فصلت شبكة "سي إن إن" الأميركية الصحفية أوكتافيا نصر التي تعد من كبار محرريها، بسبب إبداء إعجابها بالمرجع الشيعي الراحل محمد حسين فضل الله بصفحتها على موقع تويتر على شبكة الإنترنت, وسط أنباء عن ضغوط مورست من عدد من المنظمات الموالية لإسرائيل.
وكانت محررة شؤون الشرق الأوسط في المحطة الأميركية نشرت تعليقا على صفحتها في "تويتر" أبدت فيه إعجابها بفضل الله وحزنها لسماع خبر وفاته، وعدته واحدا ممن تحترمهم في قيادة حزب الله اللبناني.
ضغوط
فقد قامت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية بنشر القصة, قبل أن يتلقفها مركز سيمون ويزنثال (وهو مركز يهودي أميركي موال لإسرائيل), ويمارس ضغوطا من أجل إقالة الصحفية. وبدورها طالبت منظمة اليهود الأميركيين باعتذار قناة سي إن إن عما كتبته نصر, وأشارت إلى أن "الأميركيين يتذكرون فضل الله بكونه مهندس تفجير مقر المارينز في بيروت عام 1983 الذي أودى بحياة 241 أميركيا". كما ذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن بعض أنصار إسرائيل قرؤوا الرسالة على موقع تويتر وعبروا عن رفضهم لها.
وردا على التعليقات التي أثيرت حول ما كتبته على صفحة تويتر قالت نصر إن ذلك كان "خطأ في التقدير", مشيرة إلى أن هذه المسألة لا يمكن تناولها في مدونة قصيرة. وأضافت أنها كانت تشير إلى موقف فضل الله تجاه حقوق المرأة، حيث أصدر فتوى تمنع ما يعرف بـ"جرائم الشرف"، إضافة إلى أنه أعطى النساء الحق في ضرب أزواجهن إذا هاجموهن. ومع ذلك أصدرت الشبكة بيانا وصفت فيه تعليق نصر بالتقدير الخاطئ, وقال ناطق باسمها إن "الشبكة تعتذر عما سببه التعليق", وأضاف "أنه لا يتماشى مع المقاييس التحريرية لسي إن إن". وقالت باريسا خوسراوي نائبة رئيس غرفة الأخبار إن "نصر عرضت مصداقيتها للشبهة", قبل أن تصدر مذكرة داخلية تقول إنها تحدثت مع نصر واتخذ قرار بفصلها من العمل. يذكر أن أوكتافيا نصر عملت لعشرين عاما بمقر الشبكة في أتلانتا، وبدأت محررة للأخبار الدولية ثم واحدة من كبرى محررات شؤون الشرق الأوسط، وقد ظهرت على الشاشة في بعض البرامج المتعلقة بالشرق الأوسط.
وعرف فضل الله الذي توفي الأحد الماضي متأثرا بمرض مزمن بمعاداته للسياسات الأميركية والإسرائيلية بالمنطقة، ووضعته الولايات المتحدة ضمن قائمة من تصفهم بـ"الإرهابيين".