يا شقيق روحي، أنت يا من تعرف في أي ركن من الأرض المشتهاة، تختبئ أحجاري الكريمة، وتغفو فيها قريراً، دع نفسي تسترح بقربك، تغفو تحت السماء الداكنة بين جفنيك، لتنجب الأمل الفاتن المجنون، أُغرق أصابعي المرتجفة في عمق شعرك، لا يُسكرني سوى صوتك الكناريّ حين يعزف على أوتار قلبي، أنفاسك تعزف الموسيقى، صوتك يقطر العطور رحيقاً يفوح بعبق النشوى، تسبح فيه روحي المفعمة بالرجاء، فيشع من وجهك الفرح، و تبتهج أزهارُ البنفسج،
أيها العاشق، يا توأم القلب،
أُشعل لك مصباحاً ... تهتدي به إلى عالمي المتوهج، حيث تتعانق جبال الذهب والفضة، وهناك تتربع ملكً على عرش الياقوت، تحت ظلال ضفائري، وبين خمائل ساعدي، حينها تنغمس فى الحب السرمدي، وترسو على شاطئ الانتعاش، وكل زفرة من زفرات المساء، تنهل من عذب أنفاسك، وتداعب لجين محياك، تأمل تلك اللوحة!! طفلة قلبك المدللة، لوحة من أزهار الربيع، رسمتها الريح المتأوهة بين شفتيك، لونتها اصابعك، عطرتها رائحة جسدك، رويتها من نبع حنانك، فوُلدت من جديد، طفلة عفوية، تلتمس الليل والورود بين أحضانك، زنبقة غافية على صدرك، ورقة بردي بين أناملك، تدوِّن عليها قصيدة عشقك، بين كل حرف وحرف تهمس الكلمات ( أحبك ) ، تتدفق أنهارٌ من عسلٍ مصفى بين سطورها، آه يا أنا! يا من تمتزج روحي بروحك، أنفاسيَ بأنفاسك، أيها النيل العذب، ضم عروسك بين ضفافك، هيتً لك أنا في أبهى حلة، وبإكليل الياسمين آتيك، في موكب عرسي إليك، لنكتمل معاً كوكباً درياً، تتراقص حوله النجوم،
بوسع الخلود أن يكون تلك اللوحة،التي صنعتها يداك
ووضعت لها عنواناً
أنا وأنت
** منى غنيم **