نفسي أموت في بيتي» هذا كل ما يتمناه نبيل محمد عبدالمجيد المغربي «70 سنة» والمودع داخل سجن طره في قضية الجهاد الكبري منذ عام 1979 والمحكوم عليه بالسجن لمدة 53 عاماً قضي منها 30 عاماً، ورغم إصابته بأكثر من 23 مرضاً مزمناً فإن وزارة الداخلية لم تفرج عنه حتي الآن.
وقال محمد نبيل محمد «30 سنة» ـ نجل السجين ـ إنه لم يشاهد والده منذ ولادته وكذلك باقي أشقائه فقد تم اعتقال والده في قضية الجهاد الكبري قبل مقتل الرئيس السادات بتهمة الانضمام إلي تنظيم الجهاد وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد في عام 1981 من محكمة أمن الدولة العليا طورئ وما إن بدأ في تنفيذ العقوبة داخل السجن حتي صدر حكم آخر عليه بالسجن لمدة ثلاث سنوات، ثم تم تقديمه للمحاكمة أمام المحاكم العسكرية العليا أيضاً داخل السجن، وتم الحكم عليه في الجناية رقم 5 لسنة 1995 بالأشغال الشاقة المؤبدة ليصبح مجموع الأحكام الصادرة ضده ثلاثة وخمسين عاماً قضي منها ثلاثين عاماً تقريباً.
وأضاف أن والده الذي بلغ من العمر 70 عاماً رغم دخوله السجن وهو لا يتعدي الـ 28 عاماً كان راضياً بقضاء الله، لكن الأمراض حولته إلي جسد ميت، فقد أصيب بأكثر من 23 مرضاً مزمناً منها تليف شديد بالكبد وارتفاع الضغط في الوريد البابي وتضخم بالكلي والطحال وارتفاع السكر وتليف بعضلة القلب الأمامية وتمدد بالبطين الأيسر بالقلب والإصابة بالتشنجات والغيبوبة وهشاشة العظام.
هذا بالإضافة إلي العديد من الأمراض التي جعلته طريح الفراش، ورغم كل هذا فإنه منذ عام 1994 وحتي عام 2001 لم تتمكن أسرته من مقابلته وبعد هذا العام أصبحت زيارته متقطعة في كل عام مرة.
ويقول «مختار نوح» ـ المحامي والمتطوع للدفاع عن السجين ـ أنه اشترك مع بعض من زملائه للدفاع عن حياة السجناء الذين يعانون من المرض القاتل داخل السجون المصرية والذين وصل عددهم إلي 30 حالة أوشكت جميعها علي الموت بسبب طول مدد الأحكام التي تزيد علي خمسين عاماً، ومن بين هؤلاء «نبيل محمد عبدالمجيد» والذي رغم إصابته بالأمراض المزمنة فإن الداخلية تصر إصراراً شديداً علي قتله داخل السجن عن طريق تركه يعاني تلك الأمراض دون الإفراج عنه.