مؤمن آ ل ياسين:

وهذا هو مؤمن آل يس في سورة يس: فهو رجل نجار، والإسلام لا يحتقر عملا أبدا، فما دمتَ تأكل من حلال فلا تحتقر مهنة أبداً، لذلك من الخطأ الاستهزاء والتنكيت على المهن، فهذا الفلاح الذي سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزع الرجل يده بسرعة، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لماذا تنزع يدك"؟ فقال: إن يدي خشنة يا رسول الله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مِن ماذا"؟ فقال الرجل: من أثر الفأس، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يد الرجل في المسجد وقال: "هذه يد يحبها الله ورسوله".

مؤمن آل يس: يسمى حبيب النجار، كان يعمل في مدينة أنطاكيا، فالتقى بثلاثة أنبياء، فسألهم: من أنتم، فقالوا أنبياء، ودار بينهم حوار، فأسلم لهم، وتفقه على أيديهم، فأصبح داعية من الطراز الأعظم الفريد، ولكنه وجد أهل أنطاكية يكذبون هؤلاء الرسل، ويسرد القرآن هذه القصة فيقول: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا المُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ )(يس: 13-19)، فجاء حبيب النجار (مؤمن آل يس)، كان إيجابيا يعيش صفات الممكنين، ويصف القرآن ذلك فيقول: ( وَجَاءَ مِنْ أَقْصَا المَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا المُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِـن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)، يصفه القرآن بأنه جاء (من أقصى المدينة من أبعد مكان)، وجاء (يسعى)، فلم يكن حبيب النجار رجلا كسولاً فقد بلغ الدعوة وأعلنها (إني آمنت بربكم فاسمعون)، ويقول المفسرون نفعنا الله بعلمهم: فلما وقف حبيب النجار يبلغ الدعوة، أشبعه قومه ضرباً وركلاً، حتى وقع على الأرض صريعاً فوقفوا على بطنه ففتقوا أمعائه، وعندما خرجت منه روحه، بُشِّر (قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ)، فهذا رجل إيجابي.

 

 

المصدر: أحمد مصلح
moslh

مع خالص تحياتى

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 1239 مشاهدة

ساحة النقاش

أحمد محمد مصلح حموده السلايمه

moslh
أهلاً ومرحباً بكم فى موقعى الخاص تم انشاء هذا الموقع عن طريق دورة تدريبية لوزارة الأتصالات" جمعية الفيروز " »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,148