أعلن وزير الثقافة المصري فاروق حسني العثور على مقبرة أثرية ضخمة تقع جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك أوناس بمنطقة آثار سقارة جنوبي القاهرة، وأنها ترجع للنصف الأول من الأسرة التاسعة عشرة (1320-1200 ق.م).
جاء ذلك في بيان رسمي صدر الاثنين عن وزارة الثقافة أوضح فيه الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار زاهي حواس أنه تم العثور بمنطقة سقارة على عدة أفنية ومقصورات من مقبرة ضخمة يصل طولها إلى سبعين مترا وتتجه من الشرق إلى الغرب على شكل المقابر التي سادت عهد العمارنة ونهاية الأسرة الثامنة عشرة (1370 ق.م).
وتشبه المقبرة المكتشفة من حيث التصميم -كما يقول البيان- مقبرة بتاح أم ويا حامل الختم الملكي في عصر الملك إخناتون والتي عثرت عليها البعثة الهولندية في سقارة قبل ثلاث سنوات.
صاحب المقبرةمن جانبها قالت الدكتورة علا العجيزي رئيسة بعثة الآثار بجامعة القاهرة -التي اكتشفت المقبرة- إن صاحب المقبرة هو بتاح مس ويعتبر شخصية مهمة تقلدت عدة مناصب منها الأمير الوراثي والكاتب الملكي والمشرف على معبد بتاح معبود مدينة منف وقائد الجيش والمشرف على مخازن الغلال وخزانة المال.
نقوش هيروغليفية على جدار أحد المدافن المكتشفة حديثا في وادي سقارة (رويترز-أرشيف) |
وأوضحت أن الحفريات التي جرت في المنطقة كشفت عن عدة لوحات جنائزية منها لوحة غير مكتملة النقش صور عليها ثالوث طيبة آمون وموت وخنسو ويظهر صاحب المقبرة وعائلته وهو يتعبد لهم، وهذا يشير إلى العودة لعبادة إخناتون الدينية التي دعا فيها إلى عبادة الإله آتون.
ووفقا لما ذكرته الدكتورة علا، يجري البحث حاليا عن البئر الأساسية للمقبرة التي توصل إلى حجرة الدفن حيث يوجد التابوت الخاص بصاحب المقبرة أو تابوت زوجته، وما تبقى من أثاث جنائزي في الحجرات المحيطة بغرفة الدفن.
وعن إشكالية تحديد الفترة الزمنية التي ترجع إليها المقبرة، نبهت الدكتورة علا إلى وجود أكثر من شخص يحمل اسم بتاح مس من الأسرتين الـ18 والـ19، بيد أن الكشف عن اسم زوجة صاحب هذه المقبرة واسم إحدى بناته هو من حدد الفترة الزمنية التي ترجع لها المقبرة وهي الأسرة الـ19.
الحفرياتوحول ما جرى خلال عملية الحفر، ذكر أحمد سعيد نائب رئيس البعثة والمسؤول عن الحفريات أنه تم العثور على قطع متعددة من أجزاء من تماثيل لصاحب المقبرة وزوجته أهمها رأس تمثال ملون قد يكون لزوجته أو لإحدى بناته.
كما تم العثور على جزء كبير سفلي لتمثال جالس بالحجم الطبيعي خاص ببتاح مس مثبتا في الأرضية أمام إحدى مقصورات المقبرة، إلى جانب بعض الأواني الفخارية وتماثيل الأوشابتي والتمائم الجنائزية التي تمثل عين حورس، بالإضافة إلى بعض التمائم والرموز الدينية المصنوعة من الأحجار شبه الكريمة ومائدة للقرابين.
وأضاف نائب رئيس البعثة أنه تم العثور أيضا على بقايا مناظر جدارية مثبتة في مكانها تصور أجزاء من رحلة المتوفى وعائلته لصيد الطيور والأسماك في أحراش