طهران - وكالات: ردّت طهران على الاتهامات الموجهة اليها بدعم المتمردين الحوثيين الشيعة في اليمن، باتهام السعودية بـ "الوقوف المباشر" الى جانب الحكومة اليمنية في حربها ضد الحوثيين.

وتأتي الاتهامات الايرانية في الوقت الذي كشف فيه أحد القادة الميدانيين للحوثيين، سلم نفسه مؤخرا للجيش اليمني عن دور الإيرانيين في تأجيج الصراع في صعدة.

وحسبما ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية، فقد ذكر الموقع الاعلامي لـ "مؤسسة الاذاعة والتلفزيون" الحكومية في إيران نقلا عن مصادر لم يكشف هويتها واكتفى بوصفها بـ "المطلعة" إن "السعودية جنّدت نحو ألف عنصر للانضمام الى القوات اليمنية بهدف تقديم الدعم اللوجستي في حربها ضد الحوثيين في صعدة، فضلا عن رصد مبلغ قدره 5 ملايين دولار للحكومة اليمنية لدعمها في دفع هذه الحرب الى الامام".

واضافت المصادر "ان هذه القوات ستشارك الجيش اليمني في حربه على صعدة، وان الانباء تحدثت اخيرا عن تورط سعودي في قمع الحوثيين، كما أكدت التدخل السعودي الواضح في الاشتباكات الداخلية في اليمن".

وشددت على "ان التدخل السعودي يأتي بأشكال مختلفة، من بينها مشاركة الطيران الجوي في قصف معاقل الحوثيين، والاشتباكات المباشرة على الحدود اليمنية - السعودية، وتقديم الدعم اللوجستي للجيش اليمني".

خطة إيران لاستعادة حضارة فارس في اليمن  

في هذه الأثناء، قال الشيخ عبد الله المحدون إن "الحوثيين تلقوا دعما لا محدودا من السلاح والتموين بإشراف الحرس الثوري الإيراني وخبراء من عناصر حزب الله اللبناني وإن عبد الملك الحوثي، قائد الحوثيين، أخبره بأن الأمور تسير لصالحهم وبأنهم بهذا المنهج وبهذه المسيرة سوف يعيدون حضارة فارس ولن يتوقفوا عند حد".ونقل المحدون عن عبد الملك الحوثي أثناء التحضير للحرب السادسة قوله إن "هذه هي حربنا الأخيرة وكل الأمور لصالحنا".

ونقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن المحدون قوله: إن الحوثيين لم يحصلوا على الدعم الإيراني الواضح أثناء الحرب الأولى والثانية، وأن الدعم الحقيقي بدأ مع نهاية الحرب الثالثة وأثناء الإعداد للحرب الرابعة".

ووفق مصادر سياسية فإنه منذ اندلاع الحرب الأولى بين الجيش اليمني والحوثيين في منطقة مران صيف عام 2004، كانت إيران الحاضر الأكبر في هذا المشهد الذي تكرر ست مرات في غضون ست سنوات، وكانت صنعاء تجد نفسها بين وقت وآخر مرغمة على فتح ملف الدعم الإيراني للمتمردين الحوثيين، تماما كما هي مرغمة على إغلاقه، في محاولة لتجنيب البلاد خضات سياسية مع إيران، أكثر الأطراف حضورا في المشهد اليمني اليوم، سواء ذلك المتصل بالقتال الدائر في صعدة، أو في الجنوب.

ولم تمض أيام على كشف ما أصبح يعرف بخطة "يمن خوش هال"، أي "اليمن السعيد" بالفارسية التي أعدها "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني حتى أعلنت طهران أنها ستوفد إلى صنعاء وزير خارجيتها منوشهر متقي لتسليم رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح من نظيره الإيراني أحمدي نجاد تتعلق بالعلاقات اليمنية الإيرانية وتعزيزها، وستوضح طهران لصنعاء موقف إيران من أهمية الاستقرار في اليمن.

ويشير مراقبون إلى أن العلاقات الإيرانية اليمنية تمر بأزمة ثقة لم تمر بها من قبل، ويرون أن ذلك ليس مصدره فقط الدور اليمني المساند لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، بل أيضاً يعود إلى الرغبة الإيرانية في إيجاد موطئ قدم لها في الساحة اليمنية، ولم تجد أفضل من دعم الحوثيين لتحصل على هذا الموطئ.

وتشير مصادر يمنية إلى أن العثور على وثائق في مواقع للحوثيين استولى عليها الجيش تؤكد أن خطة "يمن خوش هال" تتضمن تدريب الحوثيين على العبوات الناسفة والتحريك الجماهيري، وشراء الولاء القبلي و"الانفتاح" على الحراك الانفصالي في المحافظات الجنوبية و"ربطه" مع المسار الحوثي.

ومن الشواهد الأخرى على الحضور الإيراني في المشهد اليمني ما كشفه نائب رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" المصرية الباحث المتخصص في الشؤون اليمنية الدكتور حسن أبو طالب عن قيام الملحق الثقافي الإيراني بالقاهرة بدور مشبوه في تجنيد بعض طلاب اليمن الدارسين في مصر، حيث أشار إلى أن الإيرانيين يرتبون زيارات لليمنيين بمصر إلى طهران لمدة أسبوع بدون مقابل.

أما بالنسبة للدعم بالسلاح فإن شواهد عدة تبرز في هذا الجانب، حيث تحدثت أنباء عن تزويد إيران للحوثيين بصواريخ متطورة مضادة للدروع، ونسبت إلى مصادر صحفية في صنعاء قولها إن هذا النوع من الصواريخ ذات الكفاءة القتالية العالية قد تم نقلها عبر البحر الأحمر من ميناء إفريقي على سفينة إيرانية حملت هذه الصواريخ من ذلك الميناء عابرة البحر الأحمر الذي يطل عليه عدد من الموانئ اليمنية.

وجاء إعلان ما تسمي نفسها "كتائب حزب الله" في العراق، والتي ترتبط بعلاقات وثيقة مع إيران قبل أسبوعين وقوفها ومساندتها للحوثيين وتمردهم المسلح لقتال القوات الحكومية في اليمن يعزز من الشواهد على الدعم الإيراني، بخاصة أن الكتائب قالت في بيان منسوب لها بثته وكالة "العراق نيوز" إن إعلانها هذا "جاء من منطلق مقاومتها للمشروع الأمريكي في المنطقة ووقوفا منها إلى جانب المظلوم بوجه الظلم".

وتصاعد الغضب اليمني من الدور الإيراني في اليمن إلى حد طالب فيه بعض أعضاء مجلس النواب بـ "قطع العلاقات الدبلوماسية" مع طهران، للتخلص من هذا الصداع المزمن الذي أصاب البلاد من جراء دعم إيران للمتمردين الحوثيين.

المصدر: محيط
  • Currently 150/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
50 تصويتات / 377 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2009 بواسطة moonksa

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,198,000