مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

عود نفسك على الحياة الاستقلالية ، ج5 من محاضرة للدكتور احمد مصطفى شلبي في جمعية نور البصيرة
نظم أغراضك تنتظم لك الحياة ، ج4 من محاضرة للدكتور أحمد مصطفى شلبي في جمعية نور البصيرة
أنا مختلف لكني لست أقل ويمكن أن أكون أفضل ، ج3 من محاضرة للدكتور أحمد شلبي بجمعية نور البصيرة
الإعاقة ليست إصابة داخلية بقدر ما هي صناعة أسرية ومجتمعية ، ج2 من محاضرة للدكتور أحمد شلبي بجمعية نور البصيرة
محاضرة د أحمد شلبي في الاحتفال بيوم العصا البيضاء بجمعية نور البصيرة ج1
في اليوم العالمي للصحة النفسية .. الصحة النفسية مجالاتها وحاجتنا إليها
نحو مدرسة ممتعة
كيف تعد الأسرة والطالب للعام الدراسي الجديد من لقاء للدكتور أحمد شلبي مع المذيعة القديرة سماح عيسى
في ذكرى المولد النبوي؛ سورة الضحى ونمط متفرد في التدعيم والتوجيه والتأثير النفسي
إلى أي مدى يمكن أن تحقق المشاركة والتفاعل استمتاعا أكثر بالحياة؟ ؛ لقاء للدكتور أحمد مصطفى شلبي

نشير في البداية إلى أننا حين نتحدث عن المصطلحات أو الألفاظ الشائعة الاستخدام في مجال التعامل مع المكفوفين وأصحاب الظروف الخاصة عموما ، وحين نطرح العديد من التصورات والأفكار  للحوار والنقاش فإننا لا نفعل هذا  من قبيل الترف الفكري أو الجدال النظري وإنما نقوم بذلك لاعتبارات عديدة، منها:

<!--أن التعبيرات والألفاظ في مجال أصحاب الظروف الخاصة ليست مجرد معاني وألفاظ نتفوه أو نلقي بها وفقط، وإنما تحمل نوعين من التأثيرات على نفسية صاحب الظروف الخاصة وعلى أسرته، ومن ذلك:

<!--تأثيرات محبطة مؤلمة عندما تستخدم ألفاظا مثل: العاجز أو التعبان أو المشوه...الخ، فأنت باستخدامك لمثل هذه الألفاظ تزيد من جرح المجروح ، وضع نفسك  مكان صاحب الإعاقة أو أسرته : هل تقبل أن يقول عنك أحد أو عن أحد أفراد أسرتك العاجز أو المشوه أو الغلبان...الخ.

<!-- وقد تحمل هذه الألفاظ وما يقف وراءها من مفاهيم أو تصورات أوصافا مشجعة مثل أهل الإرادة أصحاب الهمة ذوو القدرات الخاصة ...إلخ ، فأنت باستخدامك لمثل هذه الألفاظ تشجعهم وتشد من أزرهم أو على أقل تقدير لن تحبطهم أو تحزنهم.

وإذن فاستخدام الألفاظ والمفاهيم  في هذا المجال يختلف عن غيره لأنها  تخرج محملة بشحنة وجدانية وانفعالية تؤثر على صاحب الظروف الخاصة وعلى أسرته.

 

<!--ولا تظن أننا في هذا المجال أو في غيره نستطيع أن نفصل اللفظ أو المسمى عما يقف وراءه من مضمون أو تصور (فذكر الشيئ فرع عن تصوره) واللغة وعاء الفكر ولا استطيع أن أفصل الوعاء عما بداخله من مضامين، وإذن فالألفاظ التي نستخدمها تحمل مفهومنا وتصورنا عن أصحاب الظروف الخاصة كما يحدث ذلك  في أي مجال آخر.

 

<!--إن هذا المفهوم  الموجود في الذهن لن يبقى في الفراغ وإنما ستنتج عنه سلوكيات وتصرفات فإن كان المفهوم صحيحا ستصدر عنه سلوكيات وتصرفات صحيحة، وإن كان المفهوم خاطئا ستنتج عنه سلوكيات خاطئة حتى وإن كانت النية حسنة.
فنحن نشهد أن الناس بصفة عامة يحبون ويسعون إلى تقديم العون للمكفوفين ولأصحاب الظروف الخاصة لكن أحيانا يسيئ بعضهم من حيث أراد أن يحسن ، وأضرب مثالا بسيطا يوضح ذلك: في إحدى المدارس التي يدمج فيها أصحاب الظروف الخاصة مع غيرهم من التلاميذ الآخرين، رأى أحد المعلمين كفيفا واقفا وزميله المبصر جالس على المقعد فتضايق المعلم وقال للمبصر وهو غاضب: (قم يا ولد واترك العاجز يجلس) هذا التصرف رغم دوافعه المشكورة من المعلم إلا أنه يظهر فكرة المعلم عن الكفيف وتصوره له بأنه إنسان عاجز يستحق المساعدة، وقد صدر عن هذا التصور تصرف غير منطقي وهو أمر المعلم للمبصر بالوقوف ليجلس الأعمى رغم أن الأخير  ليس مصابا في ساقه ويستطيع الوقوف كزميله المبصر سواء بسواء، وليت الأمر وقف عند ذلك إلا أننا نلحظ أن المعلم قد  صدر هذا التصور للتلميذ المبصر وللتلميذ الأعمى نفسه.
ولا شك أن هذا التصور يقوض رأسا على عقب فكرة الدمج التي يسعى العاملون في التربية الخاصة إلى تطبيقه في المدارس بغية تعميمه وتطبيقه في المجتمع كله: إذ أن الدمج ينطلق أساسا من مفاهيم المساواة وتكافؤ الفرص وعدم انعزال صاحب الظروف الخاصة وغيرها من المفاهيم التي من الضروري ترسيخها في هذا المجال.

 

<!--ولعلك حين تحضر بعض المؤتمرات والفاعليات وتطلع على معظم البحوث والدراسات في مجال أصحاب الاحتياجات الخاصة تلحظ عشوائية في استخدام المصطلحات وعدم وضوح في التعامل مع المفاهيم : فيبدأ الباحث في استعراض العديد من المصطلحات ويمضي في بحثه وينتهي دون أن يحدد المصطلح الذي استقر عليه ولا المفهوم الذي اقتنع به بل أنه قد يستخدم أكثر من مصطلح للدلالة على معنى واحد وهو ما لا يقره علماء اللغة فضلا عن الباحثين في هذا المجال.

 

<!--وأيضا فإننا مقتنعون أن المفاهيم هي بمثابة القواعد للمبنى وأنه بغير أن تبنى القواعد وتستقر فلا يمكن للمبنى أن ينهض على أسس سليمة، وينطلق إلى المستويات الأعلى، ونفس الأمر في مجال الاحتياجات الخاصة لا يمكن أن نرتقي إلى خطوات متقدمة دون أن ننطلق من مفاهيم واضحة وراسخة ومستقرة حتى يبدء الباحثون من حيث انتهى الآخرون وليس من حيث بدأوا،  كما هو حادث الآن.

 

 

 

لعلي قد وفقت - من خلال هذا التمهيد وهذه الأمثلة البسيطة- إلى أن ألفت الانتباه إلى الأهمية التي يحتلها استخدام المفاهيم والمصطلحات في مجال المكفوفين وأصحاب الظروف الخاصة، وهو ما يدفعنا إلى ضرورة الوقوف على المفاهيم والتصورات الخاطئة التي تشيع في هذا المجال فنتجنب استخدامها، و تعرف الألفاظ والمفاهيم الصحيحة واستخدامها، وهو ما سنطرحه للحوار والنقاش بين يديك في المقالات التالية.

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 179 مشاهدة

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

364,113