريرية الكبرى المباركة ثورة إسلامية الروح، فجرها وحماها المخلصون للدين والوطن، وحب الوطن من الإيمان، وكان أغلب قادتها ومسؤوليها قد تربوا في مدرسة الكشافة الإسلامية الجزائرية التي كان شعارها الأول والأخير: ( الإسلام ديننا، والعربية لغتنا، والجزائر وطننا)، ومن هؤلاء المجاهدين الذين تكونوا في الكشافة الجزائرءة نذكر : باجي مختار-ديدوش مراد- سويداني بوجمعة-احمد زهانة-زيغود يوسف-كيلاني الارقط-علي بن مستور-العربي بن مهيدي-عواطي مصطفى-حسيبة بن بوعلي-مريم باج-محمد بوقرة-عبد الحق قويسم وغيرهم كثير.وإن معظم هؤلاء نالوا الشهادة في معارك الشرف.

ومن الشواهد على البعد الديني الإسلامي للثورة ما يأتي:

1 ـ اختيار الثورة تسمية المجاهد لكل ثائر بدلا من المناضل والرفيق الشائعة في القاموس العالمي للثورات آنذاك.

2 ـ في تقسيم المجاهدين حسب وظائفهم الميدانية اختاروا  الأسماء الآتية : الفدائي والمسبّل والجندي، وهي تسميات مقتبسة من المعجم العربي الإسلامي، المسبّل هو جندي احتياطي يرتدي لباسا مدنيا.

3 ـ اختار المجاهدون يوم الإثنين على الساعة صفر من أول نوفمبر 1954م، لتفجير الثورة للرمزية الإسلامية التي يحملها هذا اليوم وهو مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فكان التيمن به.

4 ـ جاء في بيان أول نوفمبر ما يلي : ولكي نبيّن بوضوح هدفنا فإنّنا نسطر فيما يلي الخطوط العريضة لبرنامجنا السياسي: الهدف: الاستقلال الوطني بواسطة إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية.

5 ـ كانت كلمة " الله أكبر" مرافقة لكل العمليات العسكرية، بل إن  كلمة السرّ في عمليات ليلة أول نوفمبر في جميع أنحاء الوطن تضمنت الله أكبر، خالد عقبة، وفي هذا إشارة ودلالة على الروح الإسلامية للثورة.

6 ـ جاء في المحور الثالث من تصريح الوفد الجزائرء المفاوض في مفاوضات إيفيان بفرنسا يوم 19 مارس 1962م، لوكالة الأنباء الجزائرية(aps )  بعنوان الوصاياه الخالدة للمستقبل وللأجيال القادمة ما يلي : (الواجبات الوطنية المستقبلية من الأجيال هي: إجلال الشعب الجزائري البطل على الدوام، تقديس الشهداء الميامين، الوفاء للمبادئ والتضحيات، تخليد "الإثنين" في الذاكرة الجماعية كيوم معلمي، كانت فيه بداية اندلاع الثورة في الأول من نوفمبر 1954م، وكانت فيه بداية الانتصار والاستقلال في 19 مارس، وكان فيه ميلاد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يوم خالد بمنطق الدين والوطن).

7 ـ جاء في خطاب رئيس الحكومة الجزائرية المؤقتة عشية 19 مارس 1962م بمناسبة اتفاق وقف إطلاق النار بين المجاهدين وقوات الاحتلال الفرنسي التأديد على: ( وحدة الشعب الجزائري ، وإن الوحدة الوطنية للشعب الجزائري تدعم حضارته العربية الإسلامية التي انصهرت في المعركة من أجل الاستقلال).

8 ـ كانت محاكم الثورة الجزائرية تصدر الأحكام وفق مبادئ الشريعة الإسلامية.

9 ـ الصحيفة الناطقة باسم الثورة الجزائرية سميت " المجاهد"

10 ـ كان المتطوعون للمشاركة في الثورة الجزائرية بوازع ديني، وبحثا عن الشهادة في سبيل الله.

11 ـقامت الثورة الجزائرية على مبدأ الأخوة والتضامن، ومن أبرز أمثلة التضامن معارك 20أوت1955م التي انطلقت من مناطق عسكرية بهدف فك الحصار عن مجاهدي المنطقة الأولى.

12 ـ كان من أهداف معارك 20 أوت 1955م التضامن الإسلامي الأخوي وبالدم مع الشعب المغربي الشقيق في ذكرى نفي الملك محمد الخامس في 1953م إلى مدغشقر. ورد الجميل للملك على تعاطفه وتضامنه مع الثورة الجزائرية، وهو دليل قاطع على تلاحم الثورة مع محيطها ومع الشعوب الإسلامية الشقيقة ومبادئ حسن الجوار.

13 ـ التزام الثورة بمبادئ الشورى والقيادة الجماعية

14 ـ الأخلاق الإسلامية مبدأ من مبادئ الثورة يبنها الأمر الصادر في بداية الثورة الآتي :( يجب العمل منذ اليوم الأول للثورة على احترام الأطفال والنساء والشيوخ من المدنيين، يجب أن لا يكون عملنا ضربا من اليأس أو تعبيرا عنه بل يجب أن يكون عملا واعيا وعقلانيا ومنظما، فقد تؤدي أقل خطوة خاطئة إلى تدمير البناء الثوري الذي تم إنجازه بعد صبر طويل وبجهود جبارة وتضحيات كبيرة).

المصدر: د.الشارف لطروش
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 3597 مشاهدة
نشرت فى 27 مايو 2011 بواسطة mouloud

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

97,662