بعد ان تخرج كريم من كلية الفنون الجميلة التحق بالجيش لكى يؤدى الخدمة العسكرية وما أن ذهب الى منطقة التجنيد حتى تم ضمه الى معسكر التدريب بحرس الحدود كجندى  وحينما كان ذاهب الى منطقة التجنيد هو ورفاقة من الأصدقاء والزملاء من الكلية  لم يتخيل ساعتها كلا منهم أن الأمر سيتحول بهذه السرعة من الحياة المدنية الى الحياة العسكرية .                                   وبالفعل تتحرك عربة الجيش بكريم وزملائة الى معسكر التدريب فى الجبل الأخضر ثم يأتى عليهم الليل وقد أستشعر كريم ورفقاه الخوف وأختلاف الحياة عليهم تماما وقد غير  الجميع ملابسة بملابس عسكرية والجوع كان يفتك بكريم وزملائة وما أن دخلوا المطعم بالمعسكر حتى فرحوا جميعا ولكن جاءت المفاجأة حيث طعام مختلف عن حياتهم المدنية  ووجدوا الأنضباط فى كل شىء حتى أثناء الأكل . ولكن سرعان ما تأقلم كريم وزملائة فى المعسكر التدريبى                ومع صبيحة اليوم التالى تأتى التدريبات الشاقة  حيث الخطوة العسكرية والقفز من أعلى المبانى الشاهقة .                                                                وتسلق المبانى والقفز من الطائرة وغيرها من التريبات الشاقة التى تعتبر تدريبات صاعقة  وكان كريم كل ليلة بعد كل هذا العناء يركن فى غرفتة مع زملائة الجنود وقد أستلقى كلا منهم على سريره  وراح يغط فى نوما عميق  ومع التعب الشديد الأ ان كريم يحلس بجوار السرير يرسم ويتامل محبوبتة التى لم يعد يراها بعد أن التحق بالجيش  !                                                   ويدخل علية أحد رجال صف ضابط ويرى رسم كريم الجميل ويقول له ما أجمل رسمك  هل أنت فنان ؟ فيرد علية كريم قائلا نعم أنا خريج كلية الفنون الجميلة      فيذهب صف الضابط على الفور الى الضابط المنوب ويعلمه الأمر فينادى على كريم لكى يرى رسمة الجميل وبالفعل يعجب الضابط  بفنة وابداعه ويقول  له لابد أن يستفاد منك مركز التدريب من فنك وابداعك الرائع وعلى الفور اتيحت الفرصة لكريم لكى يرسم ويخط لوحات جمالية حبث أن كريم يجيد الى جانب الرسم الخط العربى  ومن ثم أصبح كريم فنان الجيش ومركز التدريب بحرس الحدود  والجميع يطلق علية فنان ويجلس فى الليل يرسم لوحاتة الجميلة ويتجاذب أطراف الحديث مع محبوبتة سارة يوميا وكل ليلة بالتليفون ولكن فى ذات ليلة أخبرتة محبوبتة سارة خبر سىء جدا حيث أن ابن عمتها عاد من العراق ويريد الزواج بها وتقدم فعلا لخطبتها من أبوها الذى وافق على الفور لكونة ابن أختة ومن العائلة  ولكن سارة حزنت فهى تحب كريم .              وبناءا علية أتصلت بكريم حبيبها لكى يتصرف بسرعة ويحاول الحصول على اجازة او تصريح من الجيش لكى يتقدم لأبوها وبالتالى توافق علية وتعتذر لأبن عمتها  وفعلا حينما سمع كريم الخبر لم يتمالك أعصابة وكان كالمجنون يريد أن يحصل على اجازة من الجيش بشتى الطرق لكن للاسف الوقت متأخر من الليل ولا يوجد اى أحد من الضباط لكى يسمح لة بالنزول اجازة وأيضا غدا الجمعة عطلة والضابط المسئول غير موجود فقط صف ضابط وهذا ليس له صلاحية فى إعطاء اجازة  .                           ففكر كثيرا كريم  وبعد مشاورة مع صديق له فى مركز التدريب قال له توكل على الله وأقفز من على السور وسافر وخلص أمورك مع أبو حبيبتك وتقدم لخطبتها ثم تعاود مسرعا الى مركز التدريب دون أن يشعر بعدم وجودك أحد المهم أن تاتى قبل يوم السبت الصبح  وفعلا أخذ كريم يفكر فقال له زميلة لا وقت للتفكير هيا أنطلق على الفور لا تضيع الوقت هيا سافر وتقدم لخطبتهاوأن شاء الله موفق بإذن الله .                                                   وفعلا حمل كريم حقيبتة وقفز من أعلى سور مركز التدريب  وأستقل القطار المتجه الى الإسماعيلية وعندما توقف القطار فى محطة الإسماعيلية ذهب كالريح الى بيت حبيبتة سارة وتقدم لإبيها ولكن فى بادىء الأمر رفض أبوها كريم حيث أنة مازال فى الجيش ولم يكون نفسة بعد ولا يوجد لدية شقة ولا عفش وكلام من هذا القبيل فبكت سارة على حبيبها كريم مما جعل أبوها يدرك أنها تحب هذا الشخص كريم وكان أبوها طيب القلب ومثقف جدا وأدرك الحب الجارف فقال هل الحب وحده يكفى ؟! فقالت سارة نعم ياأبى فقال لها أبوها انتى اللى راح تتحملى كل المعاناة فى الحياة !                                 وعلى الفور تم الخطبة ولكن كان لعمها وأبوها رأى أخر حيث تم عقد القران ولم يصدق كريم وسارة هذا الأمر ولم يتخيلوا ما وصلوا إلية !                             ولكن فى غفلة مضت أربعة أيام فى هذه الأحداث وهنا تذكر كريم الجيش وكانة كان فى حلم جميل  فااستيقظ منه على كابوس يا الله ! الجيش وأنة متغيب الأن أربعة أيام عن مركز التريب ولابد أن يعود مسرعا    الى الجيش  ويسلم نفسة  وعلى الفور يودع كريم زوجتة سارة واهلها وأهلة وينطلق مسرعا للجيش .                                                     وعندما وصل كريم الى مركز التدريب وقف حائرا بجوار السور وفكر فيما ينتظرة من سجن وعقوبة ولكنة أخذ ينادى بصوت منخفض على زميلة فجاء إلية وقال له لم نتفق على هذا التاخير لماذا تأخرت اربعة أيام ؟ !            كان أتفاقنا على يوم واحد فقط وتعود مسرعا ورغم ذلك تخيل لم تحتسب غياب الأ اليوم فقط  المهم حمدا لله على سلامتك هيا أقفز من على السور لكى نرتب لك الأمر  وفعلا قفز كريم داخل مركز التدريب وعانق زميلة وقال له طمنى عنك يا كريم وعن أخبارك هاه عملت إية ؟ فرد علية كريم الحمد لله رب العالمين كل الخير والنعمة من الله عز وجل لم أصدق ما وصلت إلية كل هذا الكرم من الله لقد تزوجت من سارة بفضل الله فصاح زميلة لا أصدق ما تقول يا كريم احكى لى الأمر لكن الأهم الأن أن نثبتك حضور أولا وبعدين نحكى كل شىء براحتنا تماما لدينا متسع من الوقت بعدين تعالى بسرعة نكلم الصول محمد لكى يساعدك وقال للصول محمد يا حضرة الصول محمد أنا كنت مع زملائى فى طلبة الكثبان الرملية فضحك الصول محمد وقال له           الله يسامحك يا كريم أنت فاكرنى أهبل وعبيط أنا متابع تغيبك من اول يوم خرجت فية خارج معسكر التدريب وعندما علمت من زميلك سبب خروجك تعاطفت معك وتوقعت ان تنجز مهمتك بسرعة وتعود وكنت كل يوم أثيتك حضور ولكن يوم بعد يوم مرت أربعة أيام ولما فقدت الأمل فى عودتك أخذتك فقط اليوم غياب لكن الحمد لله على سلامتك وعودتك طمنى عنك وعن أخبارك عملت إية ؟ فى موضوعك فرد كريم بفرحة الحمد لله تزوجت من حبيبتى  فرد الصول محمد بفرحة عامرة بجد خبر جميل طيب لإجل هذا الخبر الجميل راح أساعدك وأثبتك حضور من ضمن زملائك فى طلبة الكثبان الرملية وانطلق كريم فرحا مع زملائة وذهب الصول محمد مسرعا الى الضابط المسئول وأخبرة بالحقيقة كاملة وأن كريم قد تزوج فرد علية الضابط وكان يتمتع بطيب الأخلاق والمحبة من الجميع أذهب يا صول محمد وأحضر لى الجندى كريم وعلى الفور جاء كريم ووقف أمام الضابط وقال له الضابط ياكريم الف مبروك الزواج وأنا راح أخدمك خدمة غير التجاوزر عن تغيبك عن المعسكر أنى أيضا أمنحك أجازة لمدة سبعة أيام بشرط عندما تأتى للمعسكر يكون معك إثبات انك تزوجت قسيمة الزواج ففرح كريم شديد الفرحة لدرجة انه لم يصدق ما يسمع سبحان الله كرم من الله لقد توقع ان يسجن من أجل التغيب والهروب من معسكر التدريب لكن كرم من الله تبدل الحال الى ان يتم منحه اجازة لمدة اسبوع تنفس كريم الصعداء وسجد لله شاكرا وسلم على الضابط والصول وزملائة وذهب الى غرفته فقال له الضابط الى اين ؟ هيا انطلق لعروستك مسرعا وفعلا انطلق كريم يسابق الريح صوب السكة الحديد ليركب القطار متجها الى مدينته الإسماعيلية وماهى الأساعات قليلة وكريم يضغط على جرس منزل أهله ومن العجيب أن أهل زوجتة سارة حينما سلم عليهم كريم قبل سفره الى الجيش كانوا جالسين مع أهلة فى بيتهم وسافر وعاد ومازالوا جالسين حيث يتناولوا طعام الغذاء وحينما ضغط كريم زر الجرس الكهربائى بطريقة معينة أقصد نغمة معلومة لزوجتة سارة تعجبت وقالت معقول هذه رنة جرس زوجى كريم فرد أبوها قائلا اه ! هذا ما كنت أخشاه ان يهرب كريم من الجيش ولا يعود إلية مرة أخرى وان يجلس بجوار سارة ابنتى وهرولت سارة مسرعة الى الباب وفتحت فعلا كريم على الباب وهو يلبس ملابس الجيش وعانقتة وفرحت به ولكن والدها تعصب وانفعل بشدة وقال له لن ينفع هذا الكلام ياكريم دا اللى انا خايف منه هروبك من الجيش ؟! فرد علية كريم لا ياعمى أنا لم أهرب أنا أخذت أجازة من مركز التدريب فضحك والد سارة ضحكة سخرية أجازة معقول تذهب إليهم هربان أربعة أيام ثم يعطوك أجازة !           فين ورقة الأجازة ؟ فأعطاه إياها كريم فنظر فيها بعناية فائقة فوجدها سليمة فتعجب والد سارة ! وضرب كفا بكف  وفرحت سارة بهذا الخبر وهذه الأجازة وفرح ابو كريم وامه أيضا وأجلسوه وهم يقبلوه بحفاوة شديدة وعلى الفور ذهبت سارة تحضر طعام الغذاء لزوجها كريم .                       وعمت الفرحة المنزل وماهى الإ ساعات قليلة وأنصرف الجميع كلا الى مقصده . وجلس كريم وسارة مع بعضهم البعض وكأنما عصافير تغرد على أغصان الشجر . وما أسرع أن مضت الأجازة السبعة أيام ثم عاد كريم وقد أصطحب فى يدية ورقة عقد القران حتى يعطيها للضابط فى مركز التدريب بالجيش . وعاود كريم حياتة اليومية ورسوماتة الفنية الرائعة ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن حيث تم توزيع الجندى كريم مع رفاقة فى سلاح حرس الحدود الى كتيبة فى سانت كاترين  وهنا كانت المفاجاءة لكريم حيث كان يتمنى أن تكون كتيبتة فى مدينتة الإسماعيلية .                          أوحتى بجوارها ولكن سانت كاترين بعيدة جدا فى سيناء حيث الجبال المخيفة والعقارب والثعابين والليل الموحش وفى الطريق أخذ يفكر كريم فى محبوبتة وزوجتة سارة وقال يا الله بعدت كثيرا عن محبوبتى ومدينتى الاسماعيلية .   لم يكن يتخيل كل هذا البعد  وكان كلما سأل أحد من صف ضباط متى نحصل على اجازة يضحكون ويقولون لكريم أنت مؤهل عالى يعنى ممكن تخلص جيشك فى أجازتين او ثلاثة فيقول كريم ما معنى هذا الكلام ؟! أيعنى ان الأجازة بعد فترة طويلة جدا .                                               ويحزن كريم حزنا شديدا ويلجأ الى الله ويتوضىء ويصلى ويجلس يستغفره ويقول لنفسه إن شاء الله ربنا الكريم راح يدبرها لى من عنده وثقتى فى الله كبيرة وكأن كريم يشعر براحة  رغم كل هذا وتصل عربة الجيش وبها كريم وزملائة وكان الوقت فى الساعات الأخيرة من الليل والجو شديد البرودة برودة قارسة حتى أن درجة الحرارة قد تصل الى ستة تحت الصفر جبال شاهقة عالية الأرتفاع والجو بارد جدا والحزن يخيم على المكان إحساس داخلى لكريم برفض الواقع الئليم جدا هذا لكن هيهات ماذا يفعل ؟! يريد أن ينتهى من أداء الخدمة العسكرية لكى يشق طريقة فى الحياة وهنا ينظر كريم للجبال الشاهقة التى تقع على جانبى الكتيبة ويراها لأول مرة فى حياتة  وكأن الكتيبة علبة كبريت بين الجبلين  ويعود كريم ليطمئن نفسه لكن سرعان ما أفاق على صدمة بمجرد نزولهم من عربة الجيش صدم بالجو القارس شديد البرودة يرتعد كريم وزملائة من شدة البرودة وفجاءة يظهر لهم صول قصير وله كرش كبير ويقول لهم أسترجلوا يا شوية عيال  ويضرب بكفه الأيمن على وجوه الجنود زملاء كريم فقال كريم  لنفسه والله لو أقترب منى وضربنى لاصفعنة على خده مثلما يفعل لزملائى  وفعلا ما أن أقترب الصول القصير بكفية من وجه كريم جتى لطمه على خده وبادلة كريم الصفعة بمنتهى القوة التى لم يكن يتوقعها الصول ابدا فهو دائما يضرب فقط والعساكر لا تحرك ساكنا من الخوف ويخلص جيشه على خير ولكن لاول مرة يتجرأ كريم ويصفعة على وجهة وهنا جن جنون الصول وأخذ يهرتل بكلمات وشتائم ولم يكن يدرك أن هناك قائد جديد قد جاء لهذه الكتيبة المنحلة بكل ما فيها وسمعتها السيئة والقائد الجديد قد نزل من سيارة الجيش الخاصة به كقائد وبرفقته مساعد ضابط ملازم له ووقف القائد خلف الصول الذى لطمة كريم وقد هاج وماج الصول على كريم ركلا بالأقدام وكريم يقول له أنا متظلم دورنى مكتب ولكن هيهات الصول يقول له سوف أدفنك هنا فى الجبل فتعصب القائد وكان فى يده عصا صغيرة فأشار على كتف الصول وقال له أنت يا صول لا تسمع العسكرى بيقولك دورنى مكتب أنت لا تعرف العسكرية ولوائحها وعلى الفور أصدر القائد تعليماتة لمساعد الضابط الملازم له دورهم هم الأثنين لمكتبى للتحقيق والوقوف على الحقيقة وبمجرد دخولهم مكتب القائد أصطحب المساعد ملف كلا منهم . ونظر القائد فى ملف الجندى كريم فأذا به يبتسم ويقول للجندى كريم أحقا أنت فنون جميلة فنان يعنى فيرد كريم نعم فيقول له القائد معك أدوات الرسم هنا فيقول الجندى كريم لا سيادة العميد أنا جندى فيرد القائد علية من اليوم أنت فنان الكتيبة وتوزرع على غرفة العمليات فيغضب الصول ويقول للقائد إزاى يا فندم تكرم العسكرى اللى اعتدى عليه فيرد علية القائد أنا شفت كل حاجة من الأول انت ضربتة على وجهة وهذا مخالف لتعليمات ولوائح العسكرية وهو رد عليك وانتهى الموضوع ولكن أنت محبوس لكونك أسئت أستعمال سلطتك وممنوع من النزول اجازة لمدة أسبوع وفى المقابل تم منح الجندى كريم أجازة لمدة عشرة أيام لاحضار ادواتة الفنية الخاصة بالرسم وطبعا فرح كريم فرحا شديدا بعدما تخيل انه لن ينزل من الجيش أجازة الأ بعد فترة شهرين على الأقل سبحان الله وعلى الفور ذهب مسرعا الى غرفتة لكى يجهز نفسه للاجازة واخذ يلبس ملابس الأجازة وهو فى غاية السعادة وماهى الأساعتين وكان كريم على مشارف طريق السفر من سانت كاترين الى السويس ثم الى الإسماعيلية ورغم البرد الشديد الأ ان فرحة كريم تشعره بالدفء والراحة النفسية وركب الباص الخاص بالجيش وجال بخاطره تلك اللحظة التى يدخل فيها بيتة ويعانق زوجتة سارة وارتسمت السعادة على وجه كريم المشرق وعندما وصل الى بيتة لم تصدق زوجتة سارة بقدومه  .      وعمت الفرحة البيت كله وشرح لهم ملابسات الجازة الغريبة وبعد مضى ستة أيام من الأجازة ذهب كريم لمبنى محافظة الإسماعيلية لكى يسلم على المحافظ وكان هذا المحافظ مهتم بالمبدعين الشباب ويرعاهم دائما وكان كريم يريد ان يتوسط له المحافظ وفعلا دخل كريم على مكتب المحافظ وسلم علية وشرح له ظروف زواجة وكيف ان كتيبتة فى الجيش بعيدة جدا فى سانت كاترين فوعده المحافظ أن ينقله الإسماعيلية حيث مخابرات حرس الحدود بجوار بيت كريم وانتهت الأجازة سريعا كلمح البصر وعاد كريك حزينا الى كتيبتة حرس الحدود بسانت كاترين وكان طوال الطريق لا يفارق عينة لحظة وداع سارة له وحينما وصل الى السويس كان لأبد أن يركب اللنش البحرى الخاص بقناة السويس والذى ينقل العساكر للضفة الأخرى من القناة حيث سبناء .         وما أن وضع كريم قدمية فى اللنش البحرى وجلس حزينا يتذكر محبوبتة   ويحدث شىء عجيب منظر رهيب حيث اراد أحد العساكر أن يركب اللنش البحرى وكان اللنش قد بدء يغادر الشاطىء وأراد العسكرى اللحاق به فوقعت قدمية من على اللنش فسقط فى عرض القناة وهنا اتضح أن العسكرى لا يجيد السباحة حيث أخذ يصارع الغرق والموت بكا ما اوتى من قوة والجميع ينظر إلية دون أن يحرك ساكنا وهنا دار فى رأس كريم لو انه مكانة وانه سيفارق الحياة وقد يكون هذا العسكرى لديه أولاد وما بال اهلة أيضا وزوجتة التى تجلس تنتظر عودته وعلى الفور بلا تردد انطلق كريم مسرعا وخلع حذائة العسكرى وقفز فى عرض مياه القناة لكى ينقذ العسكرى الذى كاد يغرق وما أن أقترب كريم من العسكرى حتى حاول ان يمسك بتلابيه  فضربة كريم بقيضة يده حتى اغمى علية وبالتالى أستطاع كريم أن يجذبه إلية وبشدة وهنا فرح الجميع والقوا له عوامة الإنقاذ وصعد كريم بالعسكرى الذى كاد يغرق وما أن صعد به الى سطح اللنش حتى قام بعمل الإسعافات الأولية لكى يخرج المياة التى فى جهازة التنفسى وافاق العسكرى بعد ان طرد المياة وبعد ان اطمئن كريم على العسكرى جلس يرتجف من البرد حيث لا يوجد معة ملابس اخرى ملابسه مبلله وجلس طوال الطريق لساعات طويلة متحملا البرد الشديد وحينما وصل كريم الكتيبة وجد مساعد الضابط ينادى علية تعالى القائد يريد مقابلتك فإذا بالقائد كان موجود على متن اللنش وشاهد كل شىء بطولة وشهامة ورجولة كريم الإنسان الفنان المبدع دائما فشكره وقال له أنت بطل حقيقى وشهم وتستحق كل الشكر والتقدير ولذا أعدك إن شاء الله باجازة إبتاءا من باكر حتى تسترح من عناء السفر وما قمت به من مجهود  فلم يصدق كريم نفسه سبحان الله اكرم الأكرمين وأبتسم كريم وما أن أكمل كريم ابتسامته حتى رن جرس التليفون فرد القائد على التليفون فإذا بمحافظ الإسماعيلية يتكلم مع القائد ويتوسط لكريم لكى يتم نقله الى الإسماعيلية وبعد إنهاء المكالمة قال القائد لكريم الله يسامحك انت نازل اجازة لكى تتركنا وتمشى من الكتيبة وتجيب واسطة بذلك طيب شوف راح اعقد معك إتفاق أن تجلس فى الكتيبة اسبوع وتأخذ ثلاثون يوما اجازة وانت جالس فى الكتيبة تعامل معاملة الضابط من حيث الاكل والمعاملة الطيبة كفنان وان ترسم الكتيبة وتجملها برسوماتك الجميلة ومن الطرائف والمغامرات المضحكة فى الكتيبة أنه فى يوما من الأيام حينما طلب القائد من كريم عمل تمثال لجندى يحمل السلاح فى مدخل الكتيبة قال له كريم وساعتها لم تكن تتوفر الخامات اللازمة لعمل التمثال قال كريم يقصد الدعابة فيه جندى براسين هنا ممكن نجيبة ونمسكة بندقية موريس ونصب علية اسمنت ونعمل له قاعدة يقف عليها وهنا كانت المفاجاءة حيث قال له القائد نفذ هذا الموضوع فقال له كريم يا فندم أنا أمزح ! فقال له كريم يا فندم لا ينفع لان لو عملنا كدة سيقع هذا التمثال حينما تتحلل جثة الجندى  وكمان دا إنسان انا امزح يا فندم فرد القائد وانا كمان وحينما سمع العسكرى ابو راسبن اختفى من الكتيبة خوفا من ان ينفذ هذا الامر بجد .               وسبحان الله وكأن هذا العسكرى مكتوب له الموت داخل هذه الكتيبة فلم تمر الأ ايام قلائل الأ وقد امر  القائد بأن يحمل كل جندى على كتفة معدات لبناء قاعدة  اتصالات سلكية ولا سلكية للتنصت على إسرائيل من أعلى جبل سانت كاترين ومن باب الحيطة والحذر وحتى لاتراهم إسرائيل من خلال المراقبة والقمر الصناعى وتتبع خطوات عملهم وتعرف كل شىء كان لزاما عليهم أن يتسلقوا جبل سانت كاترين بملابسهم المموهة العسكرية التى لن ترى من بعيد   وما ان اصبح هذا الجندى ذو الراس الكبير فى أعلى قمة الجبل واثناء التسلق حتى أختل توازنة وسقط من أعلى الجبل وهو يحمل على كتفيه كمية كبيرة من الأسمنت وسقط الجندى أبو راسين شهيدا على الأرض  وهنا نظر إلية كريم من اعلى سفح الجبل ودمعت عيناه وحزن علية حزنا شديدا وقال لنفسه سبحان الله لم يمت منذ أيام فى التمثال ومات الأن أعمار مقدرة من عند الله الله يرحمة ويدخله فسيح جناتة وخيم الحزن على الجميع وقال الضابط أستكملوا التسلق وليحذر الجميع وحين العودة بسرعة سنقوم بتغسيلة والصلاة علية وان يكون قد حضر اهلة لتسليمة لهم  وجلس كريم فترة يتذكر هذا العسكرى وهو حزين .   ويتخيل نفسة مكانة ولما صعد كريم أعلى جبل سانت كاترين شاهد كل الدول المحيطة بمصر من أعلى الجبل بالمنظار المكبر وكيف ان إسرائيل قد مهدت طريقا فى أعلى الجبل ومطار لشن الحرب فى اى لحظة على اى دولة عربية وقد لاحظ كريم شيئا عجيبا سبحان الله حيث يوجد فى اعلى هذا الجبل مياه عذبة تخرج من باطن الجبل وايضا قد شاهد من قبل الاثنتى عشر عينا التى ضربها  نبى الله موسى علية السلام وشرب منها المياة العذبة الجميلة التى تشبة مياه زمزم  .                                                         وتمضى الأيام ولكن دوام الحال من المحال فقد أحتل صدام حسين رئيس العراق وقتها احتل الكويت وبالتالى أصبحت مصر فى حالة تأهب قصوى للحرب ولذلك قال القائد لكريم الن الوضع صعب نحن فى حالة حرب ولذا ينبغى عليك التعامل بالعسكرية وان تتدرب على القتال وايضا كل الكتيبة رفع درجة الاستعداد القصوى والتاهب للقتال فى اى وقت وايضا حراسة الكتيبة بحرص شديد ومن ثم امتثل كريم للامر وفى ليلة من اشد الليللى برودة حيث يسقط جليد على المعسكر وكانها فى اوروبا ولذا حدث ما حدث حيث كان يقف جندى خدمة على البوابة الخارجية للكتيبة والخدمة تستغرق خمس ساعات واحيانا اكثر فقد توقف الدورة الدموية لهذا الجندى من شدة البرودة وفارق الحياة  وظل راكنا الجندى على جدار البوابة وكأنة يغط فى نوما عميق وحينما اتى قائد الكتيبة بسيارتة لكى يدخل الكتيبة ينتظر ان يثبتة ذلك الجندى لكن هيهات فقد فارق الحياة ولكن القائد لم يعرف بعد وانتظر القائد ان يسئلة الجندى عن كلمة سر الليل حتى يدخلة الكتيبة ولكن كل هذا لم يحدث فقد مات العسكرى  مما دفع القدئد للنزول من سيارتة العسكرية لكى يعاقب الجندى وما ان هم القائد بدفع الجندى اصحى ايها العسكرى النائم حتى سقط الجندى على الأرض وهنا استشعر القائد ان هذا الجندى ليس نائما وانما قد فارق الحياة مما دفع القائد الى إستدعاء الطبيب المنوب وفورا ليتاكد من وفاة الجندة من هبوط حاد فى الدورة الدموية من شدة البرودة والسقيع الرهيب وهنا حزن القائد لوفاة جندى من جنودة البواسل أثناء تادية الخدمة وقال القائد للمسئولين عن المطعم بسرعة جهزوا عدس ساخن ليشرب كل من هو فى الخدمة الأن وكان القائد يتاكد من هذا الامر بنفسة ويقول لهم لا تتوقفوا لفترة طويلة فى مكانكم فى الخدمة دون تحرك وتمشى وحاولوا ان تدفئوا أنفسكم دائما بالحركة الرياضية وفى اليوم التالى تم توزيع الجندى الفنان كريم على حراسة دير سانت كاترين وكانت هذه اول مرة يقوم فيها بحراسة الدير وفعلا ذهب للحراسة فى وقت متاخر من الليل وما ان وقف على الحراسة قال لنفسة كفنان لم أشاهد الدير من قبل لماذا لا اتجول داخله ؟ لاشاهد كل مافى الدير واسلى نفسى  داخل الدير ويمضى وقت الحراسة وفعلا دخل كريم فى الظلام الحالك وكان معه كشاف كهربائى صغير ينير له بصيص من الضوء .                                وفجاءة وقعت عيناه على جماجم بشرية فخاف ولكن أقترب منها ليزيد الضوء فوجد أن هذه الجماجم تقترب من الأربعين جمجمة داخل صندوق اعد خصيصا لعرضها على الناس لكى يعرفوا قصة هؤلاء البشر اللذين جاهدوا فى سبيل الله وتعرضوا للقتل من حاكم طاغى فى ذلك الوقت وما أن انتهت مدة حراسة كريم حتى ذهب للنوم فى الكتيبة بعد أن اعجب بالدير وفى الصباح يفرح كريم جدا لكونة اليوم موعده للحصول على الجازة المعتادة والمتفق عليها مع القائد ويذهب الى الإسماعيلية لكى يرى زوجتة ومحبوبتة وهناك فى الإسماعيلية يسعد بثلاثون يوما من السعادة والراحة حيث محبوبتة  ولتنهى الجازة وليعود مرة اخرى للكتيبة وتتواصل ايامة مع الجيش حيث العقارب والثعابين ووحشة الليل  ومن العجائب والطرائف انه كان يوجد جبل بجوار الكتيبة يسمى جبل حباله كان يقصده النساء التى لا تنجب املا فى الإنجاب  وقد كان كريم يتعجب لهؤلاء اللذين يذهبون من النساء املا فى الإنجاب  وفى يوم من الايام كان كريم يقوم بالحراسة الليلية على مستودع الذخيرة وزميل آخر له يقوم بالحراسة الليلية على المطعم الذى يأكل فية الجنود وإذا بزميلة ينادى على كريم ويقول له أسمع أصوات غريبة داخل المطعم فيقول له كريم إستعن بالله وأقرأ القرآن ولا تخف ولا تشغل بالك بشىء من هذا الامر وثوانى قليلة حتى سمع صوت من داخل المطعم فنادى الجندى على كريم تعالى يا كريم بسرعة وفعلا استجاب كريم هذه المره لزميلة واسرع معة ودخل الى المطعم .  ويرفع كريم الكشاف الكهربائى الصغير الذى بيدية الى أعلى لكى يرى ما بداخل المطعم لكن المفاجاءة لا يوجد أى شىء ؟!                            من أين هذا الصوت ؟! لايعرف يتعجب كريم !                                       وزميلة الجندى ويخرجا الاثنين من المطعم ويغلقا الباب وبمجرد خروجهم من باب المطعم  ووقف كلا منهم فى حراستة اذا بالجندى يسمع أصوات غريبة داخل المطعم فيعاود المنداة على كريم يا كريم إلحقنى الأصوات  عادت مرة أخرى داخل المطعم فيقف كريم مذهولا من مصدر الصوت فياتى مسرعا لكى يعرف ما وراء هذا الصوت والحركة التى بداخل المطعم ويفتح الجندى باب المطعم ليدخل هو وكريم مسرعين داخل المطعم ويرفع الإثنين الكشاف الكهربائى لكن هيهات لا شىء بداخل المطعم عجبا لهذا الامر !  ويخرج كليهما خارج المطعم وبمجرد الخروج وهم مازالوا على باب المطعم حتى يسمعا نفس الاصوات ويتاكد كريم من صحة كلام زميلة وأنها ليست خرافات   وكان قد تسرب الى نفس كريم شك فيما يقولة له زميلة الجندى وقال لنفسة لعلة من الخوف وبمجرد سماع كريم للاصوات والحركة داخل المطعم حتى أسرع وفتح باب المطعم وليرفع الكشاف الكهربائى لثالث مره فلا يجد شىء عجبا وهنا توقف كريم وقال لنفسة لابد من ان أذهب بنفسى حتى نهاية المطعم وفعلا وما أن وصل كريم حتى آخر الجدار فى المطعم فوجد شيئا عجيبا منحنى داخل الجدار لا يرى هذا المنحنى من بعيد  وقد وقف داخل هذا المنحنى حمارا اسود اللون كالليل البهيم لا يرى من بعيد ابدا ولا يرى الا حينما تدقق وتمعن النظر تظرا لشدة الظلام الحالك وما ان شاهده الجندى الذى يقف بجوار كريم حتى رفع غطاء السكين الذى يوجد فى اعلى سلاحة وهذا السكين مفرغ من الوسط وبمجرد ان تطعن به اى شخص او حيوان يموت فورا وطعن الحمار فمات فى الحال فقال له كريم هيا بسرعة نسحب هذا الحمار الى الخارج حتى لا يخرج رائحة عفن داخل المطعم والكتيبة وفعلا أخرجوه الى خارج الكتيبة وفى الصباح كان العجب !                        لم يجدوا الحمار نهائيا ولا اى أثر له عجبا عجبا عجبا !                            واكتفى بهذا القدر من المغامرات لكريم فى الجيش على أن نعاود المزيد قريبا بإذن الله .                                                                     بقلم الفنان  محمد يوسف طرخان

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 422 مشاهدة
نشرت فى 21 مارس 2013 بواسطة mohamedtarkan

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

60,980