ما أدراكَ ما يومُ الكرامة
شعر: د. محمد حيدر محيلان
تُسائِلُ عنْ صدى يوم الكرامة وما أدراكَ ما يومُ الكرامة
اذْ الاحرارُ تضربُ كلَ عنقٍ وتأسرُ مَنْ خَوى يرجوْ السلامة
تراجعَ جيشُ صهيونٍ مُقهْقرْ يَعُضُ زَعيمُهُ كفَ النَدامة
ألَمْ ترَى كيفَ جُندُ الحقِ ترْمي فتجْعَلَهُم كعصفٍ منْ قُمامه
ويرمي الجيشُ نيراناً تُدَوْي فلا تُبقيْ لَهُم أثراً علامة
حرقنْا المارقينَ اذا تَعدْوا فدخَنَ رَتلهُم حتى عِظامه
ترى الابطالُ تزأرُ كُلَ صوبٍ فيجفل جسمُ قائدِهم وهامه
أتعجب من أفاعيل النشامى علام العُجْبُ يا هذا عَلاما
هم الابطالُ ثاروا واستثاروا وزلزلزوا ارض طالبِهم فهاما
تقولُ لَهُم قيادتهمْ أريِحوا لتنظيمٍ، أبَوْا إلا اقتِحاما
تنادوْا مصبحينَ وطاروا شوقاً الى الاعداءِ يرموهم سِهاما
وكبَروا داعيينَ فكانَ غوثاً من الرحمنِ يردفهم هِماما
فهبوا للقتالِ كَمَنْ دعاهُم لزفةِ عرسْ فاستبَقوا اعْتِزاما
فزغردوا في الهواتفِ منتشينا ويرجفُ غيرهم نسيَ الكَلاما
كأنَ الحربَ لُعبةُ يشتهيها جنودُ الجيشِ فانطلقوا هُيامى
فنذكرُ من جَفا الأهلين طوْعَاً وَمَنْ ترَكَ الطعامَ وثُمَ قاما
ومن تركَ العروسَ بيومِ عُرسٍ وهبَ لنجدةِ الوطنِ اقتحاما
فوافى نَحْبَهُ وقضى شهيداً وزفوه الرفاقُ ضُحىً إماما
وقاتل في صفوفِ الجيشِ رهْطٌ ٌ صيامٌ قاتلوا وقضوا صَيامى
وكانتْ فرصةً لسَدادِ ثأرٍ فصاحَ الجيشُ طرباناً وَهاما
هلمُوا للحياةِ فإما نصرٌ يَردُ الضيمَ أو نَقضي كِراما
فعادوا غانمينَ وعُدنا نزهوا كِراماً ذائقينَ هوى الكرَامة
ساحة النقاش