روعة الإحساس

كنا نسير للأمام أو هكذا كنا نظن فنظرنا نكتشف ما قطعناه وجدنا أنفسنا نسير للخلف وفقدنا ما إحتويناه

<!--

<!--<!--

 

 

القرآن مرة أخرى ومرات عديدة لفظا ومعنى خصوصية وشمول  لكلام يخشع ويتصدع من هوله الحجر فما بالك بالقلب والعقل البشرى (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) وهنا تأتى إباحية النص حينما تنفرط معانيه وتتوغل بين سجايا النفس البشرية وهى ترقب هذا الجدل البديع وهو يتخلق ثم يتكون ولما يكتمل تقذفه العقول إلى فضاء رحب كائنات فقهية تسير الناس وتوازن تطلعاتهم ثم يتشعب مفهوم المفهوم للنص القرآني مرة ثانية داخل نفوس خلقت للجدل تهضم وتحلل وتكون مفاهيم تتعالى على مفهوم السابقين الأولين لأنها تتعامل بمفهوم اشمل لمجتمع أوسع وأكثر شراسة في تقبل الأحكام لا هم خارجين عن الملة فيقضى أمرهم ولا هم داخلين فيها فتخشع جوانحهم كأنهم يرسمون للعقل البشرى أو ما يسمى ( بعلمنة المفهوم ) تدرج يوازى تدرج أمر النص القاطع وهذا هو المرجو  لمفهوم الفقيه عندهم الذي يحرك النص القرآني إلى بيئة مجتمعية  عقلانية حتى يرضخ لها لينحرف بالمفهوم صوب المساحات الضيقة التي يوفرها العقل البشرى البيئوى لاستيعاب مرضى وطموح لقلة أرادوا بسطوة المال والجاه والحكم دخول النص القرآني بيت الطاعة البشرية ، فتطرح الأفكار الفقهية  في زمن القهر ملوية العنق لتظل كامنة وخاملة وراضخة تحت سطوة السلطان ما دام على رقبة العباد قائما، والمثير أن النص لا يتحلل مع تحلل الزمن بل ينشط وتتهيج مفاهيمه مع زوال العارض وهذا ما آل إليه المجتمع الإسلامى من انفجار شطره إلى نصفين بفضل فقهاء سيروا ركب الأحداث مقدمة على ركب النص لأن الرسول عليه  الصلاة والسلام هو رسول القرآن والفقهاء هم رسل مفردات ومعاني  القرآن فالرسول نصره من الله والعالم نصره من لسانه وعقله إما يهلكه أو ينجيه وهنا تكمن علة الفقيه كما أسلفنا فهو إما أن يثبت على الحق أو يتماوج مع السلطان ممسكا بذلك التوازن غير الشرعي لمجريات الأمور لذ لم  يترك القرآن الأمر مشاع بين الأمة فهي مختلفة لا محالة بل ترك الرهان على الفقهاء والعلماء (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) هم  الملاذ لما يختلف فيه المسلمين إذن الأمر ليس شموليا وان على العباد أن يأخذوا من الفقيه محاذير الحلال والحرام وعدم الوقوع في حما الشبهات ويأت النص القرآني مواكبا لجدلية البشر ليلتبس النص عند البعض فالطائفة التي خصصت للمسلمين ، خصصت المسلمين لها فكريا وفقهيا تكرس الحدود والعزلة لطائفتها ليحصد المسلمين مر الحصاد من زراعة منشأها الفقهاء مبتدئة خيوطها مع بروز الشقاق على ولاية الخليفة الثالث ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه وكرم الله وجهه  وتكتمل معالم الفتنة في عهد أمير المؤمنين على ( كرم الله وجهه ورضي الله عنه ) لتبدأ أول شبهة  الاختلاط بين الفقه الديني والفقه السياسي والفرق بين التشريع الدنيوي الذي لا يضر مع الدين شيئا ( فقهاء معاوية رضي الله عنه ) والتشريع الديني الذي لا يأبه بالدنيا ولا يماريها ( فقهاء على كرم الله وجهه ) فيتغلب الفقه السياسي على الفقه الديني ( قتله من جاء به  هي أول تشريع للمناورة حول  الحديث المروى ويح إبن سمية تقتله الفئة الباغية  ) قالها معاوية رضى الله عنه  لما قتل عمار بن ياسر رضي الله عنه وكان قد حدثه رسول الله وقال له ( تقتلك الفئة الباغية ) وهكذا يجد الفقيه نفسه مزودا بمغانم العلم ومقاصد الألفاظ تمكنه من المناورة حول النص أو الحديث وحينما تتشابك خيوط الوقائع يجد الفقيه نفسه مضطرا لإصدار فتاوى مهزوزة ومشكوك فيها تترهل بين الناس فتجد صدى ضعيفا للسمع والطاعة، لتنموا في نفوس المبتدئين بيئة خصبة للمزاحمة على الفتاوى ويجد المتلقي نفسه تائه في شتات الفتاوى والآراء المتناقضة إذن العيب ليس في النص ولكن العيب في حامل النص ومنطقه، لتبدأ الحاجة إلى فقيه يستوعب الأحداث مع بروز النكبة نكبة آل البيت بداية من الإمام على كرم الله وجهه إلى مقتل سبط النبي وسيد شباب أهل الجنة ليجد الفقيه نفسه مكبلا بفتاوى لم يؤهل لها والحكم على أحداث أبطالها هم رموز العلم والفكر والفقه إنهم الأولون السابقون أصحاب البيعتين والهجرتين وأمهات المؤمنين إذن المطلوب منه الخوض في أمور لم يكن مؤهل لها ولكن مضطر للبت فيها لحل الأزمة فقهيا وتقديم مبررات للأجيال القادمة عن طبيعة المشكلة ليكن الحل سياسيا وان كانت النية هي الإصلاح فاجتهدوا وكان اجتهادهم مرهون بمسامع الناس وتلقيهم له وما هي إلا إرهاصات لما يدور على السنة القوم وتقذف الاجتهادات غير مثقلة بتشريع أو نص قاطع هو إذن اجتهاد اللحظة العابرة للأحداث وهو كما قلنا التشريع الدنيوي الذي لا يضر مع الدين شئ  تشريع خروج معاوية والذي البس لباس الدين في خروجه ليبدأ التشريع المضاد لخروجه وأصحاب هذا الرأي اعتقد يجانبه كثيرا من الصواب بسبب قناعاتهم التي ساقوها لعموم المسلمين وأولها بصرف النظر عن سرد التفاصيل فإذا ذكر على رضي الله عنه ، وهو من هو ،لا مجال لذكر غيره ممن بعده  وان كان معاوية رضي الله عنه وإذا قال على فلا قول بعد ما قيل ممن بعده وان كان معاوية  فهو إمام الأمة وصاحب الهجرتين و البيعتين ومن الأولين السابقين فكيف يوازى بمن اسلم بعد الفتح (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ  ) وان كنا نحن مطالبون بإتباع العلماء والفقهاء وخاصة أعلمهم وأغزرهم علما فما بالك أن كان القائل والمفتى في تحليل الأمور هو عميد القائلين ونقيب المحدثين  الإمام على رضي الله عنه وسرعان ما يترنح القول هذا بدخول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وطلحة والزبير رضي الله عنهم وهؤلاء أسد الكتاب والسنة إن تحركوا في عرينهم صمتت الغابة بأسرها ويرجع الفقيه مرة أخرى ليجد نفسه أمام  مشهد أبطاله هم القول الفصل في كل ما جاء في الإسلام  ليجد نفسه مضطرا لنقل الأحداث كما هي من وجهة نظر  من والاه ، ولكن ما كان الله ليذر المؤمنين على ما هم عليه ، ليأتي مقتل الحسين عليه السلام ويكتشف الجميع خطأ التحليل والرصد للأحداث وان خلاف ( على وعائشة وطلحة والزبير ) رضي الله عنهم  هو خلاف لحظي ووقتي ما كان ينبغي المتاجرة فيه أو أن يمتد إلى نهاية الأحداث وان جميعهم ما خرجوا إلا للإصلاح  وان هناك من كان ينتظر  في رحم الأحداث لاستثمارها ويستمد من خلاف المبشرين بالجنة  ومن رضي الله عنهم  ذرائع لنهج الملك الذي بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأتى كربلاء بما أتت وسبقها تنازل الحسن رضي الله عنه عن الخلافة  وما حدث للسبط ابن الإمام ابن بنت رسول الله ( الحسين وآل بيته ) ما كان ينبغي أن يحدث من تشفى وبشاعة في تفاصيل الواقعة ليجد بني أمية أنفسهم منهكين بعبئ المسئولية  وراء ما حدث ويتحملوا أوزار الحقبة  بأكملها  بل وصل الأمر عند بعض العلماء إلى حدود أبى سفيان نفسه وبعضهم توقف عند معاوية والأخر اكتفى باليزيد  وزاد من هذا الطرح ما لاقاه   آل البيت على مدار حكم بني أمية وتجاهل العلماء لسير آل البيت وعدم ذكر أن الحسن رضي الله عنه هو الخليفة الراشد الخامس إذن نحن أمام مأزق تاريخي وموروث فقهي غير محايد ساهمت السلطة والمال في صناعته ليجد الجميع نفسه مثقل بأحداث شتته وفرقته وهو لم يعاصرها أو يعايشها ليحكم عليها

 

mohamedzeinsap

كتبنا وكنا نظن أننا نكتب وقرأت ما كتبنا أكتب تعليقك ربما يكون نافلة القول التى تقيمنا إنتقد أو بارك أفكارنا لربما أنرت لنا ضروبا كانت مظلمة عنا أو ربما أصلحت شأننا أو دفعتنا لإصلاح شأن الآخرين

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2012 بواسطة mohamedzeinsap

محمد زين العابدين

mohamedzeinsap
نحن نتناول إحساسك ومشاعرك وغربتك نكتب لك ..... وتكتب لنا فى السياسة والادب والشعر والقصة والسيرة والدين نحن هنا من أجلك و...... ومن أجلنا لكى نقاوم حتى نعيش بأنفاسنا المحتضرة وآمالنا المنكسرة وآحلامنا البعيدة نحن المتغربين بين أوطانهم والهائمون فى ديارهم »

عدد زيارات الموقع

131,386

تسجيل الدخول

ابحث

ذاكرة تغفل..... ولكن لا تنسى




في قريتنا الشئ الوحيد الذي نتساوى فيه مع البشر هو أن الشمس تشرق علينا من الشرق وتغرب علينا من الغرب نتلقى أخبار من حولنا من ثرثرة المارين بنا في رحلاتهم المجهولة نرتمي بين حضن الجبل يزاحمنا الرعاة والبدو الأطفال عندنا حفاة يلعبون والرجال عند العصارى يلقون جثثهم أمام البيوت على (حُصر ) صُنعت من الحلف وهو نبات قاسى وجاف والنساء ( يبركن بجوارهم ( يغزلن الصوف أو يغسلن أوعيتهم البدائية حتى كبرنا واكتشفنا بأن الدنيا لم تعد كما كانت .... ولم يعد الدفء هو ذاك الوطن.......... كلنا غرباء نرحل داخل أنفسنا ونغوص في الأعماق نبحث عن شئ إفتقدناه ولا نعرفه فنرجع بلا شئ .. قريتنا ياسادة لا عنوان لها و لا خريطة ولا ملامح وكائناتها لا تُسمع أحد نحن يا سادة خارج حدودالحياة في بطن الجبل حيث لا هوية ولا انتماء معاناتنا كنوز يتاجر بها الأغراب وأحلامنا تجارة تستهوى عشاق الرق وآدميتنا مفردات لا حروف ولا كلمات لها ولا أسطرتُكتب عليها ولا أقلام تخطها نحن يا سادة نعشق المطر ولا نعرف معنى الوطن نهرب إلى الفضاء لضيق الحدود وكثرة السدود والإهمال... معاناتنا كنز للهواة وأمراضنا نحن موطنها لا تبارحنا إلا إلى القبور ... وفقرنا حكر احتكرناه ونأبى تصديره نحن أخطاء الماضي وخطيئة الحاضر ووكائنات غير مرغوب فيها...طلاب المجد نحن سلالمهم وطلاب الشهرة نحن لغتهم ... نحن يا سادة سلعة قابلة للإتجار بها ولاقيمة لها .. نحن مواطنون بلا وطن