حسين صالح -
أودعت محكمة جنوب القاهرة، اليوم الاثنين، حيثيات حكمها بإعدام محمود سيد عيساوي، 20 عاما- حداد، المتهم بقتل هبة العقاد ابنة المطربة ليلى غفران وصديقتها نادين خالد جمال الدين داخل فيلاتهما بحي الندى بمدينة الشيخ زايد بمحافظة أكتوبر.
وقالت المحكمة في حكمها إن محامي المتهم أثار ادعاءات كثيرة حول قيام الشرطة بتعذيب المتهم كي يعترف أمام النيابة بارتكابه للجريمة تحت تأثير التعذيب، كما أثار العديد من الشكوك بفبركة رئيس نيابة جنوب الجيزة الكلية للمعاينة التصويرية التي يقر فيها المتهم بتواجده في مسرح الجريمة، وأضافت المحكمة أنها كي تقطع الشك باليقين، ولأن دماء الفتاتين أمانة في عنقها، قررت المحكمة الانتقال لمسرح الجريمة بمدينة الشيخ زايد برفقة المتهم كي تقف بنفسها على حقيقة الحادث بدلا من الاكتفاء بالأوراق الصماء، وخلال المعاينة أقر المتهم للمحكمة في حديثه بتواجده على مسرج الجريمة، وأقر بأنه شاهد الفتاتين واحدة " تخينة" والأخرى "رفيعة" على حد قوله، وهو ما جعل المحكمة تطمئن تماما إلى أنه تواجد على مسرح الجريمة بالفيلا.
فضلا عن أن شركة المحمول أثبتت أن المتهم سرق جهاز المحمول الخاص بالمجني عليها نادين، وباعه لصديق له فاستخدمه في إجراء 63 مكالمة هاتفية، تمكنت خلالها الشرطة من معرفة القاتل الحقيقي والقبض عليه، وهو المتهم.
وأكدت المحكمة أنها انتقلت إلى المعاينة ومعها الدكتور أيمن قمر، الطبيب الشرعي، وتأكدت أن المتهم يسهل صعوده إلى أعلى كابينة الكهرباء، لدخول فيلا المجني عليها نادين وقتلها وقتل صديقتها هبة، كما ثبت للمحكمة أن باب الشقة يمكن فتحه عنوة بدفعة واحدة، وأن الستارة التي تخفى وراءها المتهم من النوع الثقيل ويمكن الاختباء وراءها، كما يمكنه أن يتحرك ويرى غرفة المعيشة دون أن يلاحظه أحد، وثبت من المعاينة أن غرفة نوم المجني عليها نادين لها حمام مستقل وطرقة تؤدي إلى باب آخر مغلق، وبالتالي ما يدور بغرفة النوم لا يشعر به من بغرفة المعيشة، وأن غرفة حمام المجني عليه بها حوض كبير عليه صنبور تتدفق منه المياه مندفعة بقوة يمكن التخلص من آثار الدماء العالقة بنصل السكين.
وقد استخلصت المحكمة من اعترافات المتهم الصادرة في حضور محاميه ومن أقوال الشهود وسائر العناصر المطروحة، أن المتهم توجه إلى مسكن المجني عليها في ظلام الليل حاملا سكينا كبيرة، وما أن استغرقتا في نومهما حتى راح يلف ويمشى في أرجاء الشقة.
وأشارت الحيثيات إلى أن المتهم قتل نادين خالد من غير سبق إصرار و ترصد؛ بأن دلف إلى مسكنها وتوجه إلى غرفة نومها فشعرت به المجني عليها، ولاحقته فعاجلها بضربات طعنا بسكين في أنحاء متفرقة قي جسدها، كما قتل هبة العقاد ابنة المطربة ليلى غفران، حيث توجه إلى غرفة نومها وعاجلها بضربات في أنحاء متفرقة في جسدها. بدافع سرقة مبلغ نقدي وهاتفين مملوكين للمجني عليهن.
وأوضحت المحكمة أنه استقر في وجدانها أن المتهم محمود عيساوى، ويعمل صبي حداد ومقيم بمنطقة روض الفرج، كان يمر بضائقة مالية، واختمرت في ذهنه فكرة اقتحام وسرقة أحد المساكن بمنطقة الشيخ زايد، لأن قاطنيها من الأثرياء ويحتفظون بمبالغ مالية ومقتنيات ثمينة، ولتنفيذ جريمته اشترى سكينا لتنفيذ جريمته، وانتقل إلى مكان الواقعة، حيث وصل في الساعة 4 عصرا وجلس يستريح تحت شجرة أمام السور الخارجي لحي الندى بالشيخ زايد وشاهد كابينة كهربائية فصعد عليها وقفز داخل العمارة رقم 15 أ. حي الندى، وظل مختفيا طوال الليل، وفكر في اقتحام شقة بالدور الأول إلا أنه لاحظ وجود سياج من الحديد يصعب اقتحامه، فقرر اقتحام شقة المجني عليها نادين ليلا، بعد أن تأكد من نوم سكان الدور الأرضي، فخلع حذاءه وتسلق وفتح نافذة الشباك الخارجي وتخفى خلف ستار ثقيل لسماعه أصوات المجني عليها وصديقتها ومعهما صديقهما أدهم فتحي أبو النور، وبعد أن تأكد من انصراف صديقهما شاهد المجني عليها نادين وهى تتوجه إلى غرفة نومها تاركة صديقتها هبة نائمة على " الكنبة"، وما أن شعر المتهم أنهما استغرقتا في النوم بدأ يتنقل في الشقة فدخل إلى المطبخ واستولى على 400 جنيه، وانتقل إلى غرفة المعيشة واستولى على هاتف محمول مستخدم عليه خط رقم 0096659008693 تابع لشركة زين السعودية، وتوجه إلى غرفة المجني عليه نادين واستولى على هاتف آخر ماركة موتورلا.
وأوضحت المحكمة أن المتهم كان آخر من خرج من شقة المجني عليها نادين، حيث وجدت مذبوحة ومصابة بعدة طعنات مؤكدة أن اللزوم العقلي والقطع باليقين -حسبما استقر في وجدان المحكمة- ما جعل المتهم يخشى أن تستغيث وتفضح أمره فاستل السكين التي يحملها وأزهق روحها لإسكاتها إلى الأبد، وشملت الحيثيات التقارير الطبية المرفقة بإصابات المجني عليها نادين