authentication required


                  
يؤثر تقديرك لذاتك في أسلوب حياتك، وطريقة تفكيرك، وفي عملك، وفي مشاعرك نحو الآخرين، وفي نجاحك وإنجاز أهدافك في الحياة ، فمع احترامك وتقديرك لذاتك تزداد الفاعلية والإنتاجية، فلا تجعل إخفاقات الماضي تؤثر عليك فتقودك للوراء أو تقيدك عن السير قدما، أنس عثرات الماضي وأجعل ماضيك سراج يمدك بالتجارب والخبرة في كيفية التعامل مع القضايا والأحداث، إذ يعتمد مستوى تقديرك لذاتك على تجاربك الفردية . وهذه بعض الطرق الفعالة والتي تساعدنا على بناء أنفسنا إذا نحن استخدمناها.
ومن المهم أن نعرف أننا نستطيع أن نختار الطريق الذي نشعر معه بالثقة ونستطيع من خلاله أن نعبر عن ذاتنا والذي بُنيته وأسه مشاعرنا. لمن أراد أن يحسن صورته الذاتية أن يكون مدرك لوضعه الحالي وعلاقته بنفسه ورؤيته لنفسه، فأجعل لك عادة وهي الملاحظة المنتظمة مع نفسك وأنظر كيف تنظر إليها دائماً من وقت لآخر. فالأشخاص الذين يزدرون أنفسهم عليهم أن يتعهدوا أنفسهم من وقت لآخر وأن يغيروا نظرتهم السودائية نحو أنفسهم، وهنا يتحتم عليهم أن يتزودوا بالعلم والمهارة اللازمة ليتقدموا إلى الأمام. فمعظم الأشخاص من غير شعور يتبعون المخطوطات التي كتبت في عهد الطفولة بدون تحليل أو تحدي. إن أرادوا التغير عليهم أن يمزقوا هذه الموروثات السلبية، ويزيلوا ما علق في أذهانهم من ترسبات الطفولة والتي تؤسس عدم احترام النفس واستحقار الذات، لا بد من إظهار التحدي لهذه الأساطير المورثة التي مجدت الخوف، وعظمت الآخرين لدرجة استحقارالذات وجعلتنا سلبيين منزوعي الإرادة.
لا بد أن نضع هناك خطوط زمنية في حياتنا، ونقاط انتقالية معروفة، وعلامات واضحة لتقييم مسيرتنا في تطوير ذواتنا، عند هذه النقاط نلحظ هل نحن إيجابيين أم سلبيين، هذه المعلومات التي نتلقفها ونحملها بين جوانح أنفسنا هل تعطينا تصور واضح عن حقيقة أنفسنا، إن المأساة الحقيقة للذين يزدرون أنفسهم هو جهلهم بحقيقة أنفسهم، فهم لا يعرفون قدراتهم، ولا يدركون أبعاد إمكانياتهم. وكثير من هؤلاء من يصاب بالذهول والدهشة عند حصول بعض المعرفة عن نفسه وعن الإمكانيات والقدرات التي يملكها. إننا لا بد أن نحاول اكتشاف أنفسنا ونعرف حقيقتها حتى نحكم عليها فكما قيل الحكم على الشيء فرع عن تصوره، فإذا جهلنا أنفسنا فلا بد أن تكون أحكامنا على ذواتنا خاطئة، وتصرفاتنا وسلوكنا مع أنفسنا غير صائبة وهنا يكون الظلم لهذه النفس التي هي أمانة عندك.
اكتب ما تريد تحقيقه ،وضع الأهداف لتحقيق ما دونت ، واجعل هنا وقت كاف لتحقيق هذه الأهداف ، وهنا ملحظ ضروري لابد من ذكره وهو الحذر من التثبيط واليأس عند الإخفاق في محاولة تحقيق الأهداف ، فلا شك إن الإنجازات الرائعة سبقها اخفقات عديدة ، فقط استمر لتحقيق هدفك مع معاودة الكرة عند حدوث الفشل ،استعن بالله ولا تعجز ، فالعجز والخور ليست من صفات النفوس الأبية ذات الهمم العالية . المراجعة المستمرة للوسائل المستخدمة لتحقيق هذا الأهداف ، فهل هذه الوسائل مناسبة وملائمة لإنجاز الهدف ؟ أعد مراجعة أهدافك من فترة إلى أخرى لترى هل حقاً يمكن إنجازها ، أما أنها غير منطقية وغير واقعية ، أو لا يمكن تحقيقها في الوقت الحاضر فترجى إلى وقت لاحق ، يمكنك عرض أهدافك على أحد المقربين لديك والذي تثق في مصداقيته وعلميته فتطلب منه المشاركة في كيفية تحقيق هذه الأهداف ، الاستفادة من تجارب الآخرين توفر لك الوقت والجهد . وهنا لا تنس أن تكافئ نفسك عند تحقيق هدف معين ، وأكبر مكافئة تمنحها لنفسك هي الثقة بأنك قادر على الإنجاز وتحقيق أشياء جيدة ، أجعل تحقيق هذا الهدف يزيدك ثقة بنفسك .
اكتشف اللحظات الإيجابية ، اقض بعض الوقت مع نفسك في التركيز فيما لديك وفيما أنجزت ، وليس فيما تريد أو فيما تفكر أن تنجزه أو تفعله . افتخر بنفسك عندما ترى إنجازاتك ، واحذر من الغرور والكبر ، افتخر بنفسك بالقدر الذي يجعلك تقدر وتحترم ذاتك ، وبالقدر الذي يمنحك المضي قدماً لتحقيق أهدافك ؛ بقدر ما تستطيع أحرص على استغلال الظروف الإيجابية ؛ فاستغلالك للأوقات الإيجابية تمنحك طاقة للقضاء على الأوقات السلبية أو غير المنتجة في حياتك
كن مشاركاً فعالاً ، فالنشاط العملي ضروري جداً لبناء الذات، والاتصال بالآخرين عامل أساسي لتطوير النفس وإكسابها الثقة، فالمشاركة مع الآخرين قضية أساسية لتكامل الذات، وهي كالرياضة للجسم ، فعند ممارسة الرياضة فإن الجسم ينتج كيمائيات ، ويطلق هرمونات تساعد على ارتياح وهدوء العقل ، كذلك الممارسة الفعالة مع الآخرين ومشاركتهم أعمالهم تمنح النفس الارتياح ، والشعور بالرضا . هنا لا بد أن تكون المشاركة مع أناس فعّالين نشيطين ، يملكون الإيجابية مع ذواتهم ، قادرين على منحك الثقة بذاتك واستنهاض الإيجابيات لديك، فمعاشرة الكسالى والخاملين يكسب المرء الخمول والكسل. والطباع تنتقل بين الناس عن طريق المباشرة والخلطة فإن أردت أن تكون فعّال ، فأبحث عن ذوي الهمم العالية وأحرص على معاشرتهم فلعلك تكتسب من صفاتهم.
كن إيجابي مع نفسك وحول نفسك ، كل تفكير سلبي عن نفسك مباشرة استبدله بشيء إيجابي لديك . إن الذين يعانون من ازدراء ذواتهم دائماً تذهب أفكارهم إلى سلبياتهم ويغفلون أو يتناسون عن إيجابياتهم ، فيحطمون أنفسهم ويقضون على قدراتهم وطاقاتهم . ولا يخلو إنسان من إيجابيات وسلبيات فالكمال لله ـ عز وجل ـ ، ولكن يظل هناك السعي الدؤوب والمستمر للوصول أو الاقتراب من الكمال البشري . والنظرة السلبية الدائمة للنفس تحول دون الوصول إلى الكمال البشري ، فهي تشعر بعدم القدرة ـ وإن بذل ما بذل ـ فيتولد لديه اليأس وبالتالي يتخلى عن بناء ذاته ؛ وهذا مزلق خطير .
أعمل ما تحب وأحب ما تعمل، اكتشف ما تريد عمله ، وأعمل ما ترغبه نفسك وليس ما يرغبه الآخرون . إن الغالب في العمل الذي تؤديه عن حب هو العمل الذي ينجز ويتم ، وثق تماماً عندما تعمل عملاً بدون حب ورغبة أن هذا العمل وإن أنجزته فلن يكون فيه إبداع. وإذا لم تكن قادراً على اكتشاف ما تريد أن تعمله ، أو لا تستطيع عمل ما تحبه ، فاعمل ما بيدك الآن برغبة ومتعة ، أزرع هذه الرغبة والمتعة في عملك حتى تطرد الملل والسآمة وتشعر بالارتياح .
اعمل ما تقول إنك ستعمله ، فمن الأمور الأساسية لقيمة الإنسان واحترامه لذاته هو احترام كلماته ، والوفاء بعهده . عندما تقول إنك سوف تعمل أمراً فأعمله . إذا كنت حقاً تقدر قيمتك الذاتية فإنك لا تستطيع أن تتفوه بهذه الكلمة وتلتزم أمراً وأنت تعرف في قرارة نفسك أنك لن تستطيع عمل ذلك. إذا رغبت أن تخبر شخص ما بأنك ستؤدي عملاً ما فكن واثقاً بأن لديك الوقت الكافي ، والإمكانات والمصادر لعمل ذلك .
كن أنت ولا تكن غيرك، فليس هناك شخصين متشابهين في كل شيء، أفتخر بذاتك فليس أحد لديه كل ما لديك من صفات ومعاني، عش حياتك باحترام وتقدير فأنت تملك شخصية فريدة. انظر إلى نفسك بصورة إيجابية، تأمل الصفات الإيجابية التي تملكها فأنت قد تكون صالحاً صادقاً محباً للخير وتفعل الخير... ابحث عن الإيجابيات التي لديك وتمسك بها.
كن على الوقت في كل شيء، فعندما يكون هذا سلوك دائم في حياتك، تكن ذو شخصية مميزة، ويرى الناس أنك صادقاً في وقتك، حريصاً كل الحرص على تقدير القيمة الزمنية، حينئذ يبدأ الناس يثقون فيك ويكونون أكثر اطمئنانا في تعاملهم معك . قد يبدو لك الأمر ليس بالشيء الكبير؛ لكنه أساسي لكي تبدو قديراً في أعين الآخرين.
اتخذ مسؤولياتك ، الشعور بالمسؤولية في الأمور الصغيرة يمكنك بتحمل المسؤولية في القضايا الكبيرة . أشعر بالمسؤولية ولو مع نفسك فإن هذا يمكنك من النجاح ، وهذه أولويات سلم النجاح . لا تنظر إلى الآخرين كيف تخلو عن مسؤولياتهم ، فهذه سلبية لا تتبع ، كن شجاعاً مع نفسك فليس أحد مسئول عن خطئك أو إخفاقك ؛ فلا تلم الآخرين بأنهم لم يحملوك المسؤولية ، فالمسؤولية تؤخذ ولا تطلب .
حاول عمل أشياء جديدة ودع لنفسك أن تخطئ .
أنشئ توقعات واقعية عن نفسك، وجزء أهدافك الكبيرة إلى أجزاء صغيرة .
أمنح الدعم للآخرين وتعلم كيف تتقبل الدعم منهم .
دع لنفسك الحرية في الاختبار والحركة والنمو والنجاح
تذكر أخر مرة قمت بعمل شيء جديد للمرة الأولى.
غالباً ما يرافق تعلم شيء جديد الشعور بالتوتر، وعدم الإيمان بالقدرة الذاتية، بالإضافة إلى الشعور بمستويات عالية من القلق، والتي تعتبر مشاعر ضرورية في مسيرة التعلم. عندما تشعر بأنك تفقد ثقتك واحترامك لذاتك تذكر تلك المرحلة عندما تعلمت شيء جديد، وتذكر بأنه من الطبيعي أن نشعر بالقلق عندما نواجه شيء جديداً.
قم بعمل شيء كنت تؤجله.
على سبيل المثال إنشاء مدونة خاصة بك أو دعوة صديق على العشاء، أو تنظيف البيت، أو ترتيب الحديقةَ، أو تفقد السيارة، أو دفع الفواتير أو تحضير وجبة طعام لذيذة وصحّية – الهدف هو القيام بشيء تكون أنت فيه صاحب القرار، أن القيام بقرارات بشكل يومي يرفع الثقة بالنفس ويزيد من احترامنا لذاتنا.
قم بعمل تجيده.
ماذا عن السباحة أو الطبخ أو البستنة أو تسلق الجبال أو أخذ صور للطبيعة والعائلة أو الكتابة، قم بعمل تحبه وتبدع فيه، ستشعر بالرضا والراحة لأنك تقوم بعمل تحبه، وستكون النتيجة برهانك على أنك قادرا على القيام بأعمال خاصة بك تلقى الإعجاب. إن التدفق الإيجابي للطاقة خصوصاً أثناء ممارسة عمل نحبه ترفع من ثقتنا بنفسنا وتزيدنا قوة.
توقف عن التفكير بنفسك.
على الرغم من أن ذلك يبدو غريباً، إلا أن مشاعر الضعف وعدم الثقة بالنفس، غالباً ما ترافقها مشاعر بالتركيز على الذات أكثر. قم بعمل يجعلك فرداً في مجموعة، وركز على الآخرين وعلى العمل الذي تقوم به.
استمتع بالراحة والاسترخاء.
إذا كنت تشعر بالتوتر والقلق، أو عدم الثقة بالنفس، أول شيء يجب أن تقوم به هو الاسترخاء تماماً. يقوم بعض الناس بالاسترخاء عن طريق أداء التمارين الرياضية، والبعض الأخر عن طريق الانشغال بأعمال ذهنية، مثل لعب الشطرنج. ولكن إذا تمكنت من الاسترخاء في الوقت المناسب، فأنت لا تعمل فقط على تخفيف مستويات التوتر والقلق ولكن أنت تقوم برفع معنوياتك وثقتك بنفسك، فأنت مسيطر على الوضع تماماً.
تذكر إنجازاتك السابقة.
قد يبدو أمراً صعباً في بداية الأمر، ولكن مع التدريب الذهني ستتمكن من استرجاع ذكريات النجاحات التي حققتها، على سبيل المثال، اجتزت فحص قيادة السيارات الذي يخفق فيه الكثير من الناس على الرغم من توترك شديد، اجتزت امتحانات الثانوية والجامعة وكنت مميزاً، استطعت توفير المال لشراء سيارة ، أو تعرفت على شريك حياتك الذي يصعب أحياناً أن تتخيل أنه كان من الممكن أن تتعرف عليه.
تذكر بأن الخطأ مسموح.
إذا كنت تشعر بالسوء، تذكر بأن مشاعرك تؤثر على أفكارك، وذاكرتك وتصرفاتك، لذلك عندما تشعر بالسوء، يجب أن تتذكر بأن الأمور السيئة تحدث دائماً، وبأنك قد مررت بأوضاع أسوء ونجحت في اجتيازها وبأن كل ممر مظلم ينتهي بنور ساطع، وبأن المرحلة السيئة هي مجرد مرحلة.


mostashara

من هنا نبدأ

  • Currently 6/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 886 مشاهدة
نشرت فى 19 مارس 2013 بواسطة mostashara

المستشارة خديجة بوزيان

mostashara
مستشارة نفسية وأسرية رئيسة جمعية للدعم النفسي. خريجة معهد كرسي النور للتدريب الأسري بالكويت. متدربة في المجال الإعلامي في معالجة الاخبار و تغطية لأحداث بوكالة الأنباء الجزائرية بوهران. منتجة ومنشطة لحصتين إذاعيتين في التنمية الذاتية والعلاجات النفسية حاصلة على مجموعة شهادات للمشاركة وتنشيط عدة دورات . محاضرة ومؤطرة في مجال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

3,618