authentication required


كتب: د. محمد النعناعي

يتسائل كثير من الناس اليوم والثورة بعد لم يمر عليها نصف عام هل حدث تغيير وقد تتصاعد حدة الانتقاد فيقولوا : " مش حاسين بالتغيير و هننزل التحرير " مع احترامنا الصادق لجميع وجهات النظر المطروحة وجميع الرؤى المعتبرة فأعرض هنا على استحياء وجهة نظري حول هذا الاتجاه ..

بداية هناك خطوات كثيرة تمت في سبيل التغيير ولكن   بالنظر إلى الثورة الآن من زاوية المكاسب والخسائر أو الإيجابيات والسلبيات نظرة تحتاج إلى تصويب فلا زالت الثورة قائمة والسياق العام لها ما بين فرص وتحديات فالفرصة إذا لم تغتنم تصير غصة والتحدي إن لم يتم التعامل معه بشكل جيد يصبح تهديدا أظن هذا إلى الآن حال الثورة فرص وتحديات ..

فلا ما نحسبه إيجابيات يمكن الحسم بذلك الآن ولا ما نعتبره سلبيات يمكن الجزم بذلك أيضا الآن فقط ما نريده أن نسعى حسيسا لاستمرار حيوية الثورة ولياقة التغيير التي أضحى عليها الناس لنتمكن من مواصلة ما بدأناه يحدونا الأمل والثقة في الله ثم بهذا الشعب الذي أثبت أنه يخمد ولكن لا يموت ويقمع ولكن لا يتوقف وينتهي .

القضية الثانية من الغير مناسب أن ننقل الثورة الآن من جهادها مع النظام السابق وسعيها للتحول المدني وننقلها إلى مربعات أخرى فئوية كالصحة والتعليم والفساد في مؤسسات القطاع العام هذا يزيد مهمتنا صعوبة والحكمة تقتضي أن يتم التحول المدني وبناء المؤسسات الحاكمة ثم النظر في باقي المربعات التي استشرى فيها الفساد ونبدأ بالتطهير عندما يكون هناك غطاء من سلطة مدنية مستقرة منتخب وفق إرادة الناس , ففي الطب مثلا لا تتم عمليات جراحية إلا تحت مظلة دواؤية لمنع حدوث العدوى الثانوية .. وهكذا الحال هنا .

وهذا موقف رائع للخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز :

دخل عبد الملك بن عمر عليه فقال : يا أمير المؤمنين ما أنت قائل لربك غداً إذا سألك فقال : رأيت بدعة فلم تمتها ، أو سنة فلم تحيها ؟!

فقال عمر بن عبد العزيز : رحمك الله وجزاك من ولد خيراً .. يا بني إن قومك قد شدوا هذا الأمر عقدة عقدة ، وعروة عروة ، ومتى أردت مكابرتهم على انتزاع ما في أيديهم لم آمن أن يفتقوا عليّ فتقاً يكثر فيه الدماء ، والله لزوال الدنيا أهون عليّ من أن يراق في سببي محجمة من دم ، أوما ترضى أن لا يأتي على أبيك يوم من أيام الدنيا إلا وهو يميت فيه بدعة ويحيي فيه سنة

 

هناك تغيير؟!  نعم , ولكن يحتاج لوقت ليصبح واقعا مستقرا في حياة الناس وعلى مستوى المنظور من المستقبل القريب لا أجد أن هناك تراجعا وإنما الأمر يسير من حسن إلى أحسن .

لابد من التكاتف حاليا للعبور بمصر إلى الاستقرار ثم النظر في باقي أهرامات الفساد لننقضها حجرا حجرا لننهض بمصرنا ونحقق لها ريادتها الغائبة

 

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم

 

د. محمد عبد المنعم النعناعي

طبيب وجراح الفم والأسنان

البحيرة – دمنهور

  • Currently 20/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 14 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,585