بعد انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بشكل مبالغ فيه وخاصة المراهقات منهن في الأعياد أثناء وجودهن في الأماكن العامة والحدائق، تعرضت 13 فتاة للتحرش الجنسي في ثالث أيام عيد الفطر بالفيوم أثناء تنزهن بإحدي الحدائق العامة، ويتراوح أعمارهن بين 14ـ18 سنة ـ علي خلاف المعتاد ـ تقدمت الفتيات بالمحضر رقم 13528 لسنة 2010 ضد الشباب الثلاثة الذين تحرشوا بهن معتبرين ذلك اعتداء علي حريتهن.
وفي تصريح خاص لمحامي الفتيات محمد عبدالحليم لـ«صوت الأمة» أكد أن أهالي الفتيات يعتزمون التقدم بانذار لوزير الداخلية للمطالبة بترخيص لحمل سلاح يدوي لجميع الفتيات في أنحاء الجمهورية نظرا لكثرة هذه الحوادث وعدم قدرة الداخلية علي حمايتهن، وأضاف أنه سيطالبونه بترخيص رسمي لتلك الاسلحة في اطار قانوني، وقال المحامي إن الاهالي سيقومون برفع دعوي قضائية ضد وزارة الداخلية إذا تم رفض هذا الانذار.
«صوت الأمة» التقت الدكتور أحمد يحيي أستاذ علم الاجتماع السياسي الذي أكد أنه يرفض فكرة حمل الفتيات لسلاح لأنه يمكن أن يؤدي إلي ترسيخ أفكار العنف داخل المجتمع، بخلاف أن حمل السلاح لن يمنع التحرش بالفتيات في الشارع المصري لأن أسباب التحرش هو افراط طبيعي لحالة التغيير الذي يمر بها المجتمع المصري سواء تغيير سياسي أو اجتماعي واقتصادي وأخلاقي وقيمي إلي أن تستقر الاوضاع ثم تتحدد المسئوليات والمهام لدي الافراد ووجه التغيير في المجتمع هي كلمة «أنا» لأنها ألقت من ثقافة المصريين كلمة «نحن».
ولهذا فإن احتمالات التحرش قائمة خاصة في ظل غياب القيم الدينية والتربية الاخلاقية وحالة البطالة المتفشية لدي الشباب وعدم توفر أساليب شرعية للزواج، خاصة أن الشعب المصري يمارس العبادات الدينية ولكن في الوجه الآخر يمارس بعض السلوكيات المنافية تماما للقيم الاخلاقية والدينية وهو الأمر الذي يوضح تناقض مفهوم التدين لدي الشعب المصري الذي أصبح تدينه ظاهريا.
وأكد الخبير أن السبب الرئيسي في انتشار تلك الظاهرة هو عدم مشاركة الشباب في الحياة السياسية وعدم وجود قضية قومية ليلتفوا حولها.
وأشار إلي أن الأسرة لم تعد ترسخ قواعد التنشئة الصحية والسليمة بالاضافة الي ضعف المناهج التعليمية في مصر التي من المفترض أن تساهم في تنشئة الشباب ولكن الواقع التعليمي يفرز شباباً غير قادر علي مواجهة احتياجاته الشخصية ولا يوجد لديه أي نزعة دينية رغم أن علم الاجتماع يشمل وسائط التنشئة الاجتماعية وهي الاسرة والمدرسة ودور العبادة والاعلام والجماعات والاصدقاء، وعن ظاهرة التحرش الجنسي في مصر أكد د.أحمد يحيي أنها بدأت في التسعينيات من القرن الماضي مع بداية مشكلة البطالة فالمعاكسات كانت موجودة قبل ذلك ولكن مع احترام حرية الطرف الآخر ودون الايذاء الجنسي.
أما دكتور محمد المهدي استاذ الطب النفسي بجامعة الازهر فأكد أن غياب دور الامن هو السبب الاول وراء الانحرافات السلوكية للشباب الذي يدرك تماما غياب رجال الشرطة وأن وزارة الداخلية أصبح شغلها الشاغل هو حفظ الامن السياسي أما الأمن الاجتماعي لا يأخذ الكثير من الاهتمام فأصبح المواطنون بلا حماية من البلطجية والمتحرشين وأشار إلي أن نبذ العنف في المجتمع ضروري بل يجب اعادة هيبة القانون والردع القانوني والسلطوي كحل سريع وعاجل بينما هناك بعض الحلول عن المدي الطويل تتمثل في اعادة تأهيل مناهج التعليم والتنشئة الصحيحة من داخل الاسرة وترسيخ مبادئ الدين بشكل صحيح وسليم بعيدا عن المظاهر الدينية، أما د.نهلة ناجي استاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة فأكدت أن حمل السلاح للفتيات للدفاع عن أنفسهن سيقسم المجتمع الي ذكر وأنثي ولكن علي الشباب الانخراط في عمل يفيد المجتمع لأن التحرش الجنسي نتيجة للاحساس بالتهميش فالشعب المصري يدلي بأرائه ولكن لا يعمل بها فيلجأ الرجل الي التحرش بسيدة أو فتاة في وسط الشارع كدليل علي رجولته وهو ناتج عن شعوره بالنقص.