روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

..................................................................

جمر الكتابة دم ينزف من شرايين الواقع أحيانا تحمل الأوراق خبايا وأسرار تعرف منها كيف إنكسر البشر وتعرف منها كيف داستنا أقدام الظالمين ولا زلنا نقبلها وتعرف كيف سرقت أحلامنا وأمانينا وأمننا وأماننا وفرحتنا وسروررنا ومن يأسنا نلصقها بالأقدار من أوراقنا تعرف كيف إنكسرنا وانهزمنا وصرنا نستجدى حقوقنا من أقوام لن يرجعوها لنا . . جرب وإمسك قلما وأكتب عن نفسك سنكتشف بأنك تنزف

........................................................................

مالك يا وطن حالك بقى حالى

مالك يا وطن حالك بقى حالى
ومنين ياوطن جالك الوجع
شايلك على كتافى بترفس
هو ده يا وطن وقت الدلع
الصبى ماشى شعره شايب
والصبيه من الخوف قلبها فزع
ابيعك يا وطن ولا تبعنى
ده انت عمرك ياوطن ماكنت تبعنى
فى الميادين الولاد وقعين
فى بعض وهدومهم مقطعين
اتحسدت ولا عزمك انقطع
مالك يا وطن دروبك ضاقت
وهموك زادت ونورك طفى
وقلبك اتشال منه الورع
اشكى لمين همى
واحكى لمين غمى
على وطن راح ما رجع

..............................................................

التغريد في فصل الخريف

لما لا تشيخ القلوب كما تشيخ الأبدان والفصول أربعة فما حطت رحالك إلا في ردهات الخريف تدنوا من أغصانه المحتطبة وعصافير تناثر ريشها بفعل قسوة النسيم وكل هذه البراءة تسكن القلب العليل قلب لا يدب فيه المشيب تلك حقائبك التي تراكمت فوقها ذرات الغبار تحكى سنين الهجر والنسيان منذ متى لم تحمل حقائبك وتعتمر محطات القطار وعلى كراسيه الأسمنتية يقرصك الصقيع تلمل ذراعيك وتحتضن نفسك تزعم دفئ قادم من أجنابك تتذكر وداع عيون هزها دمع الفراق تلمح النوافذ من محطة القطار مضيئة بشعاع خافت هزيل تدب بين أوصالك همسات ولقاءات ووهج شباب ظننت يوما انه لن يضيع تسأل عن زحمة السرير من أجساد الرفاق وموائد تجمع اكف عصى عدها تجلس على أريكتك فتأتى أمك تحمل أكواب الشاي وأنت تقهقه بين الرفاق أين الرفاق وأين عرس الصغار في الحواري وأصواتهم تخرق أذانك تقلب دفاترك وكراساتك تبحث عن رسمة قلب رسمتها لك بصفحات الكتاب وتتذكر ابتساماتها بين الرفاق تعشق الجلوس بالمقاهي وتعشق الرحال من بين زحمة طابور المدرسة ترمقك بعينها وتبحث في حقيبتها عن شئ تاه منها تعشق من بين يديها رونق رائحة الشاي تجلجل ضحكاتها نوافذ قلبك المغلقة كم جاءتك منكسرة وأحيانا فرحة وأنت الآن تسرد ذاكرة ليس لها عنوان وصبايا عادوا إلى زمن الرق وورود غطتها الأشواك لم يعد للخريف همسات تتعرى فيه الأشجار وربما تموت تعتكف على شواطئ النهر تتنقل بين الحجار ومجرى الماء أحيانا تقذف بنفسك بين هدير أمواجه تلمحها على صفحات الماء تطربك أغاني العندليب ( إني اغرق إني اغرق وأتنفس تحت الماء )مواسم الهجرة أتتك باكرا أيها الغريق ولم يعد في الحارة أناشيد كل شئ الآن بطعم الغاز وسرعة الريح همس المشاعر رحل مع الرحال فعش كما أنت سجين ذاكرتك وقلبك الذي لا يشيخ كل الطيور هاجرت أعشاشها وربما نفقت من هول القسوة وطول فصل الخريف لا تمد الخطى فقد رحل فصل الربيع ورحلت كل الورود من حولك حتى حديقتك التي رويتها رحلت طيورها وحطت عصافيرها هناك حيت السنة كلها ربيع ويح قدر تتصيده القلوب قاسى على دقاته هي هناك نائمة مسبلة العينين حالمة وقد ارتحلت من بين جوانحها ذكراك هي الآن أسيرة قصر وملك وحاشية وعبيد اغفوا بأحلامك التي لم يتبقى غيرها وذكريات احتوتك فقتلتك فما عاد طرب الأغاني وأناشيد الأعياد تفرحك فأنت الآن بقايا من زمن لم يأتي وحفنة حزن لا تغيب
.....................................................


 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 229 مشاهدة
نشرت فى 7 يناير 2013 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

131,383

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن