أطفال الثورة يهتفون:
ازرعوا قمح.. وبطلوا غش في الامتحانات !
لم تكن الثورة المصرية الجديدة.. ثورة 25 يناير، من صنع الشباب وحدهم، بل شاركتهم كل فئات المجتمع من نساء وشيوخ، ولكن اللافت للأنظار هو هذا الحضور المشرف لأطفال في عمر الزهور.. أطفال من مختلف المراحل العمرية، بدءا من الأطفال الرضع الى المرهقين..مما ساهم في الهاب الحماس في قلوب الثوار..انهم كانوا أشبه ببرلمان من القلوب الخضراء النقية..
من داخل ميدان التحرير وبين جموع المتظاهرين المحتشدين لليوم انطلق الطفل مؤنس 13 عاما يتكلم معنا وكأنه الزعيم مصطفى كامل في بلاغته وحماسته: انا عايز اسقط النظام..! واستطرد بصوت عال لا يعرف الخوف: أنا في سنة أولى اعدادي، العام الماضي كنت في شهادة اتمام الدراسة الابتدائية، وكنت متفوقا، وفوجئت في الامتحانات النهائية ب " عيال " في اللجنة تأتي لهم الاجابات جاهزة، وطبعا جابوا درجات أعلى مني.. يعني سرقوا مجهودي .. وده حرام !!
ويلتقط حسام طرف الحديث: كل البلد فيها غش، مضيفا أن الغش أصبح شئ عادي في معظم المدارس، ولا فرق بين من يذاكر ويجتهد، ومن يلعب طول السنة، والغريب أن من يساعد على الغش هم من المدرسين ومسئولي المدرسة!
ميدو: أبي يدفع 500 جنيه شهريا للدروس الخصوصية أحتاجها، فالمدارس أصبحت بلا تعليم..وكمان الوزير الجديد ـ يقصد السابق د. احمد زكي بدر أخر الكتب الخارجية علشان يدفعوا للوزارة اتاوة ( ! ) بدعوى حقوق الملكية الفكرية ( ! ) ولم يهتم بمصلحتنا.. مش عارفين نذاكر ولا نتعلم في مدارسنا..وكل يوم نسمع عن الحرامية الكبار..مش معقول كنا نسكت !!
سألتهم تهتفون بإسقاط النظام علشان الغش في المدارس والدروس الخصوصية وتأخر الكتب الخارجية؟
اجابت " جومانه : التي فاجأتني بوجودها وسط هذه الحشود حتى قبل أن تفكر: غلاء الأسعار حرمتني من كل شيء أحبه وأريده، كما أنني أشعر بالخوف من مشاهدة البلطجية والسارقين، الذين أراهم يوميا في الشارع والتليفزيون وجنب البيت، ولا أستطيع أن أخرج الشارع، فأين هو الأمان الذي يوفره النظام كما كان الحال في السابق بسبب مشاهد الرعب التي نراها ونسمع عنها، ولذلك كله أهتف بسقوط مبارك.
أسألها عن أسرتها وهل سمحت لها بالخروج الى هنا؟
قالت: أبي طبيب وهو يعالج المصابين من رجالة مصر في مكان قريب، وفي الثانية عشرة عند منتصف الليل، أذهب إليه الى العيادة في المسجد القريب، ونروح علشان أنام والصبح أأتي أهتف بسقوط النظام.. والحمد لله ان " الترم " خلص ومعنديش مذاكرة.
ساحة النقاش