روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

محمد رسول الله والذين معه هو ذلك الركب الذي زاحم الشرك وهزمه وروى العالم بنبع المفاهيم الصحيحة لسلوك الإنسان بعقيدة صلحت تعاليمها لكل العقائد محمد رسول الله وصحبه رحلة شاقة وطويلة من المعاناة والتضحيات لخلق بيئة ملائمة لهذا الدين الجديد والذين معه نجوم علا بعضها فوق بعض من فرط تشابهها لا تكد تميزها أبو بكر وعمر وعثمان وعلى رضي الله عنهم رؤوس الصحابة وسرعان ما تكاثرت تلك الحبيبات فينفرط الأفق ويتمدد لمسبحة تشابكت حباتها من فرط عقد لا تراه رهط من الصحابة ينفذ من خيط المسبحة لكل منهم قوس ورمح في صناعة الأحداث التي ظلل هداها الكون بأسره ولأن تاريخهم كان يقف على المحك في لحظات مصيرية لحياة الرسول ورسالته كان تفضيلهم ورضاء الله عنهم منفلق من تلك المواقف البطولية والنادرة لهم في أحداث بعينها وخاصة فى ساعات العسرة فى تاريخ هذا الدين الوليد ( لقد رضى الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة )هذه هى المكافأة لرجال صدقوا الله ما عاهدو عليه وهم الرحماء فيما بينهم هذا الجمع الذى اختلط فيه السيد بالعبد والعربى بالأعجمى فصنع بلال بن رباح لنفسه مساحة في تاريخ الأحداث لم يصنعها الأسياد وفرض نفسه على صفحات التاريخ البشرى والاسلامى وصنع صهيب الرومي ما صنع ما عجز عنة سادة القوم (سلمان منا آل البيت ) ويتجلى التقدير الرباني لهؤلاء ما لا يعهد حدوثه على مر الرسالات السابقة من تبشير بالجنة وهم في كنف الدنيا والرضي والمغفرة والتجاوز عن السيئات ( يا أهل بدر افعلوا ما شئتم فقد غفرالله لكم ) أولئك المبشرون بالجنة .. هذا هو محمد وهم الصحابة ما رفع سيف بينهم وما علا صوت لهم وما بغض بعضهم بعض ؛ وتأتى دابة الرحيل لرسول الله شأنه شأن بقية البشر ( انك ميت وانهم ميتون ) فتوجب عليه إسدال الستار على أخر فصول الأحداث وإغلاق مسانات التسرب البدعى بعد رحيله (اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا فقد بلغ النص نهايته وبلغت الرسالة منتهاها ليرحل رسول الله تاركا خلفه دستورا لا يضل ولا ينسى وعلى الجميع الدوران حول هذا الذي بين الدفتين وما تركه الرسول من تعاليم ومفاهيم في صورة أحاديث نبوية تحصننا من الشبهات ، ولأن القدر نافذ والمكتوب في ألواح الغيب واقع لم يملك رسول الله لهذا الغيب إلا الدعاء والوصية وأحيانا الحزن ( أوصيكم بأهلي خيرا ) ( خيركم خيركم لأهله من بعده ) ( ولدى هذا سيدا شباب أهل الجنة ) ( هذان سيدان إن قاما وإن قعدا ) ( من كنت مولاه فعلى مولاه ) ( أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدى ) هي إذن تلك الرسائل والنصائح والتوجيهات التي أوردها رسول الله ليخفف وطئ مكتوب في ظهر الغيب لا محالة من وقوعه وغيرها كثير من الأحاديث التي تنبه الصحابة وتحذرهم من ذلك اليوم العظيم وما سيقع لهؤلاء النفر الذين لن ترحمهم الأحداث أو الخطوب لترسم لهم الليالي والأيام شراكا لا تراعى فيهم قرابتهم لرسول الله فقد سيق آل البيت إلى أقدارهم بأكف عباد لا ترحم وفقهاء شرعوا للحدث وقوعه فحقنت الأدمغة بالضلال والتضليل إلى حد هيئ للقاتل الذي استدرج من أماكن نفاقه ومراءاته للدين هيئ له أنه بقتل آل البيت إنما يقتل كافرا مرتدا ولا يقتل أبناء رسول الله ثم لعبت أصابع البعض في عقول العامة والبسطاء بحقائق الأحداث فزودوها بالأكاذيب والتضليل وأحيانا بالاجتهادات والفتاوى الجافة الواقفة عند حدود النص القرآني دون التوغل في مقاصده ( يروى ان الامام على زين العابدين وفى رحلته بعد أسره إلى قصر اليزيد هاجمه رجل من العامة وقذفه بالكفر والخروج من الملة فخاطبه الإمام قائلا أتحفظ كتاب الله يا عم قال له الرجل ومالكم وكتاب الله قال اتحفظ قول الله تعالى ( قل لا اسئلكم عليه أجرا الا المودة فى القربى ) قال نعم قال الامام على زين العابدين نحن القربى يا عم فبكى الرجل وهم ان يصيح فى الجموع فاذا بسهم يخترق قلبه ويقتله وكأن الناقل والراصد والمحلل للأحداث يستهويه تضليل الأمة في موروثها الثقافي والديني وهنا تكمن العلة لذلك العقل الذي يعيش اللحظة بكل أحداثها مهملا تاريخ يسرد ويمتد إلى يوم القيامة وان هناك من يعلل ويفسر ويتتبع الأحداث من جديد وهناك خيط رفيع بين الحقيقة والخيال في المروى والمرصود ولأن التاريخ طاغية مع الطاغي وعادل مع العادل تقبل الأحداث كما كتبت يتغنى دائما بمن امتطاه وحلق فوق رماح قوسه ولأن آل البيت لم يكن لهم حظ في امتطاء جواد السارية الأولى لحكم البلاد والعباد خضع التاريخ لمؤرخين جردوه من نزاهته في فترة خضعت لأحداث ارتوت مواقعها بدماء آل البيت وترتوي العقول بأفكار بلغت منتهاها من الانكفاء والعزلة والإغلاق على نفسها فبلغوا نهر الحقيقة بروافد مختلفة ومتنافرة ومتناقضة فانشطرت الأمة إلى ثلاث طوائف متفقة عقائديا ومختلفة فقهيا وفكريا وهم ( أهل السنة والجماعة – الشيعة – الصوفية ) فرواة الأحاديث وتصنيف الصحابة يختلف عند الشيعة عن أهل السنة وكذلك الصوفية أهل السنة عمد كثير من أهل السنة إلى إخفاء السير وعدم تداولها وتركها حبيسة المجلدات مما افقد العامة من المسلمين رصيد معلوماتي عن هؤلاء النفر بل وعمد البعض إلى تأويل الأحداث وإرباكها وعدم الفصل فيها رغم اعترافهم بحب آل البيت وتقديرهم لهم كما عمد أهل السنة إلى التعميم في الأحكام وعدم التفريق بين من هو عاصر وناصر وقاتل في سبيل الله ورسوله وبين أي مجتهد وعالم آخر لم نجد عندهم فكرا أو اجتهادا أو فتوى اعتمدوا عليها منسوبة لآل البيت ولم ينل منهم آل البيت إلا الترضى عليهم هذا إن ذكروا أصلا ، قلة الأحاديث المروية عن أل البيت عندهم أو ربما عدم ذكرها أو الاعتماد عليها الشيعة لقد بلغ الإفراط في حب آل البيت منتهاه بل وضل طريق الثواب في الاعتقاد فهم الاعتماد والأعمدة لكل ما هو إسلامي وهذا صحيح إن نقه من الشبهات والمغالاة الصحابة عندهم ليسوا هم صحابة رسول الله عند السنة أفرطوا وأسرفوا في حب آل البيت فأدخلوا البدع والشاذ في المروى عنهم أخرجوهم من الطبيعة البشرية التي هم عليها إلى درجة قريبة بالإلوهية فعلى عندهم هو قسيم الله في الجنة والنار وفاطمة تدخل الجنة قبل رسول الله القرآن الموجود بين الدفتين هو منقوص ومغلوط وبه أخطاء احيوا سنن نهى عنها ومارسوا طقوس نهى عنها الإسلام بعض الصحابة عندهم خارجون من الملة وبعض زوجات الرسول أيضا... أما الصوفية فهم عالما مستقلا بذاته قريب من أهل السنة في الفرائض والأوامر وقريب من الشيعة في تقديس آل البيت يقدرون كل الصحابة ولا يشتمونهم تخللتهم البدع في حب آل البيت ليس لديهم أيدلوجية أو فلسفة للحكم الإسلامي متيمون بالزهد والعزلة عن الناس تنزهوا من فلسفة النقل والعقل وتمرسوا على سرد الغيبيات والروحانيات المحجوبة عن العامة آل البيت عندهم يمارسون إعمالهم الروحية في الكون وان ماتوا وهذا المفهوم موجود عند الشيعة لا يؤمنون بالعصمة ولكن آل البيت هم النجاة والملاذ والشكوى لا تكون إلا عندهم وأمام قبورهم خلاصة القول ما سبق هو قليل من كثير ونقطة من بحر الاختلاف بين تلك الطوائف وتاه آل البيت بين رحاهم وصاروا ضحية لاختلاف المذاهب وتاه علمهم وفقههم الصحيح رغم أن اقلهم عمرا مات وعمره خمسون سنه وغالبيتهم عاصر رسول الله وشرب منه وتربى في كنفه وسرعان ما نجد أن سيرهم إما ثقيلة على البعض أو مغلفة بالخرافات عند البعض الآخر وكأنك تتجول بين أحضان مؤامرة حصيلتها النهائية هي تهميش آل البيت وطمس سيرهم وهم الذين لا تقبل صلاة إلا بذكرهم ( النصف الثاني من التحيات ) ولا تدخل جنة ببغضهم ولا يقبل دين إلا بمحبتهم

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 646 مشاهدة
نشرت فى 31 ديسمبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

136,854

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن