الشرطة وعودة الثقة

مبروك عودة الثقة لمؤسسة الشرطة المصرية، التي كانت في حاجة لاستعادة ثقتها بنفسها وقدراتها العالية المشهود لها داخليا وخارجيا..

وبذا كان هناك من خان الثقة، أو استغل نفوذا فيما لا يرضي الوطن والمواطن؛ فانه لايجب علينا أن نعمم حكمنا على الجميع.. فالشرطة يا سادة هي من تحمي المواطن وممتلكاته وتحمي مؤسساته داخل حدود الوطن، وهي التي تسهر على حمايتنا وأمننا.. لماذا ننسى هذه البديهيات في لحظات فوران الغضب؟!

وهل من المناسب ومن المطلوب أن أنوه وأن أشدد على أنني لست صاحب مصلحة، وليس لي قريب حتى الدرجة العاشرة في جهاز الشرطة، إلا الأخوة في الوطن؟

تذكروا للشرطة كم من قضية أفزعتنا، وأطارت النوم من عيوننا، قبل أن يعيد لنا ضباط وجنود الشرطة ثقتنا في أن المعتدي، لابد وأن ينال عقابه الرادع، الصارم، الحازم.. على يد قضاء مصر الشامخ.

وفي تصوري أن الأزمة التي وقعت وأفسدت مناخ الثقة بين الشعب والسلطة، كانت لها بعض الفائدة ـ إذا نظرنا لها نظرة شمولية ـ  للجانبين؛ فهي أكدت للشعب سلطته في قدرته وأحقيته على المحاسبة والتصدي لكل من يخرج على القانون والدستور، لكل من يتصور أنه فوق السلطات؛ فالشعب يرصد ويصبر، يتحمل ويعفو، يراقب ويمهل .. ولكن على من يعي أن يحسب غضبة هذا الشعب.. وأن يتجنب زئيره.

شعب مصر الطيب.. الصبور .. المتسامح، لايعرف الغدر ولا العدوان، وطلباته مشروعة.. لا تتعدى تحقيق العدل والعدالة والأمن والأمان؛ ولذلك فالشعب المصري لا يعادي قطاعا منه، بل هو يسعى الى ضبط بوصلة حكامه ان حادت عن الهدف.

وفي رأيي ـ ان عدنا الى السياق ـ أن حادث مصرع مصمم الأزياء المصري محمد داغر، التي هزت الشارع المصري من فرط بشاعتها وغموضها، وأشاعت القلق في نفوس المصريين، كانت بمثابة " اختبار الثقة " ـ وهي تذكرني بما يسمى قفزة الثقة في اختبارات القبول لكلية الشرطة والكليات العسكرية ـ لجهاز الشرطة الذي عاد ليعمل بطاقته واخلاصه ووطنيته..

ونجاحه السار المشرف في الايقاع بالقاتل، خلال مدة لم تتجاوز الثماني والأربعين ساعة فقط، كان هو الاختبار النفسي المنتظر الذي لابد وأن يعيد الثقة الى جهاز الشرطة، بأفراده وضباطه، الثقة بالنفس، وأيضا تجديد ثقتنا به وبقدراته، وهو ما يستحق أن نبارك له عودته القوية الى ساحة العمل الوطني الشريف، فمهنة الأمن هي من أشرف وأطهر المسؤليات التي يمكن أن يتصدى لها انسان.

وفي السياق أكاد أكون متيقنا أن رجال الشرطة المصرية سوف يتمكنون وبنفس السرعة، من اعادة أموال جمارك بورسعيد التي سلبت في مدينة بورسعيد الباسلة .. وأراهن على أنهم سوف ينجحون في سلسلة من الاختبارات أمام المجرمين الذين يعيثون في الأرض فسادا..

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 7 يونيو 2011 بواسطة mohamedmedhat1

ساحة النقاش

محمد مدحت عمار

mohamedmedhat1
طالب فى الاعدادى واحب الاسلام وهوايتى الكمبيوتر والمقالات والنت و كاتب صغير »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,641