قصه كفاح الفنان محمد طرخان بسم الله الرحمن الرحيم الرحيم فى1966 10 28 ولد الفنان محمد طرخان فى اسره فقيره فى محافظه الاسماعيليه وكان الحرب والفقر يخيم على مصر والاسماعيليه حيث جاءت حرب النكسه فى عام 67 وهاجر الفنان محمد طرخان واهله الى القاهره فى بدايه الامر ثم عاد الى محافظه الاسماعيليه فوجد منزله تحطم عن اخره مما دفع ابوه وامه للذهاب الى بلدة القصاصين للعيش فيها حيث عاش الفنان طرخان واسرته فى بيت من الطين عيشه بسيطه ولكن الطبيعه رائعه حيث الحقول والمزارع على مقربه من منزله وكان هذا دافه لائراء الحس الجمالى والتذوق لدى الفنان وكان منزله يبعد خطوات قليله عن ترعه الاسماعيليه مما كان يجعل طرخان وهو طفل صغير فى الصف الثانى الابتائى لتأمل الطبيعه يوميا وايضا كان يشكل بالطين الموجود على البحر وايضا الحجر الجيرى اعمال نحتيه وكان يعشق الطبيعه والجلوس فى القطار بجوار النافذه ليرى ابداع الخالق سبحانه وتعالى ويأتى النصر من عند الله فى حرب اكتوبر وكان الطفل طرخان فرح جدا حيث يشاهد الطائرات تحلق فى السماء والجنود تحشد على الارض حتى انه رسم لوحه تشكيليه لحظه عبور القناة ومن هنا كان الطموح للفنان محمد يوسف طرخان ليسجل بريشته البريئه لحظة الانتصار لحرب اكتوبر ومن يومها وهو يحلم لاسرته الفقيره وكل الاسر المصريه بالنصر والتغلب على الفقر والعوذ وتحدى كل الصعاب مهما كانت وكان مثلما ينحت على الحجر الجيرى كان ينحت فى الصخر لكى يتعلم رغم الفقر والحرب وكل الظروف القاهره الضاغطه عليه وعلى اسرته ومع ذلك كان يحلم لمصر بكل الخير ويتخيل نفسه عضوا نافعا لوطنه معلما للاجيال فنانا يرسم بريشته اجمل اللوحات لوطنه الغالى وما ان هدأت الحرب حتى عاد محمد طرخان هو واسرته لمدينة الاسماعيليه وكانت فرحه لهم رغم الخرب والدمار الذى حطم المدينه ومع ذلك عاش الفنان طرخان واسرته فى حى منشيه الشهداء عيشه فقيره حيث الجدران المتهالكه ورغم هذا كله كان يرى من وسط الخراب جمال ومن وسط البيوت المنهالكه حلمه الكبير لم ييئس ابدا رغم الفقر والمعاناة والتحق بمدرسه القنال وكان عاشق لعبد الحليم حافظ وكان يوميا يصحو الفجر ويصلى الفجر ويجلس يستمع للقران ثم بستمع لعبد الحليم فأذا به يسمع فى احدى الاذعات ان العندليب قد فارق الحياه وهو فى رحلته العلاجيه خارج ارض الوطن وينهمر طرخان فى البكاء ويتوجه للمدرسه وهو حزين فقد كانت انشودته للحياه تتمثل فى معاناه وفقر عبد الحليم وحلم الوطن والطموح كل شىء وحينما دخل المدرسه وما ان راته المعلمه قالت له ما بك يا طرخان فاجهش فى البكاء المرير بصوت النحيب لقد مات العندليب فصرخت المعلمه مات حليم وكانت لحظه مريره للمدرسه كلها بل لمصر كلها ضاعت كل احلام السنين وودعت مصر العندليب فى منظر مهيب ورهيب وتمر السنين وينمو الفنان داخل طرخان من حس مرهف

وحزن دفين تشتم رائحته فى لوحاته التشكيليه وكان محمد طرخان يذهب مع زملائه لكى يصطاد السمك وايضا الخلول ويطلق لنفسه العنان ليسبح فى مياه البحر المالحه فى بحيره التمساح وينظف الرئتين بالهواء الجميل لمحافظه الاسماعيليه باريس الشرق التى كانت تنام فى احضان بحيره التمساح والاشجار والخضره التى تكسو حدائقها الجميله يلا روعتها لينضح الفنان بحلمه لوطنه ولنفسه ويتحدى الفقر وكان يعمل فى اجازه الصيف لكى يساعد اهله ونفسه اشتغل فى مخبز ونجار وحداد وتحمل الكثير ودائما كان يضع نصب عينيه حلمه لنفسه ولوطنه ويكبر الفنان ليلتحق بالمرحله الثانويه العامه وفى يوم من الايام كان طرخان يجلس مع زملاء المدرسه بجوار المدرسه وزملائه يدخنون السجائر وفجاءه جاء ابو طرخان ليشاهد هذا المنظر مما جعل ابوه يخشى على ابنه طرخان من الضياع ويتعصب ويضربه وما ان عاد الى البيت حتى يقرر ترك مدينه الاسماعيليه والعوده لقريه القصاصين حيث يدرس هناك فى مدرسه القصاصين الثانويه وطلاب لا هم لهم الا المذاكره وفعلا يعود طرخان واهله للفصاصين وهناك يجد طرخان ضالته حيث الهدور والجو الفنى والمهىء للمذاكره ليتفوق الفنان محمد يوسف محمد طرخان ليكون من اوائل الثانويه بمدرسه القصاصين الثانويه المشتركه وليتم اختياره ليمثل المدرسه فى برنامج اوائل الطالبه الذى يتم فيه التبارى مع مدارس المحافظه الاول وبالفعل تنجح مدرسه القصاصين فى الفوز على مدرسه ام الابطال با الاسماعيليه وهى دائما الاجدر ويفرح محمد طرخان بهذا التفوق ليتم تصعيد مدرسه القصاصين الثانويه لكى تتنافس مع اعرق المدارس على مستوى الجمهوريه مدرسه السعيديه التى تخرج منها اغلب زعماء وقادة مصر ويقف محمد طرخان يجيب عن اسئله اولئل الطلبه وهو يمثل محافظه الاسماعيليه وينجح بقتدار لكى تحقق المدرسه ولاول مره نصرا على مستوى الجمهوريه ويعود طرخان وزملائه وقد حققوا ما لم يحققه احد من قبل با الاسماعيليه من خلال مدرسه متواضه بريف الاسماعيليه وفى احد الايام وطرخان جالس مع زملائه لكى يستذكروا دروسهم وقد كانوا وقتها فى احد بيوت زميل لهم يدعى السيد احمد وبجوارهم الماعز والجاموس والحقول امامهم فقال طرخان احلم ان اكون فنان تشكيلى وقد تخرجت من كليه الفنون الجميله وذاع صيتى واصبحت مشهوار اطلع فى التليفزيون والصحف والمجلات فا انجر زملائه كلهم فى الضحك باا على صوت فحزن طرخان وقال لهم ان شاء الله ما اقوله يتحقق ومفيش شىء صعب احلم وصوب على اعلى هدف واعمل من اجل تحقيق اهدافك تتحقق با ذن الله وتمضى الايام ويكون محمد طرخان من اوئل الثانويه ولكنه اراد بحب ان يلتحق بكليه الفنون الجميله لكى يحقق حلمه الذى طالما راوده لم يبحث عن كليات القمه لكنه بحث عن كيف ينمى موهبته لكى يصبح فنانا تشكيليا يخدم وطنه وليس مهم المال بقدر الابداع وشىء يحبه وبالفعل تاتى اليه الرغبات مكتوب فيها انه بالفعل قد التحق بكليه الفنون الجميله بالزمالك وليذهب طرخان للكليه ويسكن فى المدينه الجامعيه فى امبابه وكان كل يوم يمشى هو وزملائه عابرين الكوبرى بين الزمالك وامبابه لكى يصل الى المدينه الجامعيه وكان يجلس فى غرفته فاذا به يجد ان اغلب البيون والشقق التى بجوار المدينه لفنانين ممثلين ومطربين وملاصقه تماما للمدينه فمثلا سميره سعيد وكان وقتها هى وزوجها الملحن فى عز مجدهم الفنى وكان طرخان يرسم على اعذب الالحان والاغانى من خلال تواجدهم بجواره ومن اول يوم التحق طرخان بكليه الفنون وعندهم سكن فى غرفته مع اثنين من زملاء الكليه قال لهم ان شاء الله اكون من اوئل الكليه فسخروا منه وضحكوا بصوت عالى تماما مثلما حدث من قبل فى القصاصين ائنا المذاكره وكان يحلم بان يلتحق بكليه الفنون الجميله وها قد تحقق حلمه فلما لا يكون من اوئل الكليه فلما وجدهم بسخريتهم منه هكذا فرد عليهم بل اعدكم ان شاء الله ان اكون الاول وليس من الاوائل فضحكوا اكثر وقالوا له انت مجنون احلم على ادك مثلا تجيب جيد بدل مقبول فرد عليهم طرخان ان شاء الله الاول والايام بيننا وبالفعل ومن اول يوم بدء طرخان فى التركيز متحديا كل شىء الظروف القهريه الضاغطه حيث ان والده قال له يا بنى انا موظف محدود الدخل وراتبى لا يكفينى فكيف اعطيك فلوس لكليه عمليه مثل كليه الفنون الجميله التى عرفت من الناس ان مصاريفها باهظه التكاليف فقال طرخان لابيه با ابى انت شوف كام تعطينى من فلوش شهريا وما عليك ان شاء الله انا ادبر الباقى وفعلا قال له ابوه عشرين جنيه كل اول شهر فقال طرخان اشكرك يا ابى والحمد لله ان شاء الله ربنا يبارك فيهم وفعلا يذهب طرخان للكليه ليجد ان فقط ايجار سكن المدينه الجامعيه عشرون جنيه فيبتسم طرخان وزملائه فى الغرفه معه وبسخريه يلا حلها بقا ازاى تطلع الاول بعشرين جنيه من اين الاكل والشرب ومصاريف الكليه فيقول طرخان ربنا بيدبرها من عنده وفعلا صدق طرخان فيما قال الله الكريم اكرم الاكرمين بمجرد من ان دخل طرخان الكليه حتى نده عليه احد الموظفين بشئون الطلاب قال له تعالى الدكتوره عائسه عبد الهادى التى اصبحت بعد ذلك وزيره التامينات الاجتماعيه عايزك يا طرخان فيتوجه طرخان وهو لا يعرف لماذا تريده؟ وسبحان الله الدكتوره قالت له انت من اوئل الثانويه وتستحق فلوس شهريه من الكليه وبالفعل قام طرخان بتعبئه استماره فيها كل بيناته وايضا استماره اخرى لطلب خامات وهذا سا عدته الدكتوره لكى يكون لديه خامات الكليه نعم الله الكريم ما عليك سوى ان تحلم وتجتهد فى تحقيق حلمك بكل الطرق المشروعه ولكن ما زالت المشكله اين الفلوس للاكل والشرب وغيره من الملابس والمواصلات الكثير الكثير وما ان وصل طرخان المدينه حتى علم من اداره المدينه الجامعيه ان موظف من شئون طلاب محافظه الاسماعيليه موجود لكى يستمع لمشاكل الطلاب وبالفعل حضر طرخان الاحتماع واذا به يجد ان من يحضر الاجتماع محافظ الاسماعيليه دكتور عبد المنعم عماره ذلك الرجل الانسان الاب بمعنى الكلمه وهنا حينما شاهد طرخان المحافظ عماره تذكر ذلك اليوم البهيج حينما حققت مدرسه القصاصين الثانويه مركز على مستوى الجمهوريه جاءوا الى مكتب المحافظ عماره لكى يكرمهم وقال لهم ساعتها ايه يا طرخان عايز تدخل كليه ايه فقال له الفنون الجميله فصفق له بحراره وقال اول واحد اشوفه لا يقول كليه الطب او الهندسه وقال عماره احنا لدينا الكثير من الاطباء والمهندسين لكن مش كل يوم نطلع فنان تشكيلى مبدع نعم الله عليك محمد يا طرخان ادخل الفنون الجميله لكى نستفاد بك ومصر تستفاد منك بفنك الرائع وبعد ان تذكر طرخان هذا الموقف الجميل من دكتور عبد المنعم عماره الانسا الفنان توجه طرخان الم المنصه بحب لكى يقبل المحافظ عماره وقال له عماره ازيك يا طرخان يا فنان المستقبل ومن يومها وعماره يشجع طرخان ماديا ومعنويا اى نعم بقدر بسيط لكن اعتمد له اشياء توفر له سبل النجاح والتفوق واستطاع ان يكون مقرر الرحلات بالكليه والجامعه ونظم العديد من الرحلات وكان يساعده دكتور عماره فى دخول البلاجات ولعل هنا موقف طريف جدا حيث ان محمد طرخان من شده حبه لعماره كان دائما يتحدث عنه فى الكليه وطبعا زملائه يسمعوا ويطنشوا وبعدين يتهامسوا عليه قال ايه المحافظ صديقى بيكذب علينا طرخان وانتهزوا فرصه رحله ذاهبه الى الاسماعيليه وقال فيما بينهم اليوم راح نكشف كذب طرخان فطلبوا من محمد طرخان ان يسلموا على محافظ الاسماعيليه فى مكتبه بالمحافظه القديمه بشارع محمد على فقال لهم طرخان وماله شىء بسيط ان شاء الله يتحقق وفعلا ما ان وصل الباص حتى وقف امام مبنى المحافظه ونزل طرخان لكى يطلب من المحافظ عماره السماح للطلاب بان يسلموا على معاليه وفعلا دخل طرخان المحافظه ولكن الحظ العائر ان فى هذا اليوم موجود خمس وزراء مجتمعين مع المحافظ عماره ومديره مكتبه لا يريد السماح لطرخان بالدخول اصلا وهنا رجع طرخان الى الباص وهو حزين فشمتوا فيه وقالوا له اليوم عرفنا انك كذاب محافظ ايه اللى يعرفك ! ومن كثره السخريه والضحك عليه راح نازل من الباص مسرعا وانطلق كالريح الى داخل مكتب المحافظ فاتحا الباب على الوزراء الخمسه ومعهم عماره وتوقف طرخان عند الباب فقالوا له عماره تعالى يا طرخان وفعلا توجه طرخان لكى يسلك على عماره فعانقه بحب وابويه شديده وقال للوزراء هذا فنان عظيم ابن من ابناء الاسماعيليه اسمه محمد يوسف طرخان فسلم عليه كل الوزراء الخمسه بحفاوه وهنا قال عماره لطرخان عايز شىء فحكى له قصه الطلاب وانهم يريدون السلام عليه فا اعتذر له عماره فقال له ماحدث فضحك عماره وقال له روح قول لهم انهم مش هيسلموا عليه بس دا انا راح اجى اجلس معهم فى البلاج ويقصد بلاج وشاطىء الفيروز من ارقى بلاجات الاسماعيليه وقتها فااعتبر طرخان ان هذا الكلام تصريفه من المحافظ له لكونه مشغول يعنى معقول هيسيب الوزراء ويجى يجلس معانا نحن الطلاب ونزل طرخان من مكتب المحافظ يجر اذيال الخيبه وبمجرد ما ان دخل الباص وقال لهم هذا الكلام حتى انفجروا فى الضحك والسخريه فرد عليهم طرخان الميه تبين الغطاس انتظروا حتى ياتى المحافظ وطبعا المحافظ وعده بعد ساعتين راح اجيلكم فى الشاطىء وذهبوا للشاطىء وبالفعل تمضى مش ساعتين ئلائ ساعات ولم يأتى المحافظ وكان حزين جدا وفجأءه يسمع طرخانعلى بوابه البلاج صوت سرينه سياره وصول المحافظ عماره فيفرح طرخان اشد فرح بقدوم المحافظ

ويقوم مسرعا ليتأكد اولا بنفسه ولما تأكد نده باعلى صوته وقد دب فيه الروح والسعاده يلا جميعا نتجمه لكى نرحب بالمحافظ وفعلا نزل المحافظ عماره وسلم عليهم جميعا وكان معنا من الطلاب بنت الفنان سيد زيان وسلم عليها وقال لها ازى ابوكى وكانت المفاجاءه الاخرى حيث قال لنا عماره انا محضر ليكم مفأجاءه المطرب محمد فؤاد وطبعا كنت قد تعرفت عليه من قبل فى مكتب المحافظ عماره وحتى جرينا انا والمطرب محمد فؤاد حتى نمره سته لكى نمارس رياضه المشى وتبعنا دكتور عماره يومها وذهبنا لكى نلعب الكوره فى الفيروز
ولذلك بمجرد دخول محمد فؤاد بسيارته الجولف السوداء حتى هلل الجميع فرحا بالمحافظ والمطرب الشبابى المحبوب محمد فؤاد
وما انا نزل محمد فؤاد حتى تبادلنا العناق
والمحبه
وذهبنا جميعا اولا للغذاء ثم جلسه سمر وايضا للسباحه فى القنال ثم للعب كوره وللحق كليهما حريف كوره
وكان يوم ممتع جدا وكنت سعيد للغايه
وفى نهايه اليوم وبعد ما اتصوروا جميعا مع المحافظ والمطرب محمد فؤاد عدنا للقاهره مره اخرى
ومن يومها اصبحت مشهورا فى الكليه والجامعه واصبحت اتمتع بثقه وحب الجميع
ولذلك كنت انجح بمنتهى البساطه فى انتخابات الكليه والجامعه
وكرمنى محافظ الاسماعيليه عماره عده مرات وفى يوم من الايام كنت موجود فى المحافظه فقال لى طرخان تعالى اركب معى السياره ولم يركب سيارته المرسيدس بل ركب سياره صغيره لكى لا يعرفه احد ذهب متخفيا وقال لى محمد امسك ورقه وقلم واكتب ما اقوله لك
فكان يتمشى فى شوارع الاسماعليه ليشاهد كل شىء فى الشارع بنفسه
فاذا وجد زباله يقول لى اكتب فى الحته الفلانيه قمامه وهكذا
وفى صبيحه اليوم الثانى استعى كل روساء الاحياء ليقول لهم وانا كنت جالس اخبار الحى ايه فيرد كل واحد تمام
فضحك عماره وقال لى طرخان قول لكل رئيس حى نايم على نفسه فى مكتبه ماذا وجدنا فى الشوارع
فا اخرت الورق وجلست اقراء لهم كل شىء فقالى لهم عماره تفضلوا بسرعه فى خلال ساعات كل واحد يدينى تمام بكل ما قيل نظافه كامله
نعم هذا كان الانسان الفنان عبد المنعم عماره
وكان يقول لى ليتك يا طرخان متخرج كنت مسكتك منصب
وهو اول من علمنى فى دورات فن اعداد القاده
وكلفنى بتجميل الاسماعيليه
وقنت بعمل تصميم لسوق السمك وغيره من اشياء
وتمر الايام واتخرج من كليه الفنون الجميله اول الدفعه
وقمت بعمل العديد من المعارض التى افتتحها الوزير الفنان عبد المنعم عماره
وبعد تخرجى من الكليه ذهبت لكى اؤدى الخدمه العسكريه وتم ذهابى لمركز تدريب حرس الحدود وهناك تلقيت تدريبات عسكريه قاسيه لكن كله يهون فى حب مصر
وفى يوم نزلت اجاز
ه

وعلمت ان المحافظ راح يفتتح لى احد معارضى بمركز الفنون
ولبست البدله وذهبت لكى اتشرف بالمحافظ وعرض لوحاتى التشكيليه
وطبعا هنا اتذكر شىء هام جدا ان هذا المعرض هو نتاج مشروع تخرجى من الكليه واتذكر كشريط امام عينى قصه هذا المشروع
حيث اننى رسمت مشروع تحت مسمى عالم الروحانيات والموت
مما جعل استاذى دكتور احمد نوار ودكتور عوض الشيمى للقلق لكون الموضوع قوى مما يحتاج لعمل كبير وتفاصيله دقيقه
ولكن الحمد لله قمت بعمل شاسيهات كبيره بالخشب وفردت عليها ورق من الرول وتم تثبيتها على الخشب ومن ثم اصبحت جاهزه للرسم عليها
وفعلا عملت سقاله وثبتها بشكل جيد وجلست ارسم فى الكليه ليل نهار
وطبعا فى سريه لكى افا جاء الجميع وفعلا رسمت لوحات بالقلم الرصاص وايضا بالجرافيك تحكى عن عالم االموت وما يكتنفه من غموض ومن اراد خير واعظ فالموت يكفيع
وجاء يوم التحكيم واتفقت مع زملاء من الممثلين لكى يعملوا لى عرض مسرحى مع التحكيم ومن ضمن اللى اتفقت معهم صديقى المخرج العظيم وائل احسان والممثل احمد عبد العزيز
وغيرهم من النجوم الان
وكان زميلى فى الكليه الممثل البطل الان ماجد الكدوانى وان ترك وكثير
وينبهر الجميع بطريقه عرض لوحاتى خيث الصراخ وصوت قتل طريقه رائعه للعرض
مما استحوذ اعجاب الجميع وكان ساعتها يسجل التليفزيون المصرى برنامج مع مرتبه الشرف لى والطلاب الاوائل
تذكرت كل هذا واذا بقتاه جميله تقول لى اين الفنان الذى رسم هذه اللوحات الرائعه فيرد زميلى ويقول هذا هو الفنان طرخان
وفعلا اشعر بقشعريه فى جسدى وتنشاء علاقح حب بينى وبينها واتزوجها مبكرا مما عطلنى كثيرا
رغم اننى ما زلت فى مركز التدريب
بالجيش بحرس الحدود
وما ان عدت للجيش حتى علمت انه سيتم ترحيلنا جميعا الى سانت كاترين

وفعلا تم ترحلينا الى كتيبه حرس الحدود الموجود فى وسط جبال سانت كاترين ووصلنا فجرا ودرجه الحراره سته تحت الصفر

وما ان وصلنا جبال سانت كاترين حيث تقبع الكتيبه بين الجبال ومنظر جدا مخيف حيث العقارب والثعابين السامه نهيك عى الابتعاد عن زوجتى الحبيبه حيث قصه الحب والمغامره وهنا اتذكر وانا ما زلت فى عربه الجيش كيف اننى تزوجت زوجتى وانا ساعتها كنت فى مركز تدريب حرس الحدود وحكى لى احد الجنود ان الاجازات هنا بصعوبه شديده لدرجه ان المؤهل الغالى قد ينزل اجازتين او ثلاث فقط فى جيشه فحزنت حزنا شديدا هذا بخلاف البرد بل الجليد الذى ينزل علينا وما ان دخلنا الكتيبه حتى خرج علينا الصول بكرشه الكبير
وتبعا نحن العساكر اشبه ما نكون بدجاج يريد ان يتدقاء من الجليد والبروده
مما جعلنا جميعا ننكمش بجوار بعضنا البعض وكان من الصول بدل ان يرحب بنا قال ايه يا عسكرى يا بعكوك انت وهو ايه يا فرفور منك ل مؤهلات عليا له وتبعا كل هؤلاء العساكر
وبدء الصول فى ضرب العساكر بالطم على الخد غقلت لنفسى والله ان وصل لى ولطمنى على خد سوف اضرب لطما على خده
وفعلا اقترب منى ولطمنى لكننى تراجعت مسرعا وبسرعه لطمته على خده لطمه خف الجمل
فصاح ازاى يا عسكرى تضربنى !
وكنا قد سمعنا ونحن فى الطريق ان هذه الكتيبه بها بعض التسيب والانحلال وطبعا معهود عن الجيش الضبط والربط
وصانع للرجال والابطال
وفجاءه ظهرت خلف الصول سياره جيب جيشى
نزل منها قائد الكتيبه الجديد
فشاهد لقطه غريبه لاول وهله له
بالكتيبه التى سمع عن عدم الانضباط بها
الصول يتهور ويريد ضربى بقوه وانا اقول له لو سمحت انا متظلم دورنى مكتب
فيرد الصول نعم يا روح امك ويشتم ما لذا وطاب من الشتائم
وانا اذكى منه شفت القائد واورطه اكثر واقول له الجيش مفهوش شتائم
فيضرب القائد بالعصا على كتف الصول ويقول له مش بيقولك العسكرى دورنى مكتب
ويامر القائد الصول الذى معه ان يدورنا نحن الاثنين مكتب
وفعلا يتم احضار ملفى وملفه لكى يعرض على القائد
ووقفنا انتباه
وما ان نظر القائد فى ملفى حتى ترك الموضوع وقال لى انت خريج فنون جميله
فقلت له نعم
فقال فنان كويس انت اول الكليه ما شاء الله
فقلت له ان شاءالله اكون عند حسن ظنك
فقال لى معك الغرش والالون فضحكت وقلت لا انا عسكرى فقط
فقال مين قاللك كده وهنا صاح الصول غاضبا وقال يا فندم انا مظلوم ضربنى العسكرى ده
فقال القائد لى ماذحدث يا عسكرى طرخان
فقلت له بصراحه سياده القائد
انا فعلا لطمته على خده
لكن ردا على ما فعله فقد لطمنى على خدى وبدل ما يرحب بنا فى الكتبه فى اول يوم لنا وفى جو قارس البروده
فرد القائد جدع لو لم تفعل غير ذلك لعاقبتك الجيش مفهوش ضرب ولا شتيمه
سامع ياصول وبعدين اللى انت بتضربه ده مؤهل عالى ضابط يعن زى الضباط زملائه اللى جالسين دول
وهنا قال لى القائد اجلس عسكرى طرخان فجلست بعيدا كده فقال لى تعالى اجلس بجوار فا اغتاظ الصول بل كاد يموت
فقال الصول ازاى كده يافندم بدل ما تعاقبه فقال القائد\ انا راح اعاقبك انت بالسجن وعدم نزولك اجازه
وقال لى القائد اسمع روح حضر نفسك لكى تنزل اجازه لكى تحضر ادواتك الفنيه فرش الوان وكده يعنى
فرحت فرح لم اصدق نفسى وما ان خرجت من مكتب القائد حتى سجدت لله شاكرا على رمال سانت كاترين
وذهبت مسرعا وجهزت نفسى للنزول اجازه فكانت مفجاءتى اننى نازل مع القائد فى سيارته الجيب
وطول الطريق دار بينى وبين القائد حديث شيق عن الفن وقاللى انا احب الفن والفنانين اعشق الرسم واللوحات واحب الجمال
وحمدت لله على الاجازه
وما ان وصلت حتى ذهبت وسلمت على اهلى وزوجتى
واخبرتنى امى ان المحافظ عماره عايزنى
فذهبت مسرعا للمحافظ وهناك ادخلنى مدير مكتبه فقال لى عماره اخباركظاهر انت فين مش
ظاهر ليه
فقلت له انا فى الجيش وكمان رحت فى سانت كاترين قلى كمان طيب ولا يهمك راح اخلصك الموضوع دوت
وهنا تذكرت شىء مهم اننى تقدمت لرئبس القسم لكى يتم تعينى معيد بالكليه
ولكن كتب على الطلب ان القسم فى غير احتياج لمعيدين جدد
فحزنت جدا ولكن بمجرد ذهابى للدكتور عماره قال لى لا تقلق ان شاء الله بسيطه
وفعلا احضر المحافظ عماره عميد الكليه ورئيس القسم والفنان احمد نوارولفيق اخر وعمل معهم اجتماع مغلق وانا كنت معهم وهنا كلمهم ان عمل بينالى الاسماعيليه وفى النهايه طلب منهم تعينى معيد وقالوا شىء بسيط بس تخلص جيش وتيجى
وانتهت الاجازه بسرعه وعدت للكتيبه وانا حزين على فراق زوجتى الحبيبه
وبمجرد العوده حتى تم الاتصال بالكتيبه لكى اكون فى الاسماعيليه
ولكن هنا قال لى القائد انا منزلك اجازه ولا تروح تجيب لى وسطه لطى تكون فى الاسماعيليه
طيب اسمع انا راح اعملك معك اتفاق او صفقه سميها زى ما تحب
يافنان
انا راح اخليك فى مكتب العمليات وافرغك تماما للرسم وتجميل الكتيبه
وتاكل من ميز الضباط مثل اى ضابط

وايضا تنزل اجازات كويس جدا

ففكرت وقلت توكلت على الله
وفعلا بدءت فى تجميل الكتيبه

مستخدما حتى الرمال الملونه الموجوده
فى جبال سيناء
وبالفعل تحصل الكتيبه على اجمل كتيبه
مما جعل قائد حرس الحدود بنفسه يأتى فى يوم للزيارع ودخل الكتيبه على حين غره
وسئل من الذى قام بهذا فقالوا له جندى اسمه محمد طرخان فقال للقائد ارجو احضاره الان
ووقفت انا والقائد

انتباه من حديد امام اللواء زئيس حرس الحدود فقال لى انت اللى عملت الشغل الحلو ده فقلت له نعم قالى اركب السياره معى فنظرت الى قائدى فقال اسمع الكلام واركب
فركبت ولا اعرفاين وجهت ورايح فين وما مصيرى فاذا بى متجه الى الاسماعيليه فقال لى زى ما عملت فى الكتيبه عايزك تعمل احلى هنا طبعا دا مبنى قياده الجيش فقلت حاضر يا فندم فقال لى روح النهارده عند اهلك وبعد اسبوع تعالى تكون ريحت وفكرت راح تعمل ايه

وبالفعل صممت مدخل اكثر من رائع لمبنى القياده حتى ان القائد قال لى اطلب اى شىء فقلت له ممكن توفر لى دبابتن فقال لى لو عايز صاروخ اجيبه لك فقلت له عايز فضحك وقال حاضر بس كده وبالفعل تم احضار كل ما طلبته ولذلك كان الشكل النهائى تحفه بمعنى الكلمه لدرجه اننى كنت قد قاربت على نهايه مدتى العسكريه وعلم القائد بذلك فقال لى معلهشى حاول تنجز بقدر المستطاع فقلت له لا تقلق يا فندم حتى لو بعد انتهاء خدمتى انا تحت امركم فقال انت فنان بجد محترم وانهيت خدمتى وقد انجزت ابداعا فنيا للجيش والكتيبه
وبمجدر خروجى من الجيش اقمت معرض فنى رائع فى نادى الزهره وحضره محافظ الاسماعيليه وقتها الدكتور احمد الجويلى ولفيف من المبدعين والفنانين والاعلام وكان معرض كم كان جميل
حتى ان احمد الجويلى المحافظ اشترى من كثير من اللوحات حتى لابنه وبنته وكان احمد الجويلى رجلا مهذبا محبا لمصر متفنيا فى عمله حريص على المال العام ومن خلال هذا المعرض قال لى الدكتور جويلى لابد ان استفاد منك ومن خبراتك فكلفنى بتجميل مداخل الاسماعيليه وكانت ساعتها فى منتهى الرداءه لا تليق بمحافظه الاسماعيليه عكس الان
وكلفنى بالعديد لتجميل حدائق عامه واعمال فنيه عديده ولظروف لم استطع ان اكمل كمعيد بالجامعه وكان لدى عرض ان اعمل مهندس بمصنع الاسماعيليه للملابس الجاهزه وفضلت لذلك لعده اسباب منها ان شقتى بجوار سور المصتنع فقد اذا ذهبت لكى اصلى صلاه الظهر تقف لى زوجتى لى تسلم عليع من بعيد من البلكونه
وفى يوم من الايام وانا رايح اصلى كانت زوجتى تقف فى البلكونه تشاور لى وانا اشاور لها فشاهد هذا المنظر المدير من مكتبه حيث الزجاج الفاميه هو يرانى وانا لا اراه
فنده عليه المدير وقال لى اسمع يا بشمهندس انت بتضحك علينا وعامل نفسك رايح تصلى وتعاكس بنات الناس فى البلكونه انت متحول للتحقيق فضحكت فقال لى وكمان مستهتر فقلت له اسمع بس دى زوجتى واحنا متزوجين قصه حب فضحك المدير وقال استغفر الله ان بعض الظن اثم
سامحنى انا شكيت فيك وقلت كلام وحش عنك طيب حيث كده من بكره وكل يوم ليك راحه لمده نصف ساعه للصلاه فى بيتك وترجع بعدها للمصنه حيث ان شقتى ملاصقه للمصنع
وما هى الا ايام وفى يوم من الايام انا راجع من المصنع الساعه الثالثه عصرا اذا بطفل صغير فى مدخل العماره يقول لى عمو ماما راحت مع طنط المستشفى لانه بتولد الان فلم اصدق الولد فطلعت شقتى فوجدت الفاكهه والخضار موجودين فى الصاله وتعجبت فتاكدت من كلام الولد ونزلت بسرعه فوجدت ام الولد قد جاءت وقالت لى زوجتك وهى بتشترى الخضار والفاكهه من السوق نزلت عليها
ميه الولاده فذهبت بها مسرعه للمستشفى وجيت لكى اعرفك فرحت مسرعا على شقته والدها ووالدتها لكى ياتوا معى وبالفعل توجهنا جميعا للمستشفى
وما ان دخلت المستشفى دقائق اذا الممرضه تسئل فين والد هذا الطفل الجميل لكى يعطينى الهديه
وفرحت بالطفل الاول الذى اسرت زوجتى ان تسميه محمد على اسمى من شده حبها لى
وتمر الايام وكنت اطمح فى تحسين احوالى الماديه خاصه بعد مجى ابنى الاول محمد وكثره المصاريف وفى يوم وانا جالس على مكتبى وانا اعمل مهندس بالمصنع فى فتره الرست قرئت عن مطلوب مهندس للسعوديه لتجميل حديقه حيوان الطائف

فلم رجعت لشقتى حكيت لزوجتى وكانت للاسف جشعه وطماعه وتعشق الفلوس وتضحى من اجلها بالغالى والنفيس فقالت لى يلا بسرعه مستنى ايه هيا سافر حسن لينا احاولنا الماديه وللاسف هى كانت سبب من اسباب تركى معيد بكليه الفنون حيث شافت ان مرتبى قليل ففضلت عملى كمهندس بمرتب اكبر وايضا لم تسكت وكانت مسرفه جدا مما دفعن للعمل ليلا كمشرف بقاعه الفنون التشكيليه بمركز الفنون الذى لطالما طالبت به وحقق لنا هذا الحلم المحافظ الفنان عماره
وعلى الفور توجهت للسفر للقاهره لكى اقدم سيرتى واعمالى لمكتب السفريات الموجود بميدان لبنان وارسلت سيرتى واعمالى للسعوديه وبعد عده اختبارات تم اختيارى من بين سبعماثه مهندس
وفعلا تم تحديد السفر فتوجهت لكى احجز تذكره من شركه مصر للطيران بالقاهره وتم النصب على وسرقه فلوس التذكره وعدت الى الاسماعيليه حزين شاحب الوجه فقالت لى امى فداك يا ابنى المهم انت بخير وااعطتنى فلوس لكى احجز واسافر فعلمت ان لى صديق مسافر السعوديه الى جده بالباخره فقلت لنفسى فرصه اجرب البحر وانا عاشق للجمال والطبيعه
وركبنا انا وصديقى الباخره من السويس وودعنا الاهل والاصدقاء وزوجتى وابنى محمد الذى اكثر من اثر فى وهو متعلق بى الى اخر لحظه وظل هذا المنظر لايفارقنى ليل نهار
وكنت احب زوجتى رغم انها ما كانت تستاهل كل هذا الحب عشقتها عشقا لم يعشقه احد لزوجته وهذا كان سبب نكبتى فى زوجتى الاولى
ولما ركبنا السفينه انا وصديقى واكلنا ونمنا فى الكبينه اذا بنا نصحو على كارثه السفينه كأنها تغرق وعلى الفور لبست انا وصديقى طوق النجاه وصعدنا الى اعلى السفينه فوجدنا ناس كثيره واذا بالقبطان يتكلم فى الميكرفون ويقول يا جماعه ماذا بكم ؟!
انتم فاكرين السفينه بتغرق لا انا نسيت انبه عليكم ان فيه منطقه تشعر فيها باتلمطبات وكأن السفينه بتغرق هذه هى المنطقه التى مر وعبر فيها نبى الله موسى عليه السلام حينما شق البحر بالعصى وتبعه فرعون وجنوده فغرق
ونجى موسى واتباعه ومن يومها جعلها الله عبره للجميع
ووصلت الباخره بخير ميناء جده ومنها ذهب المهندس طرخان الىمحافظه الطائف كم هى جميله وهواء جميل تختلف عن باقى الاجواء بالسعوديه بس الاوكسجين قليل شويه نظرا لارتفاعها فوق الجبال
وما ان وصل المهندس طرخان حتى رحب به رجل الاعمال السعودى الذى هو مسئول الان عن الاشراف وتجميل الحديقه وفعلا اهتم به جدا بكرم الضيافه وعزمه على العشاء الفاخر فى بيته مما اثار غيره وحفيظه باقى المهندسي والاطباء الموجودين بالحديقه
وتم شراء كل شىء جديد له من سرير وفرش وكل شىء بصراحه شىء رائع وسكن جميل فى اطراف الحديقه التى كانت حوالى ستون فدان
وما ان استلقى طرخان على سريره واراد ان ينام رغم التعب والسفر الطويل حتى راى امام عينيه منظر ابنه الصغير محمد وهو متمسك به ويبكى حتى اخر لحظه ويشد فيه لا يرديده ان يفارقه يا الله لحظه صعبه جدا وايضا زوجته التى احبها حبا لا يوصف
فجلس يبكى طرخان ولكن ماذا يفعل الامر جد خطير فى غربه وبينه وبين زوجته وابنه الاف الكيلو مترات
وبدء طرخان رحله الغربه من يومها وحتى الان مثله مثل الالاف بل الملايين من زهره شباب مصر فى مختلف البلدان يترك محبوبته فى مصر ومصر من اجل لقمه العيش

طرخان يعلم انه جاء للسعوديه فى مهمه صعبه حيث مطلوب منه تجميل الحديقه لان هذه الحديقه لها قصه حيث ان الدب اكل واحد باكستانى كان كل يوم يعانقه ويضع له الطعام لكن سافرلمده يومين لكى يعمل عمره فى مكه ونسى الدب الذى كاد يموت من الجوع مما جعل الدب ينتقم منه حينما عاد وفتك به ولذا تم غلق الحديقه لمده عامين ولكن رجل الاعمال السعودى تقدم بطلب لفتحها وهو يجملها ويعيد رونقها
لذا تم احضار الفنان المهندس طرخان لهذا الامر الهام وفعلا نسى طرخان كل الالامه وبعده عن محبوبته وولده واهله ومصر الغاليه
من اجل ان يكرس جهده لتجميل الحديقه وما ان مر طرخان بالحديقه حتى اكتشف خلوها من اهم الحيوانت مثل التمساح والدب والزرافه وكثير من الحيوانات
وعلى الفور عمل المهندس طرخان احتماع مع كل العاملين معهم وتقريبا عددهم يصل التسعين من مختلف الجنسيات ومتنوعين مختلف الحرف وكان من بينهم اثنين فلبنيين بجد عيلب فنانين يعنى ما ان اضع تصميم الا يتم تنفيذه احسن مما اتخيل دقه وجمال وابداع
وقمت بتصميم مدخل الحديقه ومدينه الالعاب للاطفال وحتى الاقفاص والكثير وقمت بعمل رسومات جداريه يمكن اكبر جداريات رسمهتها بعمرى كله كانت فى الحديق قد تصل الى ثلاثون او اربعون متر مع ارتفاه عشره امتار ولذا كنت استخدم السقالات
واذكر اننى حينما كنت ارسم هذه الجداريه الكبير رسمت فيها بانوراما الحيوانات الغير موجوده بالحديقه حتى تعوض الزائر والرسم لكونه دقيق ومناظر خلابه فى الخلفيه وحركه حتى القرود جالسه امهم بتفليهم اشياء جدا جميله كل هذا كان يجعل الزائرين للحديقه يتركوا الحيوانات لكى يتصورا هم واولادهم بجوار لوحاتى الجداريه لدرجه اذكر ان احدهم قبل راسى والله العظيم وقال لى لو انت سعودى كانوا طلعوا بيك السما فشكرته وقلت له اشكرك
ومن الطرائف فى الحديقه اننى كنت يوما راسم لوحه قرود جدا جميله تبو كانها حقيقيه لدرجه ان الناس من بعيد تجرى بسرعه معتقده ان القرود موجود كده ليست داخل الاقفاص واذا بى وانا ارسم اجد من يلقى على ظهرى من الخلف حجر صغير انظر خلفى لا اجد احد اتعجب!
وهكذا عده مرات وفى الاخر اسمع صوت ضحكه قهقه عاليه تخيلوا من القرد الشمبنزى سبحان الله اشيه ما يكون با الانسان ويضحك ويضحكفرميته بالحجر فصرخ وجلست اضحك من الفكاهه
والحديقه بها الكثير والكثير ولكن احتفظ بها لاننى ان شاء الله راح اعمل قصتى فى حديقه الحيوان

ولعلى كلما جلست ارسم على السقاله اظل بالساعات الطوال مما كان يجعلنى ائذكر اشياء كثيره من الماضى
فمثلا تذكرت وانا صغير فى القصاصين كيف كنت اتعلم القران على يد الشيخ الجليل ابوسنه وكان نظرا لانه يسكن بعيد عن المسجد وكان المسجد بجوار بيتى فكان يعطينى مفتاح المسجد وافتح واشغل الراديو واجيب اذاعه القران الكريم
واحيانا اذا تاخر الامام اقوم انا برفع الاذان بصوتى فى الميكرفون وكنت طالما احلم ان اذهب للسعوديه لكى اؤدى فريضه الحج والعمره

وهنا وقفت فجاءه قائلا لنفسى ازاى حتى الان ما عملتش عمره لابد ان اذهب بكره لعمل عمره وفعلا ذهبيت بسيارتى وعملت عمره وبمجرد ما ان رايت الكعبه والمسجد الحرام والناس تطوف حول الكعبه حتى شعرت بقشعريره فى جسدى وبكيت مع الفرحه لم اصدق نفسى اننا وجها لوجه امام الكعبه وكان ساعتها قبل الفجر بساعتين واستطعت ان اقبل الحجر الاسود كان عدد الناس قليل فى هذا الوقت ومن يومها وجعلتها عاده كل اسبوع اذهب متوجها من الطائف الى مكه لعمل عمره والاستمتاع برؤيه الكعبه المشرفه كم كنت اشعر بالسعاده والفرحه والراحه النفسيه
لدرجه اننى على مر السنين تعديت اكثر من ستين عمره اتمنى من الله ان يتقبلها
وفى نفس العام توجهت للحج
ومشهد اكثر من رائع لحظه الوقوف على جبل عرفات
وكيف تاه منى اصدقائى فى الحج ولم اقابلهم الا بعد الرجوع من الحج
وتذكرت وانا جالس على السقاله ارسم ولكن فى يوم اخر حينما جاء الخال الشاعر عبد الرحمن الابنودى وافتتح لى عده معارض حوالى ئلاث معارض
وكيف كنا نجلس انا وهو والنائب وكيل مجلس الشعب ايامها وزعيم الاغلبيه احمد ابوزيد عند جاب الله فى شارع الئلائينى نتحاور ونستمع لشعر الابنودى واذكر هنا موقف طريف فى بدايه حياتى كان عندى دراجه اركبها واروح بيها كل مشاويرى فلما جيت قبا الحته اللى جالسين فيها الابنودى وسياده النائب وركنت الدراجه بعيد فلمحنى الابنودى وسكت فلما جيت وجلست معهم قال لى انت راكن العجله بعيد كده ليه ممكن تتسرق انت مكسوف منها يارجل انت عندك عجله احنا مكنشى عندنا عجله
وكلما جلست ارسم اتخيل شريط الذكريات امام عينى لدرجه فى يوم كنت ارسم داخل حوش الاسد وتحديدا امام غرفته وامام النافذه لكن بها حديد ومرتفعه وانا جاتلس على السقاله ونظرت الى الاسد وجدته نائم مستلقى على الارض فقد اكل لحمته ونام نوما عميق وبالتالى سرحت انا ارسك واتذكر شريط ذكرياتى الطويل
وانا مندمج وسارح فى طفولتى وزوجتى واهلى واولادى الا وفجاءه المح انكسار فى ضوء الغرقه
فمن فضل الله ان اشعه الشمس كانت منعكسه على الغرفه فلما قرر الاسد ان يقفز ويمد يده على رقبتى من بين الاسياخ الحيديه
حدث انكسار فى اشعه الشمس
فتنبهت بسرعه ولكن قد خدش با اظافره جزء من رقبتى فنزفت دماء وبسرعه قفزت للخلف على كومه رمال كان يتم وضعها فى حوش الاسد ليجلس عليها
وشاهد هذا المنظر السعودى المسئول عن الحديقه فقال استر يارب
وبسرعه ذهب بى الى المستشفى والحمدلله كان الامر بسيط
الحديقه عالم اخر دنيا اخرى
وكنت كلما جلست فى هواء الطائف الجميل اتذكر ذكرياتى
واتذكر كيف تم لقائى بوزير الثقافه فاروق حسنى
من خلال اول يوم له
حيث كان يقيم معرض له فى قاعه محمد محمود خليل
وكيف قابلته ايضا مع المحافظ عماره فى الاسماعيليه وكيف كنت اجلس معه ومع كل الفنانين
فى مهرجان الاسماعيليه للفنون الشعبيه
بعد الانتهاء من العروض على المسارح
يعود الجميع حيث نزل الشباب بالشيخ زايد
وكيف رسمت لوحات جداريه رائعه بمركز شياب الشيخ زايد
بنزل الشباب
ولعلى اتذكر هنا كان فى الجلسه مديحه كامل وعزت العلايلى والدكتور ابوعوف والكثير ومحمد فؤاد
واتذكر حينكا كنت فى الكليه وكنت عضوا فى اسره الاصدقاء وحينما افتتح لى الدكتور محمد ابوسنه احد معارضى
وحينما حضر الكاتب الكبير انيس منصور لكى يفتتح احد معارضى بمركز الفنون
وايضا محمد الموجى
وهانى شاكر
وحضر معرضى علاء محمد حسنى مبارك
والكثير الكثير
ذكريات لا تنتهى
سجل حافل من الذكريات
ولاعبى االاسماعيلى
ومحمد بركات كنا نجلس سويا على القنال ويغنى محمد فوزى وهو بالمناسبه صوته جميل
وصحفيين واعلاميين
واتذكر معاناتى وكيف تعبت حتى اسافر
وكنت ساعتها لكى اتكلم مع اهلى وزوجتى احمل فى يدى كيس مليان بالعمله المعدنيه واذهب الى اقرب تليفون موجود بالشارع واتصل واظل اضع العمله الواحده تلو الاخرى الى ان تنتهى ثم ازعل بعده لفقد صوتهم
احساس صعب الغربه والفراق
وكنت كلما جلست ارسم اتذكر طفولتى افراحى احزانى حلمى لنفسى ولمصر التى تعيش دائما فى وجدانى لكنها للاسف لا تفكر فى نهائيا
اتذكر ايام المدينه الجامعيه حينما طلب منى تجميل المدينه الجامعيه ورسمت لوحات جميله وساعتها رسمت مفتاح الحياه عند الفراعنه وكاد يعمل مشكله مع بعض طلاب الاخوان المسلمين ايامها
اتذكر ايام الكليه والبنات اللى كانت بتحبنى وانا لا اعيرهم اى اهتمام
حياه طويله فيها ما فيها
واتذكر حينما ساهمت انا وزملاء فى اجازه الصيف وكان معى اصدقاء الان اللى مستشار واللى اعلامى وساهمنا فى تنظيف وتجميل شوارع الاسماعيليه
وحينما طلب منى عمل ملصق سياحى للاسماعيليه
وتصمم شعار المهرجان
والكثير الكثير اشياء لا حصر لها
وطبعا كنت بعد كل جلسه للرسم اقوم زعلان واكرر ان اعود لمصر لان دى كانت اول مره اتغرب عن حبيبتى
ام الدنيا كلها التى اهملتنى للاسف
وفعلا تلككت مع السعودى عده مرات
وكنت دائما فى صف عمالى
وليس معه وطلبت منه اكثر من مره خروج نهائى ولكنه يرفض لدرجه انه عرض عليه اتفاقات عده وفى نهايه الامر قلت له سوف اذهب الى الاماره او السفاره لكى اسافر فخاف وفعلا سافرت الى مصر وكم كانت فرحتى يالله ساعه ما شفت ارض مصر
وبيوتها القديمه ورائحه شوارعها
كل شىء
رغم انها تلفظنى وليس لى حظ فيها الا اننى اعشقها عشق حتى التراب
وبدءت معاناه البحث عن عمل لى فى مصر فعملت مهندس فى النساجون الشرقيون لمده اسبوع شفت فيها الويل حيث انتى من العمل الساعه السابعه مساء واقف على الطريق منتظر سياره تودينى الاسماعيليه انتظر ساعات اخرى ومنطقه مخيفه فى وسط الجبل دا وقتها
زمصانع سيراميك كليوباترا
رغم اختيارى من خبراء ايطاليين
لكن الوضع لم يعجبنى ناس مش عايزه تفيدك فى اى شىء معامله جافه
رغم ام محمد ابو العنين عرض عليه زياده فى الراتب
لكننى تركتهم
ولما لقيت الوضع مش لاقلا فرصتى فى بلدى
وزوجتى الله يسامحها كانت دائما تحب انى اسافر
واتصل عليه احد مكاتب السفريات وقالى تسافر السعوديه تانى راحت زوحتى واخده التليفون نعم يسافر
وسافرت استاذ بمدارس الحرمين وكنت متفق معاهم على استقدام زوجتى ولكن رجعوا فى كلامهم مما جعلنى لا اجلس معهم غير سنه ولم اكملها
فقد سافرت جده ولكن الحق يقال اننى كنت اسبوعيا اذهب لعمل عمره بسيارتى من جده لمكه
ولكن كنت شابا وافتقد زوجتى مما جعلنى انهى العقد واعود لمصر
وكنت دائما وما ظلت اتمنى العود ولدى حنين لمصر
لكنى حينما اعود افتش عن فرصه لى لا اجد
وحينما رجعت طلب منى الظهور فى العديد من البرامج التليفزيونيه
وتكلمت معى احد الاعلاميات انها كانت فى احد المعارض وكانت تعرض لى لوحات رائعه وكان يفتتح المعرض المحافظ المحجوب وسئل عنى
فقالوا له الفنان محمد طرخان مسافر
فقال لهم حينما يرجع اتمنى ان اراه واسلم عليه فنان رائع اعماله جميله
وحينما علمت ذلك رحت المحافظه وسلمت عليه ورحب بى شديد الترحيب وقال لى ما تنفعشى القابله دى لازم تيجى عندى نجلس وتتعشى معى
وفعلا جلست انا وهو وكلمنى عن اعماله الفنيه هو فنان نحات وعاشق للرسم والجمال
وظهرت وقتها فى العديد من البرامج ومع فنانين امثال ابراهيم عبد القادر
ولطيفه وهانى شاكر
وقدمت للتليفزيون برنامج كاركاتير فى رمضان عن شخصيات
لكن للاسف الضرائب كانت تحاسبنى قبل ما اخد الفلوس نكبه
وكنت موضوع على شرائح متعدده
مما يجعلنى دائما سفر اليدين
وتلح زوجتى فى السفر مره اخرى وكانت تضيع منى الكثير
ولاترى الا نفسها فقط
لا تفكر فى من قريب او بعيد
المهم هى
!
ويتصل عليه مكتب السفريات تعالى
طبعا لدى ملفى اشبه ما يكون بالملف النووى كما اطلق عليه الزملاء من كثره الجوائز والشهادات والتكريم
فلما شاهد الرجل السعودى هذا الملف
قال فين الاستاذ صاحب هذا الملف فقالوا له بره موجود راح طالع لى بنفسه وقال لى تفضل يا استاذ
فدخلت المكتب معه فقال لى ماشاء الله كل هذه الخبرات ومسافر المصريين دول ما بيفهموش رديت عليه قلت له احترم نفسك فقال لى لا والله ما اقصد اهينك او اهين المصريين يا اخى مفروض يسونك وزير يعنى تكون وزير فى مصر
فتنهدت وسكت
فقال لى عموما انا افتخر فيك وراح اخدك معى مدير للمدارس
وكان الرجل فى مصر بلسم
ولكن انقلب الحال لما وصلنا الطائف
حيث وجدته يريد ظلم المدرسين
وعمل نظام الجاسوسيه
رفضت كل هذه الاساليب القذره وللاسف
كان من استجاب معه حتى لدرجه وضع جواسيس عليه
لم يعجبنى هذا الجو المريض فقررت الرحيل مره اخرى لمصر رغم انه تحايل عليه شديد المحايله
وسافرت فى مشهد درامى حيث بكى عليه كل المدرسين وهم واقفين يودعونى
وللعلم رسمت رسومات جداريه رائعه فى هذه المدرسه
وبمجرد ما ان عدت حتى طب منى صديقى النائب صلاح الصايغ الوفدى
ان اتى اليه ومعى ملفى الى مكتب الصحفيين بالمحافظه كان الصايغ وقتها لسه صحفى فقط
ودار حوار بينى وبين الصايغ وكل الصحفيين يكتبوا
وبعد انتهاء اللقاء الصحفى جلست احتسى الشاى مع صديق عمرى الصايغ
فسألنى طيب انت الان جيت نهائى من السعوديه ماذا انت فاعل قلت له والله ما اعرق
؟
فقال لى شوف وانت رايح على بيتك فى المستقبل راح تجد فى الطريق المجمع التعليمى
خد الكارت ده توصيه للواء حلمى مجاهد
وكيل وزاره بالمجمع
وفعلا اخذت الكارت ورحت وانا فى الطريق رحت رايح على المجمع التعليمى
واستوقفنى رجل الامن فقلت له انا عايز اللواء حلمى مجاهد
فا اتصل عليه بالتليفون فى مكتبه
فرد عليه وقال لرجل الامن دخله لمكتبى
وفعلا ما ان دخلت وسلم على واعطيته الكارت
وبعد ما شاف ملفى انبهر وقال لى انت مش محتاج كارت من حد
انا فخور بك ان تعمل معى ورن الجرس ونده مدير شئؤن العاملين وقال له تعاقد على الفور مع المهندس طرخان كمهندس
وفعلا تم هذا والتحقت بالمجمع وما هى الا شهور قلي�

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 301 مشاهدة
نشرت فى 20 فبراير 2015 بواسطة mohamedtarkan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

57,764