واصلت أمس محكمة جنايات القاهرة جلسات إعادة محاكمة رجل الأعمال النائب البارز عن الحزب الحاكم هشام طلعت مصطفى والضابط السابق في جهاز أمن الدولة محسن السكري لاتهامهما بقتل المغنية اللبنانية سوزان تميم.
وأرجات المحكمة في نهاية جلستها الخامسة منذ بدء إعادة المحاكمة في 26 نيسان (أبريل) الماضي، القضية إلى اليوم لاستكمال سماع أقوال الشهود ومناقشتهم، بعدما استمعت أمس إلى شهادة الطبيبة في مصلحة الطب الشرعي المصرية الدكتورة هبة العراقي التي قطعت في شهادتها بأن تحاليل البصمة الوراثية التي قامت بإجرائها استناداً إلى عينات الحامض النووي (دي أن أيه) من بقع الدماء التي عُثر عليها في ملابس المتهم السكري «تتطابق تماماً مع البصمة الوراثية للقتيلة تميم، فضلاً عن وجود البصمة الوراثية للمتهم في الملابس».
وأوضحت أن «ملابس السكري التي تم العثور عليها في مطفأة الحريق في الطابق الحادي والعشرين في برج الرمال الأول الذي كانت فيه شقة تميم حملت مجموعة من الآثار والبقع الدموية الواضحة، فأجرى المعمل الجنائي في إمارة دبي فحوصاً لاستخلاص الحامض النووي وتحديد البصمة الوراثية لصاحبها، فثبت وجود ثلاثة أنماط، الأول للسكري، والثاني لتميم، والثالث مختلطة بينهما». وأكدت أنها قامت في القاهرة بفحوصات مماثلة خلصت إلى النتيجة نفسها «في شكل يقيني وقطعي».
وحاول الدفاع عن المتهمين التشكيك في طرق وأساليب استخلاص البصمة الوراثية عبر توجيه أسئلة تتعلق بطرق الحصول على العينات وحفظها، غير أن الطبيبة أكدت في إجاباتها أن الخطوات والإجراءات التي تم إتباعها «جاءت متطابقة مع الأصول العلمية المتبعة والقواعد الدولية في هذا الشأن».
وأعادت المحكمة، بناء على طلب هيئة الدفاع عرض صور ومقاطع مصورة التقطتها كاميرات المراقبة في فندق الواحة الذي مكث السكري فيه طوال فترة إقامته في إمارة دبي تمهيداً لقتل تميم، وأظهرت المقاطع المتهم وهو يتنقل داخل أروقة الفندق وطوابقه ذهاباً وإياباً، ثم خروجه منه وعودته إلى غرفته مرة أخرى.
وسألت المحكمة الشاهد الباكستاني خير زادة وجيه الدين، وهو خبير فني في شركة كندية تولت تركيب كاميرات المراقبة، عن التوقيتات المثبتة أعلى تلك المقاطع والصور، فقطع بصحتها، مؤكداً أنها «غير قابلة للتلاعب أو العبث بها في أي مرحلة من مراحل التصوير أو استخراج اللقطات، باعتبار أن جهاز التخزين الذي يتضمن تلك المقاطع المصورة يتضمن شفرة خاصة، فضلاً عن أن أي محاولة للتلاعب كانت ستؤدي إلى تلف تلك المقاطع بأكملها».
ورداً على سؤال للمحكمة نفى السكري من داخل قفص الاتهام أن تكون تلك الصور والمقاطع له، مؤكداً أنه لم يكن يرتدي الملابس المعروضة فيها في هذا الوقت، وأنه كان متوجهاً إلى صالة الألعاب الرياضية التابعة للفندق.