إيرين -
اعتاد أحمد البالغ من العمر سبع سنوات ألا يتناول أكثر من كسرة خبز طيلة فترة ما بعد الظهر التي يقضيها في اللعب مع أطفال آخرين في زقاق ضيق في حي عرب المعصرة الفقير المترامي الأطراف الواقع على بعد 20 كيلومتراً جنوب القاهرة.ويعلق ياسر علي، والد أحمد، على ذلك متسائلاً: ماذا يمكن للأطفال أن يأكلوا؟ آخر مرة تناولنا فيها طعاماً بروتينياً كانت قبل شهر عندما أرسلت لنا جمعية خيرية كيلو من لحم البقر. ويشكل الخبز وغيره من النشويات والوجبات عالية السعرات الحرارية الطعام الأساسي في الأحياء العشوائية الفقيرة بالقاهرة، أما الفواكه والخضراوات والأطعمة الغنية بالبروتين فيصعب على سكان هذه الأحياء الحصول عليها بسبب ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
ويفشل معظم سكان الأحياء الفقيرة في تقديم نظام غذائي متوازن لأطفالهم مما يؤثر سلبا على نموهم وتقدمهم التعليمي، حسب منى صادق، الباحثة في المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية التابع للحكومة، وأشارت منى إلى أن معظم الأطفال في هذه الأحياء الفقيرة يعانون من فقر الدم، إذ أنهم يعتمدون على الغذاء الرخيص الذي يكاد يفتقر لأية قيمة مغذية.
ويعاني حوالي 9% من مجموع القوى العاملة في مصر، البالغة عددها 26.2 مليون نسمة، من البطالة، وفقاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهو هيئة بحثية حكومية. وترى سارة صبري، من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية بجامعة لندن، في موجز تم نشره في مايو، أن تقديرات الحكومة والبنك الدولي لمستويات الفقر بين سكان الحواضر في مصر مضللة وأقل من الواقع بشكل كبير للغاية.
وأضافت، استناداً إلى الأبحاث التي أجرتها من أجل دراستها الصادرة في مايو 2009، أن فقراء المدن أكثر انتشاراً مما هو معتقد بشكل عام، فسكان المناطق العشوائية في تزايد سواء من حيث الأرقام المطلقة أو من حيث النسبة مقارنة ببقية سكان مدينة القاهرة.
ووفقاً لتقديرات برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، شكل سكان الحضر في مصر خلال عام 2010 حوالي 40 مليون نسمة، أي نصف مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليون نسمة