منذ القدم، تعتبر القرفة من أهم توابل الطعام، فهي تكسبه نكهة طيبة ورائحة عطرة، وتضاف إلى بعض المشروبات والحلويات والعطور على حد سواء.وها هي أصناف العكك المزدانة برائحة القرفة تغزو المقاهي والمطاعم، بل أنها أضحت علاقة فارقة تميز أصحاب الذوق الرفيع!
هناك نوعان من القرفة هما:
القرفة السيلانية: تتكون من قشور اللحاء الداخلي لأغصان الأشجار وهي رقيقة جداً. ولها رائحة عطرية وطعم حلو وهي تتكسر بسرعة وتعتبر من أفضل التوابل.
القرفة الصينية أو الدار صيني:نوع سميك أسمر يميل إلى الاحمرار، ولها طعم حريف حلو ورائحة عطرية، وتعتبر القرفة الصينية أكثر رواجاً في المملكة.
الجزء المستخدم من أشجار القرفة هي قشور اللحاء والزيت الطيار، والقشور المعروفة بالقرفة سمراء اللون أو تميل قليلاً إلى اللون البني الفاتح، وهي سهلة الكسر، وحلوة المذاق، ورائحتها عطرية ونفاذة.وتقسم المواد الفعالة في نبتة القرفة إلى مواد سكرية، ونشأ، وزيت مثبت، وزيت طيار، ومواد صابغة، حيث تحتوي على زيت طيار بنسبة 4%.
ماض وحاضر
من الطريف أن القرفة كانت تستعمل في الماضي لمكافحة الصلع حيث كان يتم طحنها ثم مزجها بالملح والبصل، ثم عمل لصقة توضع في مكان الشعر المتساقط ..كما استخدمها بعضهم في ايقاف نزيف الجروح الخفيفة دون أن يشعر الشخص بألم أو حرقة!ومن الشائع إضافتها إلى الطعام للمساعدة في تنظيم عمليات الهضم .. حتى إن بعض علماء التغذية في فرنسا يطلق عليها أسم: صديق الجهاز الهضمي.
وتمزج القرفة ببعض التوابل الأخرى، وتصنع منها مناقيع تفيد في الطقس البارد وذلك بأن تدق ثم تغلى على نار خفيفة، ثم يضاف إليها السكر ويتم تناولها، أو تضاف إلى الكراويا، أو يضاف إليها قليل من الجوز المبشور أو جوز الهند مما يزيد من فائدة هذا المشروب.
وتضاف القرفة إلى بعض الأطعمة لإكسابها مذاقا لذيذاً، خاصة إذا أضيفت إلى الجبن. ويساعد مشروب القرفة الساخن المحلى بعسل النحل على مقاومة التقلصات مثل تقلصات المعدة أو تقلصات العضلات أو آلام الطمث والولادة ولقد لوحظ أن استنشاق بخار الماء المغلي بالقرفة طار للبلغم.
وعند البحث عن القرفة في الطب القديم نجد أن اسمها قد ورد ضمن الكثير من الوصفات العلاجية في الرديا الطبية الفرعونية.كما أن لها تاريخاً طويلاً من الاستعمال في الهند.وعرفت في الصين وحوض البحر الأبيض المتوسط منذ قديم الزمان كنوع من أنواع البهار. وأول ما استخدمت طبياً في أ,روبا منذ نحو سنة 500 قبل الميلاد. وكانت تستخدم في ذلك الزمان لعلاج الزكام والآنفلونزا والمشكلات الهضمية.
ومما قاله الطبيب اليوناني الشهير ديسكوريدس عن القرفة "يستخدم زيتها دهانا لعلاج الكلف والنمش ومع الخل للبثور، ومفيدة لعلاج القوباء، والقروح، وتؤخذ شراباً لعلاج الكلف والنمش ومع الخل للبثور، ومفيدة لعلاج القوباء، والقروح، وتؤخذ شراباً لعلاج دهاناً لعلاج الكلف والنمش ومع الخل للبثور، ومفيدة لعلاج القوباء، والقروح، وتؤخذ شراباً لعلاج السعال وتنقي الصدر وتقوي المعدة وتدر البول والطمث".
وقال الطبيب والصيدلاني المسلم أبو بكر الرازي "مغلي القرفة بالزنجبيل نافع ضد أمراض البرد والزكام".وقال ابن سينا: قوة القرفة مسخنة، مفتحة تصلح كل عفونة، غاية في اللطافة، جاذبة وتصلح لكل قوة فاسدة، ودهن القرفة محلل حار جداً مذيب، يوضع على الكلف والنمش صالح للقوابي والقروح، وده القرفة عجيب في الرعشة، ينفع من الزكام، ينقي الدماغ وهو من جملة ما يسكن وجع الأذن، وينفع من الغشاوة والظلمة أكلا وكحلاً، ويذهب الرطوبة الغليظة من العين وينفع من السعال وينقى مافي الصدر، ويفتح سدد الكبد ويقويها، ويقوي المعدتة ويجفف رطوبتها وينفع من الاستسقاء، وينفع من أوجاع الرحم والكليى وأورامها ويدرالبول.
القرفة والسكري:
قد تساعد القرفة في الوقاية من الإصابة بمرض السكري الذي يصيب البالغين، واستخدامها في الطهي قد يساعد الجسم على التعامل مع المواد السكرية بشكل أكثر فعالية.
وأظهرت أبحاث أجريت بمختبرات التغذية التابعة لمؤسسة الأبحاث الزراعية بورية ميريلاند الأميركية، أن مادة مستخلصة من نبات القرفة أعادت تفعيل الخلايا التي توقفت عن الاستجابة لهرمون الأنسولين وجعلتها أكثر استجابة للهرمون الأنسولين وجعلتها أكثر استجابة للهرمون المذكور، وأن القرفة تزيد من نسبة معالجة السكر 20 مرة.وينصح مرضى السكري بتناول ربع ملعقة كوب إلى ملعقة كوب كاملة من مادة القرفة يومياً.
كما بحث علماء يابانيون في دور المركب الرئيسي في زيت القرفة كمادة مهدئة ومسكنة بالإضافة إلى تخفيضه لضغط الدم والحمى. وأثبتوا أن خلاصة القرفة لها تأثير ضد أنواع من البكتيريا منالفطور.وكشفت الأبحاث اليابانية أن احد مركبات القرفة تعمل كمسكن ومخفض لضغط الدم والحمى، وأن خلاصة القرفة ذات مفعول ضد الجراثيم ومضادة للفطريات ومضادة للفيروسات.
وتستعمل القرفة على نطاق واسع كعشبة مدفئة من أجل البرد وغالباً تمزج بالزنجبيل، وتنبه القرفة دوران الدم وبالأخص في أصابع اليد والقدمين، والقرفة أيضاً علاج فعال ضد القيء والغثيان والإسهال.
وهناك استعمالات داخلية للقرفة على النحو التالي:
مغلي القرفة: معدل ملعقة صغيرة من مسحوقها توضع على ملء كوب ماء مغلي ويحرك المزيج ثم يترك لمدة عشر دقائق ثم يشرب بمعدل كوبين إلى ثلاثة أكواب في اليوم وذلك لعلاج البرد والسعال وآلام الرحم وعسر البول والعادة الشهرية.
مزيج من مسحوق القرفة والزنجبيل: أخذ ملعقة صغيرة من القرفة وأخرى من الزنجبيل وتضاف إلى ملء كوب ماء مغلي وتحرك المزيج جيداً ويترك 10 دقائق ثم يشرب بمعدل كوب إلى كوبين في اليوم لعلاج حالات التخمة والعثيان وانتفاخ البطن وطرد الغازات والمغص المعوي وضعف الشهية وتحسين سوء الهضم وضد برودة اليدين والقدمين.
مسحوق القرفة السيلانية: تستخدم بمعدل ملعقة صغيرة تضاف إلى ملء كوب ماء مغلي وتمزج جيداً ثم تترك لمدة 5 دقائق ويشرب قبل الوجبة بحوالي عشر دقائق لتخفيض سكر الدم لدى مرضى السكر.
ومن استعمالاتها الخارجية:
زيت القرفة: يستخدم كدهان موضعي لعلاج الكلف والنمش والصداع والزكام وآلام الأذن.
زيت القرفة: يستخدم مع الخل دهاناً لعلاج القروح والبثور.
مرهم طبي: من مسحوق القرفة لعلاج الحروق والجروح.
تدخل القرفة في صناعة معاجين الأسنان والعلك.
التخزين
أخيراً يجب تخزين القرفة في مكان بارد وجاف بعيداً عن الضوء المباشر، وعدم وضعها في الفريزر أو أماكن مغلقة لأن الحرارة والرطوبة تقضي على المواد الفعالة في القرفة. ويفضل سحق القرفة عند الحاجة فقط، حيث أن سحقها وحفظها يجعلها عرضة لفقد الزيوت الطياره التي يعزى إليها التأثير الدوائي.
____________________________________
عالم الغذاء 105 فبراير 2007
ساحة النقاش