بعد حرب غزة الوحشية وجرائم العدو الصهيوني البشعة وصمود قطاع غزة، شعباً وفصائل ومقاومة وحكومة، وقبل بدء جرد حساب الربح والخسارة لكل الأطراف، أدرك الجميع اليوم أن «حماس» ومعها فصائل المقاومة التي شاركتها الصمود أصبحت لاعباً إقليمياً لا بد من وضعه في الاعتبار عند التفكير في أي خطوة.
لم يضع العدو الصهيوني أهدافاً واضحة لحملته لأسباب عدة، منها عدم الخضوع للجنة تحقيق جديدة كتلك التي رأسها القاضي فينوغراد وكانت أقسى من لجنتي كاهانا واغرانات، ومنها أيضاً إرباك المشهد الفلسطيني والمشهد العربي، وها نحن نرى نتانياهو يزايد على قادة الحرب على رغم وحشيتهم.
يقول المزايدون إن الحملة لم تحقق هدفاً أساسياً وهو شطب «حماس» من المعادلة، لإخضاع بقية الفلسطينيين ولشطب خيار المقاومة مدة طويلة تصل إلى عقود كما حدث مع منظمة التحرير الفلسطينية التي رفعت شعار الكفاح المسلح، ولكن من الخارج، وكانت النتيجة شطب هذا الهدف والمسار من برنامج المنظمة والسير في متاهة المفاوضات منذ ربع قرن، من دون أن نصل إلى أي نتيجة. فالفلسطينيون لم يحصدوا سوى مزيد من القمع والانقسام وتراجع القضية إلى صراع غزاوي - صهيوني بعدما كانت صراعاً فلسطينياً - صهيونياً، وفي الأصل عربياً - صهيونياً.
لعل شيطان أولمرت وليفني وباراك الذين قادوا الحملة ويريدون حصاد ثمارها في الانتخابات المقبلة، أوحى إليهم بعدم المضي قدماً فيها إلى حين القضاء على «حماس» تماماً أو تجريدها من مئة في المئة من سلاحها المقاوم بدلاً من سبعين في المائة كما يدّعون (يتردد أن لدى الفصائل 1200 صاروخ أطلقت منها حوالي 800 فقط خلال الحرب) أو إجبار قادتها على رفع الراية البيضاء وطلب المفاوضات والتهدئة مجدداً بالشروط الصهيونية، بعدما فشلت الضغوط المصرية وطرق الخداع التي مارسها «أبو مازن» والوسطاء، ما أدى إلى إشعال الحرب المعدّ لها سلفاً، وللأسف فالعرب لا يتعلمون من أعدائهم ولا يتعرفون إليهم على رغم شعار «اعرف عدوك» منذ نكسة 1967، وعلى رغم المطبّعين الذين ادّعوا أنهم يدرسون العدو ويحاولون فهم نفسيته وطرق تفكيره ومناهج العمل وخططه للسيطرة على المنطقة، مع ذلك لم يقولوا لنا شيئاً مفيداً.
الآن، على «حماس» أن تدرك أنها على رغم كل التضحيات والضحايا خرجت على الأقل سياسياً أكثر قوةً، وشعبياً أكثر تأييداً وتعليقاً للآمال عليها، كما أصبحت لاعباً إقليمياً بحضورها قمة غزة في الدوحة بأشخاص قادتها وبحضورها القمة الاقتصادية في الكويت، عبر الذين انحازوا إلى خيارها المقاوم.
بدأت «حماس» حركة مقاومة سلمية في الانتفاضة الأولى مدركة صعوبة البدء بالكفاح المسلح، وحوصرت بقوة عبر اتفاق أوسلو الذي جاء نتيجة مخاض عسير داخل منظمة التحرير، ودخلت محنة التهجير الإجباري لأكثر من 400 من قادتها إلى «مرج الزهور» (جنوب لبنان) وعادوا مرفوعي الرأس ليقودوا الشعب الفلسطيني ويدخلوا محنة جديدة على يد السلطة الوطنية التي راهنت على التزام العدو قرارات أوسلو. وكانت قمة شرم الشيخ عام 1996 بحضور ال
ساحة النقاش